دراجات نارية، ثلاجات، غسالات، فرش خيمة، طيور بأنواعها، سيارات
هذه هي معروضات ما سمي بسوق "إدلب" في مخيمات "عرسال"، والتي تباع من قبل عارضيها ممن قرروا مغادرة مخيماتهم بربع القيمة.
"أبو عبدو الشحادة" اللاجئ من منطقة القصير وجد في سوق "إدلب" ضالته للحصول على دراجة نارية مستعملة ليستخدمها في عمله خلال الانتقال بين ورشات "النجارة وصب البيتون".
يقول "أبو عبدو" إنه اشترى الدراجة بمبلغ 50 دولارا من أحد الشبان الذين حزموا أمرهم بالرحيل إلى إدلب بموجب اتفاق "هيئة تحرير الشام" مع ميليشيا حزب الله.
وعن سعر هذه الدراجة قبل أن تضرب "حمى الرحيل" إلى إدلب مخيمات "عرسال" يقول أبو عبدو إن كان يقارب 200 دولار.
ليس لسوق "إدلب" مكان مخصص ومحدد وسط مخيمات "عرسال" كما يقول "أبو عبدو"، بل قد تراه منعقدا داخل كل ساحة من ساحات المخيمات، حيث تتم عملية "البازار" بطريقة عفوية يعقدها صاحب البضاعة ليدلل بها على بضاعته المراد بيعها للراغبين بها من نزلاء المخيمات.
تسمية السوق بـ"سوق إدلب" بررها كثيرون ممن يسكنون المخيمات بارتباطها بوجهة الترحيل التي سيقصدها قرابة 6 آلاف لاجئ سوري من مخيمات "عرسال" إلى الشمال السوري في محافظة إدلب، والأسعار لكل المعروضات لا تزيد عن ربع القيمة في سوق "إدلب."
"أبو محمود بكار" من بلدة "كفرعايا" بريف حمص عرض تلفازه وغسالته وقارورة الغاز التي بحوزته بأقل من مئة دولار.
وعن رأيه بتلك التخفيضات التي طالت كل ما يمتلكه السوريون من أدوات كهربائية ومنزلية وسواها، يقول "أبو محمود" إن ما يمتلكه الراحلون إلى إدلب ستبقى في عرسال تحصيل حاصل لأنهم لا يستطيعون حملها معهم، وبالتالي حتى ولو تم بيعها بأسعار زهيدة فهي ستساعدهم في إنفاقها في مكان لجوئهم الجديد.
سوق "إدلب" طقس اجتماعي وتجاري عابر أبطاله لاجئون لن يكونوا هنا بعد ساعات، وتجار لم يخسروا وطنا وحسب، بل غامروا بخسارة ما احتوته خيامهم أيضا من أدوات كهربائية ومنزلية بسيطة، أملآ بأن تطأ أقدامهم تراب وطنهم من جديد.
عرسال - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية