أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تفتح الملف.. "أيام عصيبة" تنتظر ملايين السوريين في تركيا ما لم..!

• هل احتال مراسل تلفزيون النظام على بعض السوريين مؤخرا؟

• محام سوري.. مسؤولون أتراك أطلعوني على فحوى ما يدبر للسوريين ونصحوني بنقل هذه الرسالة لهم
• الداخلية التركية أصدرت بيانا أثبت أن القضية خطيرة وليست افتراضية أو عابرة
• عدة مؤشرات تدل على أن ما يتم تحضيره للسوريين مدبر.. والنظام في بؤرة المتورطين
• هناك أغلبيتان متوافقتان في مقابل أقليتين تنفخان في النار
• ناشط بارز.. حظروا حسابي لأني حاولت التهدئة وإلجام من يثيرون الفتنة
• هل احتال مراسل تلفزيون النظام على بعض السوريين مؤخرا؟

أيام عصيبة، فتنة، افتعال مشاكل، بث إشاعات.. بمثل هذه المفردات وغيرها يصف سوريون ما يعيشونه مع نحو 3 ملايين من أبناء بلدهم داخل تركيا خلال هذه الأيام، مبدين تخوفهم الشديد من انعكاسات جدية على وضع السوريين في بلد كان وما زال أكبر بلد محتضن لهم على مستوى العالم، منذ أن قرر بشار الأسد الرد على صرخات الحرية بالحديد والنار.

أول ما يلفت في هذه المستجدات حصولها على بُعد أيام من الذكرى السنوية لمحاولة الانقلاب الشهيرة في 15 تموز/يوليو 2016، تلك الليلة الرهيبة التي عاشها مئات آلاف السوريين وربما الملايين على أعصابهم قبل أن يطلع فجرها عليهم بخبر إفشال المحاولة وتثبيت أركان حكومة حزب العدالة والتنمية، التي يدرك معظم السوريين في تركيا- إن لم يكن كلهم- أن وضعهم لن يكون كما هو لو تسلمت حكومة غيرها زمام البلاد.

*خطورة تستلزم الجدية
وسط أغلبية سورية تقر بـ"فضل" تركيا حكومة وشعبا، وأغلبية تركية تدرك معنى حسن الضيافة و"نصرة المستضعفين".. وسط هاتين الأغلبيتين تبرز فئة قليلة تحاول أن يكون صوتها مرتفعا وكلمتها هي "العليا" فيما يخص أوضاع السوريين في تركيا، مستغلة أي حادثة سلبية لتأليب الضيف والمضيف على بعضهما، وإظهار كليهما بمظهر الكاره للآخر والحاقد عليه.

ففي صفوف الأقلية السورية تجد أصوات الشتّامين للأتراك بحكومتهم وشعبهم، وفي صفوف الأقلية التركية تعلو نداءات العنصرية ومطالب طرد السوريين، وبين هؤلاء وهؤلاء غالبية تسعى بكل ما أوتيت لإخماد حملات التجييش، ورفض لغة التعميم، والتأكيد على عمق ما يربط السوريين بالأتراك.

وترى فئة من السوريين الذين اطلعت "زمان الوصل" على آرائهم بشأن الأوضاع المستجدة في تركيا أن الأمر لا يعد أن يكون "فتنة" تحركها "أيد خفية" من الطرفين، فمن جهة السوريين هناك أناس تثور الشكوك حول سجلهم الأخلاقي والجنائي وارتباطهم بمخابرات الأسد مهمتهم النفخ في النار، ومن طرف الأتراك هناك شخصيات وأحزاب معروفة بتوجهاتها لكل الأتراك ولكل السوريين المقيمين في تركيا أيضا، وهذه التوجهات معلنة في تصريحات وبرامج تلك الشخصيات والأحزاب، وملخصها معارضة استقبال السوريين والمطالبة بترحيلهم إلى بلادهم.

الجديد القديم في التحركات التي تستهدف السوريين، هو انطلاقها من ارتكابات فردية قام بها بعض السوريين هنا وهناك، ووجدت من يضعها تحت مجهر الكاميرات ومكبرات مواقع التواصل، حتى تبدو أضخم مما هي عليه بعشرات المرات، وتؤدي وظيفتها في التحريض.

وفي هذا الإطار ينبه المحامي "ماهر عباس" إلى "ضخامة" وخطورة ما يواجه السوريين حاليا في تركيا، متمنيا من جميع السوريين أن يتعاملوا بجدية مع يمكن أن يدبر لهم، ويتجنبوا ما أمكن الاحتكاك مع الأتراك لاسيما من يحاولون استفزازهم.


وفي تسجيلات حصلت "زمان الوصل" على نسخة منها، أكد "عباس" أن هناك أقلية ربما لاتتجاوز مليون تركي من أصل 80 مليونا، ستسعى للقيام بحملة ذات هدف مزدوج، بغرض تشويه صورة الحكومة التركية كمضيف كريم للسوريين، وتشويه صورة السوريين كضيوف كرام على البلاد.
"عباس" المهتم بالقضية والمتابع لحيثياتها، بنى كلامه على معطيات تلقاها من أستاذه في المحاماة (عضو في البرلمان التركي)، حيث أخبره هذا العضو بفحوى اجتماع حضره جمع من البرلمانيين والمسؤولين الحكوميين والحزبيين في "العدالة والتنمية".

*رأس حربة
"عباس" قال إن أستاذه البرلماني وبقية المجتمعين أوصوه بأن يوصل رسالتهم لكل سوري في تركيا، ومفادها أن تركيا تتعرض اليوم لفتنة كبيرة، على مستوى الدولة ومستوى الحزب الحاكم، وهناك انقلاب جديد يحضّر له، والسوريون سيستخدمون ورقة فيه وربما رأس حربة، عبر افتعال مشاكل معهم، بالتزامن مع حركة أحزاب معارضة ليصب كل ذلك في سياق واحد، قد يعيد أجواء انقلاب السنة الماضية.

وكشف "عباس" أن الشهر الماضي وحده شهد إلقاء السلطات التركية على أكثر من 10 خلايا "سورية" تتبع لمخابرات الأسد.

واستعرض "عباس" عددا من التوصيات التي نصحه بها المسؤولون الأتراك، ومنها: عدم تجمهر السوريين لأي سبب كان، الحرص على حل أي إشكال أو احتكاك مع الأتراك بشكل سلمي، خصوصا أن هناك أتراكاً محسوبين على أحزاب معارضة وحتى حركات إرهابية (العمال الكردستاني) ستكون مهمتهم التعرض للسوريين ومضايقتهم.

المحامي "ماهر عباس" رأى أن تعاقب الأحداث الخاصة بالسوريين في عدة مدن تركية يرجح أن تكون مدبرة، منبها إلى أن صفحات في وسائل التواصل الاجتماعي تشهد استنفارا للتحريض على السوريين، تشارك فيه وسائل إعلام مختلفة، منها صحيفة نشرت خبرا تزعم فيه أن السوريين قتلوا نحو 120 تركياً، وكل ذلك في سبيل إثارة أكبر قدر من الكراهية.

وتمنى "عباس" من السوريين مساعدة الحكومة التركية في مواجهة حملات الكراهية والتحريض، عبر التزام السوريين بضبط النفس وعدم الانجرار إلى حفرة الاستفزاز التي تحفرها لهم بعض الجهات، لاسيما أن الحكومة التركية لديها ما يكفي من المشاغل والمشاكل، وهي بغنى عن قلاقل جديدة يكون عنوانها السوريون.

وذكر "عباس" أن الشرطة التركية في مدينة أنقرة مثلا مستنفرة على مدار الساعة في معظم أحياء المدينة، وعلى السوريين أن يقدروا لها ذلك ويقفوا معها. 

*احتجاج
من جهته أكد ناشط بارز ومطلع على أحوال السوريين في تركيا أن هناك مظاهر احتجاج شهدتها يوم الثلاثاء مدينة "غازي عنتاب" أكثر المدن التركية كثافة بالسوريين، سبقتها بيوم واحد حوادث شجار مع سوريين واعتداء على ممتلكاتهم وتكسير بعضها في العاصمة أنقرة، مشيرا إلى جهود الشرطة التركية في احتواء الأوضاع ومحاولة إطفاء الحريق، الذي يتولى النفخ فيه أناس من الطرفين.

الناشط الذي فضل الرمز لاسمه بحرف "م"، كشف لـ"زمان الوصل" أنه عمل ومنذ ظهور الحملة الأخيرة على دخول صفحات السوريين ونشر التعليقات المهدئة والمتعقلة، وقد اصطدم في سبيل ذلك شخصيا بـ"سوريين" مشبوهين، كانت تعليقاتهم في مختلف الصفحات بنفس السوية من التحريض ضد الأتراك، وكأنهم –بل هم فعلا- موظفون لأجل هذه المهمة حصرا.

واستدل الناشط على قوة شكوكه بهؤلاء، قائلا إنه دخل إحدى الصفحات لتتبع التعليقات بخصوص الاحتجاج على وجود السوريين في "غازي عنتاب"، فوجد شخصا يدعو للاعتداء على الأتراك ومواجهتهم بالعنف، وعندما تولى الناشط الرد عليه محاولا تبيان خطورة التحريض، تطورت الأمور، فوجه ذلك الشخص الشتائم للثورة وللناشط نفسه، ثم أتبع ذلك بتهديد يحذر الناشط من أنه حسابه سيتعرض للحظر.

وما هي إلا ساعة تقريبا، حتى انهال على حساب الناشط سيل من التبليغات أسفرت عن حظر صفحته، والشاهد في كلام الناشط أن قدرة شخص ما على حشد مجموعة من الناس في وقت قصير من أجل التبليغ على حساب ما يعني أن هذا الشخص ليس فردا عاديا، بل هو عضو في خلية، أما الأمر الأخطر حسب الناشط، فهو أنه كان يعلق ويرد على الشخص من حساب وهمي، لا يفصح عن هوية الناشط الحقيقية، ومع ذلك لم يتم التهاون معه وتعرض لحملة تبليغات سريعة، فكيف لو اكتشف ذلك الشخص ومن يشغّلونه هوية هذا الرجل وموقعه المؤثر في معارضة النظام؟!

لايشك عاقل ولا حتى غافل أن نظام بشار ومخابراته، ومنذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدم لاجئ سوري الأرض التركية، يحاولون تشويه وشيطنة تركيا وحكومتها، بل وتشويه سمعة كل لاجئ، وفي سبيل ذلك استخدم النظام أحط ما لديه من وسائل ودعايات، حتى داس كل الخطوط الحمراء، ووصل حد رمي السوريات في مخيمات اللجوء بشرفهن، في واقعة ما تزال شاهدة على انحطاط النظام رغم مرور عدة سنوات عليها.

وفي كل مرة كانت تركيا تمر بمطب ما، داخلي أو خارجي، كان النظام يسارع للتشفي وتضخيم ذلك المطب، وتصويره على أنه سيكون نهاية حكم حزب العدالة وأردوغان شخصيا، بل سيكون نهاية تركيا، محاولا الإيحاء للسوريين المقيمين في تركيا أن "نار" النظام باتت جنة، قياسا إلى ما يعانونه في تركيا من "قهر" و"استغلال" و.... إلى آخر المعزوفة المعروفة عن إعلام النظام.

وقد استفاد النظام وعملاؤه أيما استفادة من مناخ الحريات العام في تركيا، فمضوا في تسويق رواياتهم، حتى إن "مراسل" تلفزيون النظام ما يزال يسرح ويمرح في الأراضي التركية، ويصور ويبث الصور والمقابلات من هناك.

ففي ربيع هذا العام ثارت ثائرة ملايين السوريين على شخص يدعى "أديب عبد الفتاح" وظفه تلفزيون النظام كمراسل له، فقام ببث تقرير من داخل تركيا استضاف فيه شخصيات معارضة لأردوغان، زعمت فيه أن الأخير يقف وراء مجزرة الكيماوي الرهيبة في خان شيخون، والتي راح ضحيتها عشرات الأبرياء، بهجوم من النظام نفسه.


ويبدو أن النظام حاول استبدال "أديب" بعد انكشافه، فجاء بقريبه "صالح عبد الفتاح" ليتولى المهمة الموكلة إليه، في شيطنة تركيا وإظهارها وكأنها جحيم لمواطنيها وللسوريين على حد سواء، وأن لاغنى عن حضن الوطن حتى ولو كان يعني حضن بشار ومخابراته في النهاية.

وفي سبيل هذا قام "صالح" ببث تقرير جمع فيه ما استطاع من لقطات بؤس وفقر، ثم زج بها في سياق حديثه عن "مرارة" العيد في تركيا مقابل "حلاوته" في سوريا.

وأشيع أن "صالح" الذي أجرى مقابلات مقتضبة معظمها مع أطفال سوريين احتال على من أخذ آرائهم باستخدام ميكرفون عليه شعار محطة تلفزيونية شهيرة كان قريب آخر له يعمل لصالحها من قبل، وهو صحافي معروف ينصب نفسه "خبيرا في الشؤون التركية" ويعد من موالي النظام وملمعيه.

ومما يعزز ما أشيع عن احتيال "صالح" وتجنبه استخدام ميكرفون تلفزيون النظام، ملاحظة "زمان الوصل" أن لقطات تقرير العيد كانت مقصوصة من الأسفل بشكل لافت عندما كان يظهر المتحدثون، ولم تظهر في أي منها صورة ميكرفون النظام، بخلاف ختام التقرير عندما بدا "صالح"حاملا ميكرفون تلفزيون نظامه.

*ليست زوبعة في فنجان
بينما كنا في صدد إنهاء هذا التقرير، نزن فيه كل كلمة بحذر، حتى لا نحسب في صف المهولين، ولا المهونين من شأن الأحداث الأخيرة المتعلقة بالسوريين في تركيا.. بينما نحن ننهي تقريرنا، صدر بيان رسمي عن وزارة الداخلية التركية، تحدث عن الأمر بمباشرة وشفافية، وأثبت لنا أن ما يهدد 3 ملايين سوري على الأراضي التركية ليس مزحة أو زوبعة في فنجان، بل هو أمر جدي ومدروس، إلى درجة دعت وزارة الداخلية للتنبيه عليه ببيان رسمي ومكتوب.

البيان الصادر اليوم الأربعاء اعتبر أن ما يقوم به بعض الضيوف السوريين، سواء ضد سوريين من بلادهم أو ضد مواطنين أتراك، لايعدو كونه حوادث تتعرض للتشويه والمبالغة ويتم تداولها بهذه الصورة لإثارة التوتر في المجتمع.

ونبهت الداخلية إلى أن طريقة تناول بعض الحوادث التي يتورط فيها السوريون طرفا، طريقة لا تتماشى مع روح الضيافة ومبدأ الأنصار الذي رفعته الحكومة وتبناه المجتمع التركي، محذرة من استغلال هذه الحوادث في نشر الفتنة والشقاق لأغراض سياسية.

وفند البيان بعض ما يتم تناقله حول تفاقم جرائم السوريين في تركيا، منوها بأن إحصاءات الداخلية توضح أن أعداد مرتكبي الأخطاء والجنايات بين الضيوف السوريين لايتوافق مع ما يتم تسويقه، بل إنه خلاف ذلك تماما، حيث تبقى نسبة السوريين المخالفين للقانون قليلة، إلى درجة أنها بالكاد تعادل 1.3% حسب الأرقام التي تغطي السنوات بين 2014 و2017.

ولفتت الداخلية إلى أن أغلب المتضررين من مخالفات وارتكابات السوريين في تركيا هم سوريون مثلهم، وليسوا من المواطنين الأتراك، كما يروج، فضلا عن أن معدل الارتكابات قد تراجع بنسبة 5% خلال النصف الأول من العام الجاري.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(187)    هل أعجبتك المقالة (188)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي