أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"مصابيح".. فرقة حمصية تشدو للحرية والثورة في هولندا

فرقة "مصابيح"

مع بداية الثورة بدأ الصالح بتلحين وغناء أغان تشدو بالحرية والكرامة سراً وبعيداً عن أعين النظام، ورغم ذلك تعرض للكثير من المضايقات والترهيب من السلطات الأمنية، ما اضطره للجوء إلى مصر عبر الأردن في رحلة صعبة.

وكشف الصالح لـ"زمان الوصل" أنه اضطر بداية إقامته هناك إلى بيع إحدى آلاته الموسيقية لتأمين مبلغ يساعده على استئجار منزل، وبدأ مع زوجته "عليا العيسى" بتأليف كلمات لدعم الثورة وفضح جرائم الاسد ونظامه، كانا يلحنانها ويسجلانها في البيت بأجهزتهما المتواضعة، وتمكن الصالح –كما يقول- من تكوين فرقة صغيرة أطلق عليها اسم "مصابيح" تضم بالإضافة له ولزوجته ابنتيه "شيماء" و"منال"، وبدأ يلحن أغانِ مناسبة لطفلتيه آنذاك تتحدث باسم اطفال سوريا الضحايا وترسل رسائل للعالم باسمهم وتعاون -كما يقول- مع عدد من الشعراء السوريين والمصريين ومنهم "حسان عزت" و"الشاعرة الدمشقية" وصوت مصر الحر الشاعر "زين العابدين فؤاد" والشاعر المصري "أحمد هلال" إلى جانب الإعلامي توفيق الحلاق.

ولفت الصالح إلى أن أعمال فرقته الوليدة بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المهرجانات الكبرى في مصر كمهرجان الفن ميدان ومهرجان الغردقة الدولي للثقافة والسياحة.

وكانت أبرز مشاركة للفرقة -كما يقول- في مهرجان "أمسيات ثقافية سورية" الذي أقامته "هيئة مغتربي سوريا الاحرار" مع مجموعه من أهم فنانين سوريا الأحرار.


واصل أفراد الفرقة نشاطاتهم بحماس رغم ما كانوا يعانونه من ضيق مادي وكانوا –كما يقول مدير الفرقة- يقضون أياماً وليس لديهم ما يكفي لشراء الطعام رغم أن أعمالهم انتشرت على القنوات التلفزيونية، ولكنهم لم يتلقوا منها أي مردود مادي ومع ذلك تعرضوا للاستغلال، وهذا ما دعاه وعائلته للتفكير باللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية، وسافرت زوجته علياء مخاطرة بحياتها عبر قوارب الموت إلى هولندا لتلحق بها بقية أفراد العائلة من خلال برنامج لمّ الشمل. 

بعد إتقانه اللغة الهولندية واستقراره نوعاً ما بدأ الصالح مع عدد من أصدقائه بتأسيس "المركز الثقافي الاجتماعي السوري" الذي يُعنى بالمحافظة على الثقافة السورية بشتى المجالات الثقافية والفنية، ومن خلال هذا المركز أسس فرقة موسيقية كبيرة تقدم كل ما هو أصيل وجميل من الموسيقا العربية بالإضافة إلى عروض فرقته "مصابيح" بمشاركة ابنتيه.

وأشار الصالح إلى أنه ترجم وغنى مع زوجته وابنتيه بعض الأغاني باللغة الإنكليزية وخصوصاً أغاني "منال" و"شيماء" وكان -كما يقول- يشرح معاني بعض الأغاني باللغتين الإنكليزية ولغة البلد لتكون مفهومة للجمهور الهولندي. 

ولفت الصالح إلى أن من أكبر المشكلات التي واجهت فرقته الصغيرة "مصابيح" في هولندا تأمين أماكن للبروفات لأن القوانين تمنع إصدار أصوات مرتفعة من البيوت، فكيف إذا كانت بروفات موسيقية، فكان يضطر على الدوام للبحث عن أماكن للتدريب والبروفات.


وعن مدى تأثر طفلتيه بالحياة والثقافة الهولندية وانعكاس ذلك على عملهما في الفرقة أوضح الصالح أن ابنتيه تأثرتا بالغناء باللغة الإنكليزية والهولندية رغم حماسهما للأغاني العربية التي ألفاها.

وكان مضطراً –كما يقول- لتقديم أعمال تتسم بالعصرنة وتؤدى بلغة غير عربية مع المحافظة على المحتوى الهادف الخادم لمشروعه الفني، مؤكدا أنه يحترم اختيار ابنتيه ومسارهما الفني نتيجة الوعي والنضج اللذين تتسمان بهما مكتفياً -كما يقول- بالنصح والتوجيه.

ويطمح الفنان أحمد الصالح إلى اتساع وانتشار أعماله الموسيقية المحاربة للإسفاف الفني وتحقيق ما عجز عن تحقيقه في بلده سوريا في ظل نظام قمعي طال بفساده كل مفاصل الحياة في سوريا بما فيها الحياة الفنية.

وأبدى الصالح أسفه لتخلي الجهات التي تمثل الثورة عن تشجيع الفنانين السوريين الأحرار في الوقت الذي يحصل فيه فنانو النظام المتواجدون في أوروبا على الدعم المادي والمعنوي والتسهيلات الكبيرة لنشر فكرهم وتلميع صورة الأسد ونظامه في عقول الأوربيين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(168)    هل أعجبتك المقالة (158)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي