"ورد اسم المدرّس "وليد حلاق" في تسريبات "زمان الوصل" على انه أُعدم بقرار من محكمة الميدان في تدمر عام 1982، بتهمة الانتماء للجناح العسكري في جماعة الإخوان المسلمين.
"حلاق" من مواليد عام 1954 في حلب، اعتقل في شباط/ فبراير/1981؛ بوشاية من أحد معارف عائلته.
يقول شقيقه "عبد الناصر"، وهو منشد معروف، إنّ "وليد" كان يتمتع بمواهب يُعلّم التربية الرياضية، وكان واسع الثقافة، وهو شخص متدين للغاية، وممن لهم دور في الجناح العسكري للإخوان المسلمين في الثمانينات، حيث كان يقوم بتدريب مقاتلين في العراق.
ويشير إلى أنّ الاتصال فُقد مع "وليد" بعد تحويله من السجن المركزي في حلب، إلى دمشق، بعد 4 أشهر من اعتقاله، حيث سُمح لعائلته بزيارته مرات كثيرة، خلال فترة مكوثه في سجن حلب لمدة 4 أشهر، وقدّر الله له، رؤية ابنته الصغرى، وهي طفلة في حضن أمها، حيث أنجبتها بعد اعتقاله بأسابيع قليلة.
لا تُسعف الذاكرة "عبد الناصر" للتذكير بدور شقيقه في جماعة الإخوان في الثمانينات، كونه كان فتىً، لم يتجاوز التاسعة من العمر، لكنه يؤكد على أنّه كان مميزاً في كل شيء، حيث إنّه لا زال يذكر سرعته في رسم اللوحات الفنية، من شخوص ومناظر طبيعية، كذلك يوصف بالكرم والود، إضافة لكونه شاعراً ورساماً.
*أم الذهب
بالرغم من إعدام "وليد حلاق" إلا أنّ أم مدير سجن تدمر "فيصل غانم"، كانت تبتزُّ العائلة في كل مرّة، لتحصل على المال، حيث كانت تُعرف في تدمر، بـ"أم الذهب"؛ نظراً لابتزازها أسر المعتقلين، حيث كانت التسعيرة لديها "إسوارة من الذهب".
ويشير "عبد الناصر" إلى ذهاب والدته إلى مدينة تدمر، للقاء والدة رئيس السجن، من أجل الحصول على ما "يُبرد قلب الأم" من خبر سار عن مصير ابنها، لكنها في كل مرة كانت تصطدّم بإعطائها لـ"أم فيصل"، إسواره ذهبية، مقابل الحصول، على أي معلومة، أو أثر يثبت بأن ابنها لازال على قيد الحياة، لكن الأساور الذهبية ذهبت دون جدوى.
وبحسب "حلاق" فإن والدته دفعت لأم رئيس سجن تدمر مبالغ كبيرة مقابل معرفة مصير ابنها، خلال لقائها بها في أربع مرات متقطّعة.
*مصير العائلة.
ترك "وليد حلاق" إثر اعتقاله من قوات النظام، أسرة مؤلفة من طفلتين وصبي، وزوجة، حيث قامت الأخيرة بتربية أطفالها، حتّى اشتدّ عودهم، لتقوم بتزويجهم الثلاثة بعد مرور أكثر من 20 عاماً على اعتقال زوجها، ومن ثم تزوجت من شخص آخر، بعد أنّ اطمأنت على مستقبل أبنائها.
وبحسب شقيق "وليد" فإنّ قيادات جماعة الاخوان المسلمين، ممن فرّوا خارج البلاد، لم يقدموا لعائلة شقيقه أي شيء سواء أكان، ماديا، أو معنويا، طوال فترة اعتقال شقيقه، وحتّى اندلاع الثّورة السورية في الشّهر الثالث من عام 2011.
وانتمى معظم أبناء وأحفاد "وليد" للثّورة السورية، عقب اندلاعها في عام 2011، ضد نظام عائلة الأسد، حيث أُصيب حفيده، ابن ابنته الكبرى، خلال الحصار الأول على حلب المدينة، خلال مشاركته بأعمال إغاثية ومدنية في الأحياء الشرقية من المدينة.
كذلك، انحاز شقيقه "عبد الناصر"، محدثنا، إلى الثورة السورية إثر اندلاعها، وأنشد وألف عشرات الأغاني الثّورية، وشارك في عدة مناسبات لإحياء الثورة السورية، إضافة إلى عمله في قنوات محلية منحازة لثورة الشعب، كمهندس صوت، ومؤلف وموزع موسيقي.
منار عبدالرزاق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية