أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا سكت هادي العبد الله؟.. حسين الزعبي*

هادي - أرشيف

شكل هادي العبد الله لفترة زمنية طويلة ومازال الوجه الأجمل لسوريا، فهو الشاب الذي دخل قلوب السوريين قبل أن يروه، دخلها منذ كان شاهد عيان يغرد بصوته "المحرف إلكترونيا" كواحدة من أدوات الهرب من الملاحقة الأمنية، ناقلاً للعالم مجريات ويوميات الثورة السورية منذ أن كانت المدن والبلدات تغص بالمظاهرات.

لم يغب هادي عن الثورة في طورها العسكري وكان نموذجا للمراسل الحربي الحامل لقضية شعبه، المراسل الذي ينقل مجريات المعركة ويعيشها بكل أوجاعها، وعلى هذا الدرب خسر من الرفاق الكثر من حمص إلى القصير إلى إدلب فحلب التي تعرض فيها لمحاولة اغتيال.. ويومها حبس السوريون أنفاسهم لساعات بانتظار الاطمئنان على هادي، أحد وجوه الثورة الجميلة.

كثر هم من قدموا كما قدم هادي وربما أكثر، لكن لحضوره وقع مختلف في قلوب السوريين، فلدماثة الخلق والقرب من الناس على الأرض وملامسة معاناتهم وأوجاعهم ومواجهة الموت معهم مرات ومرات وقع السحر على السوريين من أهل الثورة، وكثيرا ما تحول إلى ما يشبه ضمير الثورة رغم عدم دخوله المباشر في جدليات الـ"مع والضد" وما أكثرها في سياقات الثورة.

لست هنا في وارد تقديس الرجل أو تدبيج المدائح، ولكن أنقل ما أزعم أن السوريين اتفقوا عليه طيلة سنواتهم الماضية، وهم الذين لم يتفقوا على أي شخص أو حزب أو تشكيل عسكري رغم ما حل بهم من أهوال.

كما أن سني الثورة العجاف علمتهم أن لا أحد فوق الانتقاد، لدرجة أكاد أجزم فيها أنا لا أحد ممن عمل في الشأن السوري الثوري العام نجا من الانتقاد.. انتقاد لم يسلم منه حتى من قضى نحبه وهو يواجه النظام على أرض المعركة.

هادي العبد الله يبدو أنه لن يكون استثناء، إذ ومنذ أيام بدأت تساؤلات لا تخلو من انتقادات وعتب، مفادها لماذا سكت هادي العبد الله بشأن ابن محافظته عبد الباسط الساروت المغيب في سجون النصرة!، ماهي الجناية التي ارتكبها الساروت لتمنع هادي من الحديث عنه، أو تذكره ولو بتغريدة على تويتر؟ ألا يستحق الرجل أن يشار إليه إنسانيا على الأقل، بتصريح عابر، لاسيما وأنه رمز من رموز الثورة بشقيها السلمي والعسكري وفي سبيلها قدم خمسة من أشقائه؟!.

ربما لهادي مبرره الذي لا يعلمه العاتبون والمنتقدون، إلا أن هذا قد لا يقنعهم لاسيما أنه ليس بقائد فصيل عسكري، بل هو إعلامي ثوري رأسماله كلمة اعتاد الكثير من السوريين التعامل وكأنها "ضمير الثورة".. فلماذا سكت هادي؟!!.

*من كتاب "زمان الوصل"
(225)    هل أعجبتك المقالة (218)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي