أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصطفى طلاس.. "أحزنني"*

طلاس - ارشيف

لم يختلف عموم السوريين من أهل الثورة على أن وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس كان من أبرز أعمدة الحكم في سوريا طيلة العقود الماضية، وكان له من السطوة والحظوة لدى بيت الأسد ما كان.

وهذا أمر لا أعتقد أنه يحتاج الكثير من التفكير لإقراره، مثلما لا يحتاج الإقرار بأنه –العماد طلاس- كان أحد المشاركين بشكل مباشر في الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد الأب بحق السوريين، بحكم منصبه على الأقل، ولعل أفضل ما يورد هنا ما اعترف به طلاس حول إعطاء أوامر الإعدام خلال أحداث السبعينات والثمانينات وطالت بشقها الأكبر أبناء حماة وحلب وإدلب.. فضلا عن المحافظات الأخرى وإن كانت ربما بشكل أقل.

ومن غرائب الصدف أن تتوافق وفاة طلاس مع ذكرى مجزرة سجن تدمر (27 حزيران 1980)، التي ارتكبتها يومها ميليشيات رفعت الأسد "سرايا الدفاع" – باعتراف أحد منفذيها- والتي باتت تسمى اليوم "الفرقة الرابعة".

إذ دخل عناصر السرايا وفتحوا نيران رشاشاتهم على المعتقلين في سجن تدمر والحصيلة كانت بالمئات، ربما كان منهم العشرات ممن حكم عليهم طلاس بالسجن، مثلما حكم –باعترافه-على العشرات غيرهم بالإعدام.

لم تنل الأمهات والزوجات والأخوات فرصة البكاء على قبورهم، فلا جثث ولا قبور ولكن غصات في القلوب ودموع تحجرت في المآقي.

والأدهى أن يبادر البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي معزيا بـ"أحزنني"، وفي هذا السياق أقتبس ما كتبه أحد الأصدقاء: (التعزية لا الترحم بالميت "مستحب" ديني وأخلاقي واجتماعي وليست فرضا، وحتى لو كانت فرضا فهي لا تعلو على فروض الشهادة بالحق وتجنب قول الزور واحترام دماء الضحايا وصراخ المظلومين، فكيف لو رأيتم من يعزون بـ"العماد" وكأنهم يعزون برجل بنى للسوريين مجدا وأورثهم صفحات مضيئة من الحرية والعدالة والأمان والكرامة).

لن نشير إلى دور طلاس في نقل الحكم إلى بشار الأسد رغم حساسية موقعه في تلك الفترة وما نسب إليه من دور، لكن أعتقد أنه في القضايا الكبرى مثل استلام الحكم، كان الكثير ممن هم في واجهة الحكم عبارة عن أدوات تخدم مشروع الدائرة الضيقة لعائلتي الأسد ومخلوف وغيرها من العوائل المرتبطة أساساً برغبة أجهزة استخبارات دولية بإيصال الوريث القاصر إلى القصر الجمهوري.

رحل طلاس وقبله حافظ والكثير من عتاة الإجرام في سوريا، ومعهم قضى مليون سوري بنيران جيش الأسد المسمى بهتانا الجيش السوري، جيش مازال يمارس الإجرام بحق الحجر والبشر ووزير دفاعه الأسبق ربما لم يوار الثرى بعد. 

هذا الجيش (الجيش السوري)، لم يبخل عليه أحد أقطاب معارضة اليسار برسالة تعزية بوفاة وزيره الأسبق.

*حسين الزعبي - من كتاب "زمان الوصل"
(178)    هل أعجبتك المقالة (174)

حسين

2017-06-27

فطس الله ينتقم منه لكل الي ظلمهم.


OMAR OMAR

2017-07-08

تفوه.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي