أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لبنان الصغير.. بلباسه المخابراتي الإيراني*

أرشيف

لبنان الصغير في لباس مخابراته العسكرية يقتل اللاجئين السوريين تحت مسميات الإرهاب، ومكافحة الخلايا النائمة في مخيماتهم، ويرسل للعالم ما يتردد قوله اليوم في أغلب مناطق اللجوء بأن السوري قاتل أينما حلّ، ومشروع إرهابي حيثما حطت خيمته رحالها.

قضَ المضاجع (العملية القاتلة) تسمية ربما غريبة عن جيش لبنان العلماني الأنيق، ومخابراته التي تتحدث عن حقوق الإنسان والديمقراطية كأي مؤسسة مدنية، وهذا ما يؤكد أن من كان وراء قتل السوريين واعتقالهم وحرق خيمهم هي جهة نافذة في صفوفه تدعى (حزب الله) الذي يقتلهم في سورية مرة بالدفاع عن المقدسات، ومرة بالدفاع عن القدس، وآخرها الدفاع عن لبنان ضد الإرهاب على حدوده.

العملية لم تبدأ صباح عيد الأضحى في "عرسال"، ولكن جرى التحضير لها قبل ذلك بكثير، وآلة إعلام حزب الله ومرتزقتهم حرضت على السوريين في كامل لبنان...وهم الذين يأكلون خيرات لبنان مع من يدفع لهم الأمم المتحدة، وهم من يزيديون عدد العاطلين من شعب لبنان النشيط، ويساهمون في إفقار اللبنانيين، ويشعرونهم بالعجز، وحتى بالحلاقات السوريات قضوا على (الكوافيرات) صاحبات الشهرة الواسعة في العالم العربي، وأما الحلاّقين السوريين فيقصون شعور اللبنانيين بأرخص من حلاقيهم، وهكذا وصولاً إلى كل العمالة السورية التي رفعت شعارات الحقد عليها ومنعها من التجوال في القرى والجبال والمدن العنيدة اللبنانية.

بهدوء تم التحضير لعملية القتل والاعتقال، وتهيئة الرأي العام اللبناني الذي يشكو من الزبالة السياسية والمنشرة في الشوارع بآن واحد، ومناطق النفوذ في الجنوبية معقل حزب الله وكنتونه الطائفي تبث سمومها الإعلامية والاجتماعية بين صفوف فقراء لبنان وأغبيائه ضد البائسين السوريين الهاربين من براميل حليفهم في دمشق.
في "عرسال" وصبيحة العيد دخلت قوات نخبة المخابرات اللبنانية، ومارست بحق اللاجئين نفس السيناريو الذي نفذه جيش الأسد وشبيحته بحق القرى والمدن السورية، ومن مشاهد الإذلال والضرب إلى الموت تحت التعذيب إلى بيان البراءة من الجريمة البشعة وإلصاق التهمة بموجة الحر ومرض المعتقلين.

أما ما بقي من السيناريو فهو الحديث عن الجيش الوطني وقدسيته، وعدم ارتهانه لأي جهة خارجية إيرانية أو سورية، ومن ثم الإطالة في الرواية عن محاربة الإرهاب الإسلامي، وعائلات الإرهابيين المزروعة في المخيمات، والانتحاريين الذي فجروا أنفسهم، والسموم التي ينفثها فيما بعد إعلاميو الممانعة، وبعض الذين كانوا يقفون في صف الثورة السورية فهم إما صمتوا أو برروا بنفس الحجة وهي أن الجيش مقدس لا يضمر أي شر لأحد.

لبنان الصغير الذي طالما كان تحت سطوة بنادق جيش الأسد، وذاق أهله وشعبه ويلات الحواجز والذبح والتنكيل ينتقم اليوم من الهاربين الضعفاء من بطش نفس الجيش القاتل، ونفسه لبنان الذي احتضن هؤلاء اللاجئين عندما كانوا في بلداتهم الهاربين من الموت الطائفي والصهيوني في بيوتهم ومدارسهم، وجمعت لهم الأموال والطعام من مطابخ السوريين.

لبنان الصغير (العاق)..البشع بلباسه المخابراتي الإيراني القذر لا يتوانى عن ذبح اللاجئين وتعذيبهم حتى الموت كرد جميل كما هي الحال في كل أوطان الشتات واللجوء.

*ناصر علي - زمان الوصل
(184)    هل أعجبتك المقالة (175)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي