أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بالصور.. صك تنازل عن فتى لصالح مليشيا "حزب الله" أسقطه صريعا في سوريا

الفتى الصريع - أدناه صك التنازل - زمان الوصل

"نسمح ونجيز لولدنا أن يقدم روحه ونفسه في محراب الله تعالى، في هذا الخط الشريف، ولامانع لدينا بأي وجه من الوجوه، وراضين (راضون) بكل النتائج".. مقتطف من "تنازل" علني خطه مناصران لمليشيا حزب الله، وهما يقدمان ابنهما الذي بالكاد ناهز 15 عاما؛ لتزج به المليشيا في محرقة الدفاع عن مشروع الولي الفقيه في سوريا، بدعوى "محاربة الإرهابيين والتكفيريين".

فقبل يومين نعت المليشيا 5 مرتزقة جدد لقوا مصارعهم في سوريا، لينضموا إلى آلاف القتلى والجرحى من المليشيا الصفراء، كاشفة عن أسمائهم والبلدات التي يتحدرون منها، وهم: إبراهيم حيدر جوني (الغازية، جنوب لبنان)، كريم كرم كريم (شقراء، الجنوب)، محمد حسين علي الهق (الكواخ، منطقة البقاع)، علي طالب منون (خربة سلم، الجنوب)، مهدي حسان أبو حمدان (تعلبايا، البقاع).


وكان لخبر مصرع المرتزقة الخمسة أن يمر عاديا، كونهم ليسوا أول من ضحى به المليشيا على مذبح إيران، ولن يكونوا الأخيرين، لكن نفخ "جمهور" المليشيا في خبر القتلى الخمسة وتضخيمه لـ"تضحياتهم"، كشف أن القتيل "أبو حمدان" ليس سوى فتى ناهز عمره 16 عاما لحظة مقتله، متفاخرين بأن والديه قدماه "قربانا" قبل 15 شهرا، بموجب صك تنازل مكتوب وموقع منهما.

يبدأ صك التنازل بقول منسوب للخليفة الراشد "علي بن أبي طالب" عن فضيلة الجهاد ومغبة تركه، ثم يتذكر الوالدان بعد إيراد هذه المقولة الاستشهاد بالقرآن الكريم، لكن الاستشهاد يأتي مغلوطا، فبدل أن يكتب الوالدان في تنازلهما الذي كتباه أو أملي عليهما [إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"، كتبا في الوثيقة "وأدوا الأمانات إلى أهلها"، هذا فضلا عن تفسيرهما للآية بأنها تعني ردّ أرواح الأبناء لـ"صاحبها" عبر إلحاقهم بمليشيا بات مشروعها واتجاه بوصلتها واضحا للغاية.


وخلص والدا الفتى المراهق إلى تسطير تنازل صريح عن روح ولدهما لصالح المليشيا الطائفية وزعيمها "حسن نصر الله" تحديدا، باعتباره "مولانا وقائدنا"، فكتبا: "نسمح ونجيز لولدنا أن يقدم روحه ونفسه في محراب الله تعالى، في هذا الخط الشريف، ولامانع لدينا بأي وجه من الوجوه، وراضين (راضون) بكل النتائج، حتى الشهادة في سبيل الله"، دون أن يتبين إن كان والدا الفتى قد أعلما سابقا بوجهة ابنهما إلى سوريا، للمشاركة بقتل وتشريد من تبقى من الشعب السوري، ممن قد تكون قصرت عنهم مدفعية النظام أو أخطأهم طيران الروس، أو لم تدركهم سكاكين طائفيين آخرين من الداخل والخارج.


ويبدو التشديد على ألفاظ "الرضى" و"القناعة" و"طيبة الخاطر" التي ذكرت في ذيل التنازل بجانب اسمي الأب والأم وتوقيعهما..يبدو أمرا مثير للانتباه والتساؤل عن جدوى تكرار هذه الألفاظ، بعد ديباجة طويلة من الكلام كلها تؤدي هذه المعاني. وأخيرا، فإن جمهور المليشيا الصفراء الذي احتفى بمصرع الفتى "مهدي" واعتبره بطولة ورجولة، هو نفس الجمهور الذي كان وما زال يشنع على تنظيم "الدولة" أو غيره عندما يُكشف عن وجود من هم تحت سن 18 في صفوفهم، باعتباره سلوكا وحشيا ويتنافى مع الأعراف والقوانين التي تحرم وتجرم "تجنيد الأطفال".

زمان الوصل - خاص
(325)    هل أعجبتك المقالة (439)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي