الأنثى الشيفرة.. ثلاثينية سلمها الجماجم وطريقها مفروش بالمليارات وملعبها وزارة الدفاع البديلة

علاقاتها متينة بشبيحة سلمية المتورطين في ملفات فساد واعتداءات جنسية

• والدها قائد "الجوية الفلسطينية" التي أمر بتأسيسها مهندس الرعب 
• مسؤولة عن ملف يشكل نبعا لاينضب، قوامه دماء وأشلاء


تتجول بكامل أناقتها ومكياجها وزينتها بين الجبهات، تلتقط الصور "الشاعرية" لها حتى وسط الدمار وبجانب القبور، توحي النظرة الأولى الملقاة على صورها بأنها قد تكون إحدى "صبايا العطاء" الذين برع النظام في توظيفهن والزج بهن لـ"شحن" مقاتليه ومرتزقته الذين أنهكت الحرب قواهم.. لكن الواقع أن هذه الأنثى تمثل شيفرة حلها كفيل بالولوج إلى كواليس نظام يحكمه ذكور تتحكم فيهم نساء، ولكن ليس أي نساء.

"رانيا السلطي" امرأة من هؤلاء الحاكمات بأمر "مؤهلاتهن" وسلالتهن، تعدت أواسط الثلاثينات عمريا، لكنها بمقياس النفوذ أكبر من عمرها بكثير، حيث وصلت إلى قمة هرم السلطة في "الأمانة العامة للدفاع الوطني"، التي تعد بمثابة وزارة الدفاع البديلة أو الرديفة، انطلاقا من الوصف الرسمي للدفاع الوطني باعتباره "قوات رديفة" لجيش النظام، ومن التوصيف الواقعي الذي يقول إن "الدفاع الوطني" ليس سوى "قوات بديلة" عن جيش انفرط عقده من كثرة ما لحق به من قتل وانشقاقات، ومن كثرة ما استنكف عن اللحاق به من شباب.

*قنطرة المدام
تقول معلومات "زمان الوصل" الموثقة والموثوقة إن رانيا ولدت عام 1980 لأبوين هما أكرم السلطي، وهلا حميد، وإن لديها أختان أكبر منها، وأخ أصغر منها يدعى "محمد".

درست "رانيا" في جامعة دمشق، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم اللغة الإنجليزية، وتخرجت فيها قبل نحو 12 عاما، لتشق طريقها نحو قلب السلطة، صعودا على سلم الجماجم، من خلال عضويتها في مجلس إدارة مؤسسة الشهيد (تأسست عام 2013)، ومن موقعها كمسؤولة عن شؤون قتلى النظام (الشهداء) وجرحاه في "الدفاع الوطني"، الذين يعدون بعشرات الآلاف على أقل التقديرات، والذين ما تزال محرقة الحرب تلتهم أرواحهم، أو تبتر أطرافهم، موفرة لـ"رانيا" وشركائها معينا دائم التدفق.

عشرات آلاف القتلى والجرحى، يمثلون لمسؤولي "الدفاع الوطني" وفي مقدمتهم صقر رستم ورانيا السلطي منجما لاينضب، يرفد رصيدهم المالي وهم يغرفون من ميزانيته المقدرة بالمليارات، ويرفع رصيدهم "الوطني" وهم يدبجون عبارات "الوفاء" و"العرفان" لمن سقطوا دفاعا عن النظام، فخسروا كل شيء ليربح هؤلاء ومن وراءهم.


هذا من جهة، أما من الجانب الآخر فإن الجمع الغفير من قتلى وجرحى الدفاع الوطني، يمثل لذويهم كابوسا لا يكف عن مراودتهم، وهم يلهثون لاعتماد وثيقة "شهيد" لابنهم تتيح لهم تحصيل دراهم معدودة لقاء روحه المزهقة، أو كتابا رسميا يثبت أنه جرح في سبيل "الوطن وقائده".. وكل هذا يحتاج للمرور عبر قنطرة "المدام"- لقب رانيا-، ويا لها من قنطرة، محاطة بما خفي وما علم من علاقات، ومن حكايات الفساد العريض، التي لا يمل الموالون من روايتها.

أولى هذه العلاقات الظاهرة، علاقة "رانيا السلطي" بقائد الأمانة العامة، صقر رستم، ابن أخت المستشار الأمني لبشار (العميد بسام حسن)، والرجل الذي كلفه خاله بتأسيس وتزعم مليشيا الدفاع في حمص، فابتلع حمص والبادية وريف دمشق تعفيشا، ولما توسع حلقه وصغرت هذه اللقم الضخمة في نظره، ولاه خاله شؤون الدفاع الوطني في عموم سوريا.

أما العلاقات الخفية نسبيا، فتأتي في مقدمتها علاقة "رانيا" بشبيحة سلمية، الذين تمثلهم شخصيات سبق لهم لـ"زمان الوصل" أن فتحت صندوقهم الأسود وكشفت عن جملة انتهاكات خطيرة مارسوها، ومنها سرقة مستحقات أسر قتلى النظام والاعتداء الجنسي على زوجات وأخوات هؤلاء القتلى، ومن بين هؤلاء المتورطين من تربطهم علاقة وثيقة جدا بـ"رانيا السلطي"، وعلى رأسهم "مدير مكتب الشهداء" في الدفاع الوطني بالسلمية "قحطان الحلاق"، الذي يوكل نفسه محاميا عن "رانيا" في وجه أي حملة أو تساؤل عن مصدر أموالها ونفوذها، مشددا حسب معلومات "زمان الوصل" على أنها "خلوقة جدا"، وهي "زوجة رجل غني وابنة رجل غني"، أي إنها ليست بحاجة لتمد يدها إلى الأموال المليارية التي يعوم عليها "الدفاع الوطني".


ولكن إذا استذكرنا جزءا من سيرة "قحطان الحلاق"، فربما يمكننا أن نفهم معنى وصفه للأنثى الشيفرة بأنها "خلوقة جدا"، ومعنى كونها نزيهة في نظره، ويكفي أن نعود إلى عام 2014، عندما كشفنا وبالوثائق الدامغة عن انتهاكات جنسية تورط فيها "حلاق"، بل إنه أقر بتلك الانتهاكات وتفاخره بها، ومنها الاعتداء على زوجة قتيل لم يكن دمه قد جف بعد، واستغلاله الجنسي لزوجة قتيل من مليشياه على مدى 5 أشهر، فضلا عن محاولاته الأخرى –ما فشل فيها وما نجح-، وضغطه على نساء قتلى الدفاع الوطني ليأخذ منهن ما يريد، مقابل إدراج أسماء قتلاهن في كشوف "الشهداء" (3 تقارير مفصلة للاستزادة (انظر أدناه)

*آل العرسان
وفضلا عن "قحطان" ترتبط "رانيا" بكثير من زعماء الشبيحة في سلمية، ومنهم قائد فرع المعلومات في الدفاع الوطني "وائل جاكيش" الذي قتل قبل نحو شهرين، و"خلدون عسلية" رئيس القسم الطبي في دفاع السلمية الذي أصيب معه، وهو قريب "أنس عسلية" المتهم الرئيس في تفجيرات الريحانية الدامية (جنوب تركيا ربيع 2013)، وشريك "قحطان الحلاق" في السرقة والفساد الأخلاقي.

ومن علاقات "رانيا" اللافتة، التي نحاول اختصار الحديث عنها قدر الإمكان منعا لتشعب الموضوع كثيرا.. علاقتها بآل "العرسان"، ولاسيما الرائد بسام العرسان، الذي يخدم في الحرس الجمهوري، ويتولى رئاسة الجهاز المخابراتي في الدفاع الوطني، وقبل أيام عين إلى جانب منصبه هذا قائدا للدفاع الوطني في عموم البادية السورية، أكثر المناطق السورية وأشدها حساسية.

ونظرا لثقته العالية به، فقد كلف "القصر الجمهوري" عام 2012 "بسام العرسان" ابن اللواء حميدان، بتشكيل وتزعم مليشيا الدفاع الوطني في محافظة الحسكة مترامية الأطراف ومعقدة التركيبة القومية والدينية.


وللأنثى الشيفرة المتزوجة من شخص من عائلة "يونس" علاقة مميزة مع "محمد العرسان" شريك "بسام العرسان" في التشبيح، وصديق القيادي في مليشيا الدفاع "أنزور أباظة"، حيث كانا يدرسان الطيران المدني في الأردن، قبل أن يتركه "أباظة" مفضلا الالتحاق بركب قتلة الشعب السوري، ليقتل نهايات 2012، وتدفنه والدته "جانسيت قازان" في حديقة منزلها الفاره في منطقة "قرى الأسد".

وكحال أي سيدة متنفذة، سجلت البلاد باسمها، حجزت "جانسيت" مقعدا لهم في مجلس الشعب، بعد أن "انتخبها" الشعب! باعتبارها أحدى "سيدات سورية الخير"، هذه المنظمة التي شكلتها وترأستها "جانسيت" لرعاية نساء جنود الأسد ومرتزقته، فالتقت مع رانيا السلطي. 


و"أنزور"، هو أحد أبناء الضابط المشهور بشدة إجرامه "وليد أباظة" الذي كان أحد أذرع نظام الأسد في حماة أيام الثمانينات، وعاد صيته بقوة مع اندلاع الثورة، حينما استعان به النظام وبأولاده وخبراته ليذيقوا محافظة القنيطرة سياط القمع، وهي التي وفد إليهم أجدادهم الشراكس من قبل هربا من القمع.
وقد عين النظام "وليد أباظة" في منصب أمين فرع حزب البعث بالقنيطرة، كونه المؤتمن الأول على هذه المنطقة الحساسة للغاية، والمؤتمن على التواصل مع المرتزقة الإيرانيين ومليشيا حزب الله الذي يسرحون في المنطقة، فضلا عن تواصله وتوجيهاته لمليشيا الدفاع الوطني هناك، التي ولى أمرها لابنه "خالد".
ويوم 9 آب/أغسطس الجاري، حل "خالد أباظة" مكان أبيه "العميد وليد" في رئاسة فرع الحزب بالقنيطرة، وفقا للائحة التشكيلات الجديدة الصادرة عن الحزب، ما يثير تكهنات حول تراجع صحة العميد الذي خدم النظام عقودا، وفداه بدماء ما لايحصى من الضحايا.

*معومها الرئيس
كل ما تحدثنا عنه أعلاه على خطورته وتشعبه، يبدو مجرد قسم من رأس جبل الجليد، أمام ما سنعرضه في هذه الفقرة عن تاريخ "رانيا" ومعومها الرئيس.. ونعني بالذات والدها "أكرم".

فكثيرا ما يحلو لمن يقابلون "رانيا" شخصيا أو يتاح لهم الاطلاع على صورها المثيرة (مرفق نماذج عنها) أن يسارعوا للتأكيد على "مؤهلاتها" الجسدية التي شقت لها الطريق.. عينان واسعتان ملونتان أو يجري تلوينهما حسب الدارج، وشفتان منفوختان أو جرى نفخهما، وحواجب مرسومة، وشعر لماع متروك على حريته...

"

"
ويبدو أن "رانيا" قانعة بهذه النظرة من الناس، فهي أولاً ترضيها كأنثى تحاول إيقاف عجلة الزمن بعصي المكياج وحيله، وهي أخيرا نظرة تضمن لها كمسؤولة نافذة أن تغطي على الداعم الحقيقي لها.. أكرم السلطي، مخافة أن ينبش الناس شيئا عن تاريخه، الذي سنكتفي منه حاليا بنبذة.

ولد أكرم السلطي (والد رانيا) في فلسطين قبل النكبة بعدة سنوات، وهجّر قريته ضمن قوافل المهجرين الذين حطوا رحالهم في البلدان المجاورة، لتختار أسرته المقام في سوريا، التي ما لبث أن تلاعب العسكر بمستقبلها فأشبعوها انقلابات وخيانات، اكتملت كارثيتها بصعود حزب البعث وانصهار المافيا بالطائفة بالجيش بالسياسة، مولدة كيانا استثنائيا في توحشه وتعقيده.

ورغم أن "أكرم السلطي" كان أحد أعمدة هذا الكيان، فإن اسمه غير معروف للسوريين إلا على نطاق ضيق للغاية، ورغم أن خدماته لنظام الأسد تفوق ما قدمه أقران له من أمثال طارق الخضراء (رئيس جيش التحرير)، وأحمد جبريل (الجبهة الشعبية، القيادة العامة)، فإن "السلطي" بقي خارج دائرة التداول الإعلامي، مفضلا إرخاء ظلال كثيفة على دوره المخابراتي القذر.


تولى "أكرم السلطي" ولسنوات طويلة رئاسة "شعبة الاستطلاع والأمن العسكري" الملحقة نظريا بـ"جيش التحرير الفلسطيني"، والمؤتمرة عمليا بأمر مخابرات النظام، والمشكلة لتعقب الفلسطينيين وإحصاء أنفاسهم ومعاقبة "الخارجين" منهم، قبل تسليمهم أو تسليم ملفاتهم للنظام.

ولم يكن تشكيل جهاز "شعبة الاستطلاع" وإسناد أمره لضابط فلسطيني الأصل مجرد صدفة أو خطوة غير مدروسة، فالفلسطيني بنظر النظام هو في النهاية الأخبر بشعاب بلاده والأدرى بطرق التعامل مع أبناء جلدته، ترهيبا وترغيبا.

ولعل من ذاقوا سياط "السلطي" في "شعبة الاستطلاع" أو عاينوا حفلة من إجرامه، هم الوحيدون القادرون على وضع نقاط هذه الشخصية المثيرة للجدل فوق حروفها، وهم الذين يجزمون بأن "شعبة الاستطلاع" تحت إمرة السلطي، لم تكن سوى فرع عن جهاز المخابرات الجوية تحت إمرة "جميل حسن"، أو المخابرات العسكرية في ظل "رفيق شحادة".

ولـ"السلطي" كأي ضابط مخابراتي شرس مسموعيات في الجانب الأخلاقي و"مغامرات عاطفية"، خلعت على غموض شخصيته مزيدا من الغموض، علما أن النظام اختار لـ"الجوية الفلسطينية" مبنى في مكان لايخطر على بال ضمن "المزة فيلات"، أحد أرقى الأحياء الدمشقية، وأكثرها بذخا.

أما تاريخ "شعبة الاستطلاع" فلا يقل بشاعة عن حاضرها، فقد تأسست هذه الشعبة بأوامر مباشرة من "عبد الحميد السراج" مهندس جمهورية المخابرات والرعب في سوريا ومرسي قواعدها الثابتة، الرجل كان ظل "جمال عبد الناصر" في سوريا (لقي السراج حتفه خريف 2013 في منفاه بمصر).


وعرف "السراج" بوحشيته المفرطة ونزوعه القمعي الفاقع، الذي جر على سوريا ويلات لم تكن موثقة من قبل، مثل التعذيب بطرق إجرامية تصل حد التذويب بالحامض (الأسيد)، وتعميم سياسة كتم الأنفاس، إلى درجة أنه –وحسب بعض المصادر- أول من سنّ سنة "منع المغادرة"، التي استخدمها كسلاح في عقاب كل من يخالف نهجه.

وفضلا عن جرائمه التي مارسها انطلاقا من عمله في سلك الداخلية والمخابرات، ارتكب السراج سلسلة جرائم سياسية بحق سوريا، كان من أفظعها تمهيده لسيطرة نظام "عبد الناصر" على سوريا، وفسحه الطريق لنقل تجربته الكارثية في الحكم بحجة الوحدة. 

ويعود أصل "شعبة الاستطلاع" إلى "كتيبة الاستطلاع 68"، التي أتى على ذكرها "صقر أبو فخر" في كتابه "الحركة الوطنية الفلسطينية" مؤكدا أن المخابرات العسكرية السورية برئاسة السراج هي من شكلت هذه الكتيبة، كما ذكر نحوا من ذلك "أحمد جبريل" نفسه في إحدى مقابلاته، زاعما أنه رفض عرضا لتسلم قيادتها في ستينات القرن الماضي.




إيثار عبد الحق-زمان الوصل-خاص
(306)    هل أعجبتك المقالة (313)

Yamen

2017-08-16

معروف جدا لنا كفلسطينيين تبعية اكرم السلطي للمخابرات العسكرية وذراعه اليمنى طلال دسوقي وتذلل طارق الخضرا في اروقة الامن الاسدي والاهم من ذلك انهم حولوا وكالة الغوث لمرتع تابع لهم فهم مسيطرون على كل اقسام وكالة الغوث الدولية في سوريا.


NOOR AHMAD

2017-08-16

هذا الكلام بعيد جدا عن الحقيقة ومن تأليف شخصية الأجدى لها ان تذهب لتأليف القصص طالما أنها تملك هذا الخيال الخصب - إرحموا الناس من هذه الفبركات وهذا الكذب الذي لن يؤدي إلا إلى زيادة النار في الهشيم.


ابو ابراهيم

2017-08-16

عمتوها كأن هي رئيسة الجمهورية اوهي اسباب انطلاق العورةبضل افضل من زينب الحمصية الي اتهمتو النظام فيا وتبين ان اخوها هو يجاهد فيا.


Abo Ryan

2017-08-31

هذه القصص للاسف واقعية وحدث مثيلها الكثير والكثير وداخل وخارج البلد ايضاً لكن انا لا الوم اي فئة من الشعب المسؤول عن كل ذلك معروف ولو كان ذلك يتعارض مع راي مؤيديه لاننا نلاحظ ان كل هذا يخرج من امراة مثقفة متعلمة من منهاج سمح لها ان تسير بهكذا طريق ..


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي