أكد المتحدث باسم الجبهة الجنوبية "عصام الريس" أن الهجمة العنيفة من قبل النظام وروسيا وميليشيا حزب الله والميليشيات الإيرانية، سقطت في درعا، بعد أن فشلت الفرقة الرابعة الخامسة والميليشيات بالتقدم رغم التغطية الروسية، وجاءت بالهدنة لالتقاط الأنفاس.
وقال "الريس" في حوار مع "زمان الوصل"، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" بدأ يتحرك بشكل متناغم مع النظام وبشكل مريب في حوض اليرموك، بغية السيطرة على مناطق جديدة، لافتا إلى أن الثوار يدركون هذه التحركات وهم مستعدون لأي تطور على الأرض.
وأشار "الريس" إلى أن ما قدمته درعا اليوم، يستحق من كل الذين انتقدوا الجبهة الجنوبية الاعتذار، ذلك أن درعا صدت أقوى هجوم وأجبرت النظام على اختيار الهدنة.. فإلى التفاصيل:

- لماذا كل هذا الحشد من قبل النظام وحلفائه ضد درعا؟
*السبب يعود إلى أمرين؛ الأول أن رمزية درعا "مهد الثورة" مسألة مهمة بالنسبة للنظام وهو يحاول كسر هذه الرمزية لكنه فشل، أما السبب الثاني فله أبعاد استراتيجية، فدرعا هي شريان الوصل بين شرق درعا والقنيطرة وبين البادية أيضا، فإذا وصلت الميليشيات إلى الحدود الأردنية، فهذا أمر مخيف إقليميا والنظام حاول اللعب على هذا الوتر، بالإضافة إلى محاولة النظام قطع خطوط الإمداد بين غرب وشرق درعا.
- كونك أشرت إلى المخاوف الإقليمية من وصول الميليشيات، هذا يعني أنكم تلقيتم دعما إقليميا؟
*ليس الدعم بمستوى ما يدور في درعا، فالحقيقة الدعم مساره واحد في الثورة السورية، وليس هناك دعم دولي مميز باستثناء صواريخ "تاو" التي يتعذر استخدامها داخل المدن، ونحن لم نعتمد على هذا الأمر، ففي معركة درعا شارك الثوار بالدبابات وهذه الدبابات انتزعها الثوار من النظام.
- هل الهدنة إنقاذ للمعارضة أم النظام؟
*في الحقيقة نحن لم نطلب الهدنة، ونحن نرى أنها أمام محاولة لإظهار روسيا على أنها قادرة على إجبار النظام من خلال الهدنة، أو أنها محاولة من النظام لالتقاط انفاسه، خصوصا وأنه تكبد خسائر فادحة وفشل فشلا ذريعا في اقتحام مناطق الثوار، فقد فشلت الفرقة الرابعة والخامسة وميليشيات حزب الله وإيران الذين لملموا قتلاهم وانسحبوا، هذه الخسائر آلمت النظام وقرر الدخول في هدنة.
- كان هناك انتقاد لجبهة درعا.. واليوم تحركت فقط حين تقدم النظام فهل ستكون الجبهة رد فعل فقط؟
*كانت استراتيجية الفصائل في درعا وما تزال ألا نخسر مناطقنا من خلال المصالحات والتهجير القسري، لذلك كانت الاستراتيجية الحفاظ على الأرض. وهنا أود القول إن الجبهة الجنوبية منذ ما حدث في "درايا" لم تفقد سوى 2.4 من أراضيها، لذلك فضل الثوار الحفاظ على هذه المناطق، والآن تستحق درعا الاعتذار من الكل بعد كل هذه المعارك البطولية ولم تجبر على التهجير أو المصالحة.
- كيف وقعت الهدنة؟
*نحن لم نطلب الهدنة، وسمعنا به من وسائل إعلام النظام، وبالفعل التزم النظام ونحن استجبنا لهذه الهدنة وعادت الأمور إلى طبيعتها وفق تخفيف التوتر وبقيت الاختراقات للهدنة في حدود اتفاق الأستانة.
- هل تحرك التنظيم في ظل هذه المعارك مع النظام؟
*بالفعل تحرك التنظيم في اليومين الماضيين تناغما مع العمليات العسكرية للنظام، وتحركت في حوض اليرموك بشكل مريب.. ونحن لا نشك أن التنظيم أداة بيد النظام، وبالنسبة لنا نحن واضح لنا التنسيق بين الطرفين اللذين يشتركان في مصالح اقتصادية وعسكرية ضد الثوار.
- هل بعد كل ما جرى يمكن أن يذهب ممثلون عن الجبهة الجنوبية إلى "الأستانة"؟
*مسار الأستانة حقيقة مسار إقليمي دولي، وهي مع جنيف معركة منفصلة عما يجري في الميدان، هي معركة استحقاق للشعب السوري، وعدم الذهاب للتفاوض لا يفيد على الأرض، فكل شيء يتحقق للمدنيين هو مكسب للسوريين.. وأعتقد أنه ليس من الجيد الربط بين جنيف والأستانة والمعارك في الداخل.
- كم من الوقت أن تصمد جبهة درعا في ظل هذا التصعيد؟
*عمليا لا يمكن الحديث عن أيام أو أشهر، لكن هناك إرادة حقيقية من قبل الثوار وهذا ما رأيناه في القتال وإحباط كل محاولات النظام للتقدم، دعني أقول إن إحباط محاولة الفرقة الرابعة والخامسة والمدعومتين من حزب الله وإيران بالإضافة للطيران الروسي، أمر خارج التصور العسكري.. لذلك المعيار هو الإرادة والصمود وليس العامل الزمني.
أمر آخر بالنسبة لجبهة درعا، هناك مقاتلون محليون وليس لدينا عملية ملء فراغ الشهداء، لكن أكرر القول إن ما يملكه الثوار من إرادة كفيل بحماية درعا والصمود في وجه النظام وحلفائه.
عبدالله الغضوي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية