أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تزامنت مع الطبقة والصفقة.. "زمان الوصل" تكشف حجم كارثة "غانم العلي" التي حلت بالنظام

وقعت مقتلة "غانم العلي" في نفس توقيت مقتلة مطار الطبقة تقريبا (24 آب 2014)

يبدو أن آثار المعارك التي دارت رحاها في المنطقة الشرقية من سوريا، ستظل تحفر طويلا وعميقا في ذاكرة الموالين، لاسيما الطائفيين منهم، حيث تحولت هذه المنطقة إلى ما يشبه "برمودا السورية"، وهي تبتلع المئات تلو المئات من جنود النظام ومرتزقته.

وفي هذا الإطار، جاءت مقتلة "غانم العلي" بريف الرقة، لتكون بمثابة نسخة مكررة عن وقائع الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة، التي نزلت أخبارها كالصواعق على رؤوس الموالين، وما زال ملف "مفقوديها" منغرسا كسيف في خاصرة ذوي الجنود.

وقد علمت "زمان الوصل" أن المعارك التي دارت في "غانم العلي" ومحيطها خلال الأيام الأخيرة من شهر آب/أغسطس الماضي، كبدت النظام أكثر من 300 مفقود (هناك تقديرات ترفع الرقم إلى 500 مفقود)، بالكاد تم سحب عشرات الجثث منهم ونقلوا إلى مشافي النظام، فيما بقي مصير الأغلبية مجهولا.

المقتلة الجديدة والكبيرة، تركت في نفوس الموالين "دمامل" ملأها قيح الاستياء والغضب، نظرا لتزامن المقتلة مع عدد من الأمور المستفزة للموالين، وأبرزها تصنيف النظام للغالبية العظمى من الجثث التي سحبها تحت بند "مجهول الهوية"، حسب ما تأكدت "زمان الوصل".

وإزاء وصفهم بـ"مجهولي الهوية"، فقد طلب النظام ممن لديه مفقود في مقتلة "غانم العلي" أن يسارع إلى المشافي التي تم إيداع الجثث فيها ليتعرف على جثة من يبحث عنه؛ وهو ما دفع الموالين للاحتجاج بغضب على هذا الاستهتار الذي يستكثر إجراء فحص "دي إن أيه" لمعرفة هوية "الشهيد"، متجاهلا أن الجثث المشوهة غالبا ما تحدث التباسا حتى عند ذوي القتيل، الذين قد يستلمون جثة لاتخصهم، بسبب هذا الالتباس، وهذا ما حدث ويحدث مرارا.

ازدراء النظام لمواليه واستهانته بجثث من يدعي أنهم "شهداء"، لم يكن الشرارة الوحيدة التي أشعلت نار الكآبة والحنق في نفوسهم، فهناك قبل ذلك كله أصابع "الخيانة" التي زجت بحشود من أشباه الأغرار للقتال في ظروف معقدة وبمواجهة تنظيم عرف ببأسه العسكري، وهذا ما تجلى بوضع طلاب في "الكلية الجوية" في واجهة المعارك ضد تنظيم "الدولة" ليكونوا صيدا سهلا، بين قتيل وأسير، في وقت "تنفخ" فيه تشكيلات ومجموعات عضلاتها على صفحات التواصل والإعلام، وعندما يجد الجد تتوارى عن الميدان كليا، كما يرى موالون.

ولكن أكثر ما صعق الموالين أن تقع مقتلة "غانم العلي" في نفس توقيت مقتلة مطار الطبقة تقريبا (24 آب 2014)، وهي المعركة التي تكبدت فيها حاضنة النظام مئات القتلى والمفقودين، لايزال مصير كثر منهم مجهولا رغم مضي 3 سنوات على الواقعة.

وفي نفس الوقت الذي كان النظام عاجزا عن: حماية عناصره، استرجاع جثث الكثير منهم، فك الأسرى، معرفة مصير المفقودين.. في نفس هذا الوقت كان نفس النظام وبرغبة ملحة من مليشيا "حزب الله" يؤمن نقل مجموعة من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم من القلمون إلى المنطقة الشرقية، وهو نفس التنظيم الذي قتل وشرد بجنود النظام في "غانم العلي"، ما دفع موالين للتعبير عن شعورهم بخزي كبير من تزامن الواقعتين (الصفقة والمقتلة)، ويقينهم بأنهم باتوا أدنى بدرجات من حطب النار، وأن حياة عدة جنود لبنانيين واسترجاع عدة جثث لمرتزقة "حزب الله" أهم بمليون مرة من مصير جيش من المفقودين والأسرى المسجلين على قيود النظام. 

كل هذه العوامل أعادت تشكيل مشهد يحاول الموالون القفز عليه كثيرا، مخافة أن يدركوا قيمتهم الحقيقية في عيون نظامهم.. مشهد مكون من قادة كبار مستهترين و"خونة" حسب وصف الموالين، وجنود يساقون إلى حتفهم كالأغنام، و"حلفاء" لا تعلو على مصالحهم أي مصالح، ومقتلة تلو مقتلة في سلسلة لا تنتهي.

وتزداد سوداوية المشهد أكثر في عيون ذوي مفقودي النظام وقتلاه، عندما يرون محاسبة" الضباط الخونة على الطريقة الأسدية، عبر ترفيعهم وتخوليهم صلاحيات أعلى تتناسب طردا مع كل "كارثة" يتسببون بها، وليس بعيدا مكافأة النظام لضباط من أمثال اللواء محمد خضور، والعميد محمود صبحة، وهذا الأخير وحده كان مسؤولا عن مقتل نحو 250 ضابطا وجنديا عندما قاد عملية انسحاب فاشلة وهزيلة من مشفى جسر الشغور، وهنأه بشار الأسد بنفسه على ذلك عبر اتصال معه، ثم اختاره ليقود معركة في "زيزون" سقط فيها نحو 100 قتيل للنظام، وألحقهم بعدد مقارب في معركة أخرى في جبل النوبة بريف اللاذقية، ليكون في رقبته وحده ما يقارب 500 قتيل، هذا عدا عن "دوره البطولي" في معركة "الزعينية" (تشرين أول 2012)، عندما استهتر بنحو ألف عنصر من جيش النظام وتركهم لمصيرهم بين قتيل وجريح وأسير.

زمان الوصل - خاص
(178)    هل أعجبتك المقالة (177)

ابو عمرررررر

2017-09-15

مقالاتكم ذات أثر كبير وأرجو أيضا المحافظة على المصداقية .... أهنئكم على جهودكم وأدعو لكم بالاستمرار نريد هكذا أعلام وهذه الأقلام.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي