أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

القيادة السورية تعد إستقبالاً مميزاً لخصمها السابق

يزور النائب الجنرال ميشال عون دمشق في الأيام المقبلة، زيارة طويلة تستغرق أياماً وتثير الإرتياح لدى خصومه لكونها تعطيهم مادة خصبة لمهاجمته بتهمة إنها تتوج مسيرة انقلاب على ذاته وتاريخه وتياره 180 درجة بدأها منذ ثلاثة أعوام ليصل إلى صورة التطابق مع سلفه في قيادة الجيش الرئيس الجنرال إميل لحود في الموقف والرأي ورد الفعل.

 ليس التطابق مع إميل لحود فحسب بل أيضاً مع النائب السابق ناصر قنديل والوزير السابق وئام وهاب. لكن الأصح في نظر بعض هؤلاء الخصوم أنها زيارة تذكّر بخطوة أقدم عليها الوزير السابق الراحل إيلي حبيقة.

كان حبيقة، الذي لاحقته تهمة صبرا وشاتيلا واغتيل محاولاً دفعها عنه وإثبات مسؤولية إسرائيل عن المجزرة عام 1982، قد قرر سلوك طريق دمشق أواخر العام 1985 بعد انقلاب مسلح سيطر بنتيجته بالتحالف مع سمير جعجع الذي كان مسؤولاً عسكرياً في "القوات اللبنانية"، الميليشيا آنذاك، على عموم ما كان يعرف ب"المنطقة الشرقية" ذات الغالبية المسيحية.

ونظّر لتلك "النقلة" آنذاك ومهد لها الرجل نفسه الذي عبّد طريق دمشق بعد 23 عاماً للجنرال عون وأقنعه بسلوكها: ميشال سماحة، الرجل الذي سبق حبيقة إلى عالم الإستخبارات عندما أسس للرئيس المنتخب الراحل بشير الجميّل "جهاز الأمن" في "القوات" ليخلفه حبيقة في رئاسته. وانتقى الرئيس أمين الجميّل سماحة مستشاراً له، ليكتشف لاحقاً أن الرجل كان عين حبيقة ويده في القصر الرئاسي في بعبدا.

كان حبيقة وقّع في دمشق "الإتفاق الثلاثي" مع رئيس حركة "أمل" نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي تنبأ بأنه اتفاق غير قابل للحياة.

 وحضرت حفل التوقيع شخصيات كثيرة بعضها لافت مسيحياً، وأبرزها كريم بقرادوني الذي أصبح لاحقاً نائب جعجع في قيادة "القوات"، وكان الشريك الثالث مع جعجع وحبيقة في الإنقلاب على الرئيس الجميّل. وفي النتيجة خسر حبيقة الأرض وربح ثقة السوريين .

لكن أحداً من الزعماء المسيحيين لم يعط القيادة السورية في لبنان بقدر ما أعطى وما يمكن أن يعطي بعد الجنرال عون. إذ حمى حلفاء سورية شعبياً وسياسيا وإعلامياً بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005 إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري واندلاع "ثورة الأرز". وكان انتقاله من معسكر إلى آخر مفاجأة أجمل من أن تصدق لدمشق التي سبق أن نكلت به وبضباطه وجنوده و"تياره" لاحقاً وأجبرته على اللجوء إلى المنفى في فرنسا 14 عاماً بعد إقامة قسرية استمرت نحو سنة إثر عملية 13 تشرين الأول /أكتوبر 1990 التي أخرجته بالقوة من قصر بعبدا.

في المقابل يسبغ بعض أنصار عون- الذي لايبالي سواء رضت قاعدته الشعبية بتوجهه السياسي الجديد أم لا- مسحة من قداسة على زيارته المزمعة لدمشق، فيشبههها هذا البعض برحلة الرسول بولس إليها وزيارة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني.

وستكون لعون محادثات رسمية مع الرئيس السوري بشار الأسد على انفراد، وكذلك مع نائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته فاروق المعلم. ويقال في دمشق أن المسؤولين السوريين سيعاملونه "ضيفاً إستثنائياً مميزا".    

وستكون لعون محطة شعبية يشارك خلالها في من مناسبة بأبعاد دينية مسيحية، زائراً قبر مؤسس الطائفة المارونية القديس مارون، ويدشن كنيسة مارونية ساهم الرئيس الأسد في تشييدها، كما يزور معالم وأماكن دينية في صيدنايا، ويعقد لقاء شعبيا مع أبناء الطائفة المارونية في سورية يحضرها ممثلون لمختلف الطوائف المسيحية، ويلقي في أحد الاحتفالات خطابا يعلن فيه فتح صفحة جديدة من العلاقات مع سورية. كما يتضمن برنامج الزيارة استقبالاً شعبياً في باب توما في قلب دمشق القديمة، وزيارة للجامع الأموي في دمشق حيث يوجد قبر القديس يوحنا المعمدان.

ايلاف
(87)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي