"لم يعرف التاريخ منتصراً أرحم من الجيش العربي السوري: أيها الارهابي القاتل، سلّم سلاحك وسوّي وضعك وعش آمناً كيوم ولدتك أمك"..هذه عبارات "صالح علماني" الخيرة منتشياً بخطاب نصر الأسد الأخير، ومفاخراً برحمة جيش الأسد المجرم في تعامله مع "الإرهابيين" عندما يوزع لهم منشورات الاستسلام.
هكذا هي رؤية المترجم الفلسطيني "صالح علماني" الذي ساهم ينقل أدب أمريكا اللاتينية إلى اللغة العربية بكل اقتدار، وهذه هي رؤية الفلسطيني (للأسف) الذي عاش بين السوريين عقوداً، وعاصر مآسيهم قبل الثورة وفي بدايتها، ومن ثم يغادرها كأول الهاربين، ويهاجم أهلها ويشتمهم من أجل قاتل مجرم وجيش لا وطني.
"صالح علماني" روى لكثيرين من أصدقائه (وسينكر ذلك) كيف أن الجيش الذي يتغزل برحمته اليوم أطلق النار على أهالي مدينة "المعضمية" التي كان أحد سكانها بعدما أوهمهم بوصول مساعدات إنسانية، وقتل يومها الكثير من سكان المدينة في جوار بيته.
وهذه ليست المرة الأولى التي يغازل فيها "علماني" القتلة كأنه يحسب لعودته، ولكن كان عليه أن يصمت ويعود لحضن الأسد دون المرور بسيل الشتائم والاتهامات لشعب مورست بحقه أكبر جريمة في التاريخ.
كل من يخالف رأي "علماني" هو إما "داعشي" أو "مبايع للنصرة"، وهذا ما يمكن ملاحظاته في ردوده الموتورة على كل منتقديه، ودخل في سجالات عنيفة خوّن فيها الكثير من السوريين الذي وقفوا مع شعبهم، وبهذه الرؤية يتشابه هذا (المبدع) مع بشار الأسد وجيشه في عدوانيتهم ونعتهم لكل من يخالفهم بعبارات التخوين والإرهاب.
من يمتدح قاتلاً هو إرهابي بالضرورة، ومن يرى بعين القاتل هو إرهابي أكثر منه، ومن يشتم ويتهم شعباً استضافه مطروداً ومعوزاً فهو خائن.
"صالح علماني" يريد أن يعترف به الأسد وشبيحته من جماعة "أحمد جبريل" و"جيش التحرير الفلسطيني" وقائده "طارق الخضراء"، وهؤلاء شركاء في الدم والمذبحة، وشركاء في تحميل الفلسطيني وزر دم السوري.
من عادة "صالح علماني" الشحيح الذي يعرفه المقربون منه أن يبصق في اليد التي تمتد إليه، وهو في نفس الوقت الذي تكرمه مؤسسات الخليج الثقافية يهاجم الخليج وأمواله القذرة، ويحول جوائزه وأموال تسوله إلى بنوك اسبانيا.
(الأسد: نحن عندما نتحدث عن مقاتلي حزب الله نتحدث بفخر كفخرنا تماما بأي مقاتل سوري دافع عن بلده)..هذه أيضاً إحدى مشاركات "علماني" على صفحته في "فيسبوك"..هو يكيل المدح لكل القتلة والمرتزقة، والذين حولوا بوصلة مقاومتهم من شمال فلسطين إلى كل سورية.
"صالح علماني" منذ أكثر من شهر يخوض حربا مع دار "المدى" حول ما يدعيه من حقوق مالية وأدبية، والأمر سجال بينه وبين الدار لحد اللحظة...هذا المترجم (الفذ) لا يسكت على بضعة دولارات واسم له في ذمة دار نشر، ويستنكر على السوريين ثورتهم ضد نظام أوغل في ذبحهم منذ الأسد الأب في حماة وإدلب وحلب، والأسد الابن على كامل التراب السوري، ولا يستغربن أحد من مثقف كهذا أن يحني عنقه للقاتل من أجل أن يعود للتصفيق في حضرة المجرم.
*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية