اتهم الشيخ "حسن الدغيم" الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية "هيئة تحرير الشام" بالمراوغة والخداع والاستمالة، وعدم الرغبة في الحوار والتقارب والاستمرار بالتدليس والتغرير، وذلك بعد أن أخلفت قيادات الهيئة عدة مرات الوعود التي تم تحديدها من قبل من وصفهم بـ"عقلائها".
وأصدر أمس الإثنين، بياناً أوضح فيه تفاصيل الدعوة التي وجهتها "تحرير الشام" له ولشخصيات سياسية وثورية معارضة لها مؤخراً.
وختم "الدغيم" بيانه المطول حول تفاصيل زيارته إلى سوريا والتي كانت بغرض الاجتماع مع قيادات الهيئة، ختمها بإعلانه وقف التواصل مع "جماعة الجولاني" حسب تعبيره، وفتح باب الحوار المباشر مع عناصر الهيئة دون السماح لقيادتهم بالتحكم بمصائرهم.
حول زيارة الدغيم والبيان الذي تلاها ومواضيع أخرى حاورت "زمان الوصل" الشيخ "حسن الدغيم" فإلى نص الحوار:
- ذكرتكم في بيانكم أنكم تلقيتم دعوة من قيادة "هيئة تحرير الشام" للحوار فيما آلت إليه الثورة وترتيب الأوراق في المناطق المحررة، هل تعتقد أن مبادرة "الإدارة المدنية" التي طرحتها "تحرير الشام" هي سبب هذه الدعوة، خاصة وأن موقفكم من "الهيئة" وتصرفاتها منذ أن كانت تعمل باسم "جبهة النصرة" معروف وواضح؟
*نعم تلقينا دعوة رسمية من "هيئة تحرير الشام" للدخول والحوار في ما آلت إليه الساحة وقضية الإدارة المدنية وغيرها، فبعد أن استفرد الهيئة بالساحة، وفككت "حركة أحرار الشام" وطردتها من معبر "باب الهوى" وجدت نفسها قد وقعت أمام مسؤوليات اجتماعية وسياسية كبيرة، لا سيما ما يتم التكلم به حول إغلاق المعابر وضغوطات من المجتمع الدولي، فطرحت الهيئة ما يسمى بمشروع "الإدارة المدنية".
ونعلم أن "هيئة تحرير الشام" تتقلب في سياساتها مرة ترتبط مع "القاعدة" ومرة تفك الارتباط عن "القاعدة"، مرة تندمج مع غيرها من الفصائل، ومرة تحتكر هذا الاندماج، والآن هي تستخدم ورقة "الإدارة المدنية".
وإن الدعوة التي وجهتها "تحرير الشام" لي ولشخصيات معروفة بمعارضتها لها الهدف منها شرعنة موضوع "الإدارة المدنية".
-ذكرتم في بيانكم أن "الهيئة" طلبت أو فضلت وجود شخصيات معارضة لها أخرى كأحمد أبازيد وأسامة أبو زيد وعباس شريفة وغيرهم من المعارضين للهيئة منهجاً وسياسة، ما تبرير ذلك بحسب وجهة نظركم؟
كما ذكرت في جوابي عن السؤال الأول، الهيئة أرادت من خلال توجيه دعوة لشخصيات تحمل أفكاراً وتوجهات سياسية وفكرية تختلف عن توجهاتها، بهدف شرعنة "الإدارة المدنية"، فإن اقتصر مشروعها المطروح على كوادرها والشخصيات الموالية لها، سيقال إن هذا المشروع هو "فتح الشام" أو "تحرير الشام" بلون آخر، فدعت الشخصيات التي ذكرتها وشخصيات أخرى، ليقال إن مشروع "الإدارة المدنية" متنوع.
- أشرتم إلى شروط لطرحها على الهيئة خلال اللقاء الذي كان مقرراً بينكم، هل لك أن تطلعنا على تلك الشروط ومحاورها، خاصة تلك التي لم تُشر إليها في بيانك؟
*لم يكن هناك أي شروط مسبقة للحوار، ورضينا أن نجلس للحوار بدون أي شروط مسبقة، ولكن لنفاذ هذا الحوار واستمراره جهزنا شروطاً لا بد منها لطرحها أثناء الحوار، منها وقف الاعتداء والبغي على فصائل الثورة السورية، وأن تُبيض السجون الأمنية، وأن يخرج المعتقلون من سجون "هيئة تحرير الشام"، بالإضافة إلى تعويض المتضررين من اقتتال الفصائل، وضمان حق التظاهر المدني السلمي في مناطق سيطرتهم ضد بغي "تحرير الشام".
-ربما سمعتم خطبة القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام" (هاشم الشيخ أبو جابر)، يوم الجمعة الماضية والتي قال فيها إن الهيئة مستعدة لحل نفسها بشرط أن تحل جميع الفصائل العسكرية العاملة في الشمال السوري نفسها أيضاً وتجتمع تحت قيادة واحدة، هل تعتقد أنه الشيخ والهيئة عموماً جادة في ذلك، أم أن الأمر يندرج ضمن الدعاية الإعلامية؟
*هي دائما تقول هذا الكلام، ولكن للأسف لا يعدون هذا الأمر إلى مستواها السياسي، مثلاً لو قلنا لـ"هيئة تحرير الشام" حلي نفسك ويتم تشكيل مجلس عسكري، فلمن سيتبع هذا المجلس، ألا يجب أن يتبع لكيان سياسي مشروع، الائتلاف أو الحكومة المؤقتة أو هيئة التفاوض؟
هم يريدون تشكيل قوة عسكرية موحدة وحكومة داخلية دون أن يعبؤوا بالمؤسسات التي أفرزتها الثورة، وهنا نحن بصدد أمرين، إما أن لا يتم الاعتراف بهذا الجسد الجديد، وإما أن يدخل منافساً للمؤسسات الأخرى، فهو جسم جديد وإحباط جديد للثورة.
-أعلنت في ختام بيانك، وقف التواصل مع "جماعة الجولاني"، ثم قلت لاحقاً إن بابكم مفتوح للحوار المباشر مع كوادر وعناصر "هيئة تحرير الشام" دون السماح لقيادتهم بالتحكم بمصائرهم حسب تعبيركم، هل هذا يعني وجود أكثر من تيار في الهيئة، وإن كان الجواب نعم، ما هي التيارات حسب رؤيتكم؟.
*طبعاً عندما اكتشفنا المراوغة واللعب بالوقت وهو ليس غريب عن قيادة "تحرير الشام"، ونحن نعلم أن هناك عددا كبيرا من كوادر "هيئة تحرير الشام" اضطرت مثلا بسبب سقوط مناطقهم أن يعملوا معها، وهناك أبناء دير الزور وثوار قطاع الشرقية والبادية اضطروا أن يعملوا مع الهيئة، وأيضاً الذين انسحبوا من ريف حلب الشمالي وانضموا لها، إضافة إلى آخرين دخلوا الهيئة إما خوفاً وإما طمعاً وإما انتفاعاً.
وهؤلاء يجب أن لا يبقى الاتصال معهم عبر "الجولاني"، بل لا بد من فتح خطوط تواصل مع الخط الثالث والرابع والخامس بهذه الهيئة لتنبيه العناصر لمستوى الخطورة للحال الذي سيكون في حال بقي هذا التنظيم فارضاً نفسه على الساحة الداخلية.
-ختاماً، بحسب اطلاعك على مجريات الساحة، والتصريحات الأخيرة التي سمعنا وقرأنا عنها من الغرب حول تعويم الأسد، ما هو السيناريو المتوقع للثورة السورية بشكل عام ولإدلب بشكل خاص.
*لا شك أن المواقف الدولية ونفاق المجتمع الدولي يميل إلى تأهيل النظام الكيماوي وبشار الأسد تحت نظرية الواقع السياسي، وطبعاً هذا مرفوض من قبل كافة القوى الفاعلة في ثورتنا، ومكان هذا النظام السجن والمحاكمة العادلة، وهذا الأمر يحتاج لتوحد صفوفنا العسكرية والشعبية وحشد أوراقنا السياسية بقوة وحكمة.
أحمد بريمو - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية