أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة إلى الحكّام.. انتهت المهلة*

أرشيف

أتضحكون على أنفسكم أم على شعوبكم.. تركتم المروءة والشهامة لا بأس، أرهقتكم صناديق سيادية تناهز موجوداتها 4 ترليونات دولار، فلا أنتم قادرون على أن تصرفوا منها في التنمية، ولا في الصناعة، ولا حتى في زراعة البطاطس، تركتم الفرس وإسرائيل وأشغلتكم قلّة تدبيركم بحرب الزعماء.

أتعلمون أيها الزّعماء بأن الملايين من البشر التي تجرّونها بالسلاسل لا تعترف على أي شيء تختلفون، فواحد في اليمن يقول إن الخلاف على الماء، وآخر في الشام يقول إن السبب هو الهواء، وفي قلب الصحراء يعتقد رجلٌ أن القضية هي قضية إرث وقبيلة، وأنا بين هذه الجموع أتوقع أن خلف التلّة غولا اسمه مؤامرة، تفلتونه على شعوبكم متى شئتم، تسلبون منهم حقهم في الكلام، وتشهرون ألسنة وسياطاً طويلة على بعضكم البعض.

لست خائفا من حدودكم أنا العربي، وأرغب أن أصارحكم ببعض ما يلفتني، تعيشون حالة فصام، تستضعفون صغيركم، وتهابون عدوّكم، تقاتلون قلوبكم، وتخاصمون عقولكم، يشتريكم البيت الأبيض برصاصة، ويبيعكم بخطاب في حفل كوكتيل بتل أبيب.

عرب عرب .. لماذا تصرّون على أن تكون أوراق اعتماد كراسيكم من خلف البحار، لماذا تعتبرون أنكم ورثتم 300 مليون عبدٍ تخططون لهم كأنهم غنمٌ وكأنكم آلهة نزلت من السماء كأمر من الله لن تجد له تبديلا.

واحد منكم يغلق الباب على ملايين المعارضين ويريد أن يصطادهم كالفئران، وآخر يعتبر نفسه وعائلته مصرّا على أن يملك البلد أو يقتل من فيها، وثالث يحكم بلد المليون شهيد من على كرسيّ متحرك بين فترتي عناية تحت الأجهزة الطبية، ورابع يحكم دولة منتجعا ومصنعا للمخدرات تديرها عمامة تتلقى أوامرها من عند عمامة عمياء، وخامس وسادس وابن سابع وحفيد ثامن.

عرب عرب .. ترفعون بوجه بعضكم السيوف وتعطون المُهل بالأيام والساعات وإسرائيل تلعب بكم وتغتالكم منذ سبعين عاماً، وبعضكم يهدي السيف الدمشقي لرجل المخابرات الروسي في موسكو فيما طائراته تدكّ أحفاد هشام.

أضعتم فلسطين والعراق والشام ولبنان واليمن وليبيا، وقسمتم السودان وأحرقتم قمح مصر بـ "الرّز" فماذا تريدون بعد، لو أنكم تأخذون المال والمناصب وتتركون للشعوب كرامتها ووعيها لاستغنت واستغنيتم.

أجهزة مخابراتكم صنعت الجماعات المتطرفة، ورجال دينكم غذّوها بالشباب الضحايا، بعضكم صنع "العفريت" ليخوّف به أهل بيته، لأن الغريب "طابخكم وعاجنكم"، عزّزتم القبيلة عندما شعرتم أنها مفيدة، وصنعتم الأحزاب كمصدر قلق لا للدفاع عن قضايا مصيرية، واستوردتم العصيّ والخوذ للعسكر والشرطة لتدوس الناس.

يقول بعض المحللين والمراقبين في الغرب إن المنطقة العربية مقبلة على كارثة كبرى تحمل معها احتمالات مواجهات وحروب ستدمر المنطقة، يبدو أن ما تنبأت به الدوائر الغربية لم يكن إحساسا أو قراءة طالع .. إنما خطّة بآجال ومهلٍ محددة.. وإذا استمر زعماء الدول العربية على هذا الأداء التعس فأعتقد أن المهلة انتهت. واقترب حصاد الخراب. 

وأنت أيها الشعب الكريم ... إلى متى يقودك مغرّدو "تويتر" ... قاتل الله الوجبات السريعة ونوم النهار.

*علي عيد - من كتاب "زمان الوصل"
(187)    هل أعجبتك المقالة (187)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي