أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأخطاء في كلية الآداب.. ذنب من؟ راسبون في مواد نجحوا فيها سابقاً

كلية من أهم الكليات في جامعة دمشق «كلية الآداب» تعددت فيها جوانب النقص التي تنتظر من ينظر إليها بعين الاهتمام لتفادي الكثير من الأخطاء التي تقع بأوجه عدة ولأسباب عدة، والتي تؤثر على البعض منهم تأثيراً قد يغير مسار حياتهم أو يعطل مشروعاتهم التي كانوا يخططون لها، كما هو حال (س. م) من قسم الإعلام، الذي تخرج من القسم بعد عناء طويل مع مادة اللغة الفرنسية، ليفاجأ حين شرع بتجهيز أوراق التخرج بخطأ في المعلومات المدونة في أوراقه، حيث تم تدوين جنسيته على أنه لبناني وهو سوري، الخطأ الذي يتطلب شهوراً لتصحيحه، أما (ل. ر) التي رفضت ذكر اسمها كاملاً والقسم التي تخرجت منه - خوفاً من تعطيل أوراق تخرجها لمدة أطول - تقول: سقط اسمي من قرار التخرج سهواً، واليوم أنا مضطرة لانتظار إجراءات متعددة لتصحيح هذا الخطأ وقد يستغرق الأمر شهوراً، في الوقت الذي نعم فيه زملائي بأوراق تخرجهم وشرعوا يكملون حياتهم سواء المهنية أم متابعة الدراسات العليا.

غشاشة
وتتعدد الأخطاء في حساب معدلات تخرج الطلاب، ومفاجآت بعض الطلاب المتأهلين للدورة التكميلية بمواد كانوا قد نجحوا فيها سابقاً، كما حصل مع (م. س) التي تقول: «تأهلت للدورة التكميلية بمادتين، وقدمتهما ونجحت في واحدة فقط، وحين ذهبت لتأكد من علامتي تفاجأت باسمي في قائمة مادة من السنة الثانية كنت قد نجحت فيها منذ أول دورة، والمصيبة أنني وفق القائمة غير ناجحة ما يعني أني عدت من جديد أحمل مادتين، وحين راجعت الامتحانات اتهمتني الموظفة بأنني (غشاشة) حيث جئت لتقديم المادة عن طالبة أخرى وحين لم يفلح الأمر كتبت اسمي وخرجت من الامتحان، والسؤال إذا كنت فعلت ذلك لماذا أراجع الامتحانات، ولماذا أكتب اسمي على الأقل أكتب اسم الزميلة التي جئت لأقدم المادة بدلاً منها حسب زعم الموظفة؟!!، إنها ببساطة لا تريد أن تعترف بخطأ أحد زملائها وتعمل على التستر عليه، ولذلك اتهمتني بالغش ثم طلبت مني المغادرة سريعاً ولفلفة الموضوع قبل أن تورطني».


نقص المعلومات
وتطول قائمة الشكاوى من الطلاب حول أخطاء الموظفين، ولذلك توجهت إلى المسؤولين عن أسباب هذه الأخطاء، والتقيت الدائرة في كلية الآداب بشار علي الذي قال: ليس الأمر بهذا السوء، والطلاب يبالغون أحياناً والبعض منهم يراوغ، فقد يكون هو سبب الخطأ بسبب نقص المعلومات التي يقدمها، أو بسبب اعتماده على أصدقائه لمتابعة شؤونه مثل العلامات أو بعض الأوراق التي يجب أن يتابعها بنفسه، فأحياناً يخبر طالب ما زميله بأنه ناجح في إحدى المواد ولا يتأكد الآخر من ذلك ثم يكتشف عند مراجعته للامتحانات أنه لم ينجح، وهنا تبدأ المشكلات مع قسم الامتحانات، من ناحية أخرى نحن نأخذ بالحسبان كل طلبات الاعتراض والطلبات حول الأخطاء التي ترتكب مع الطلاب وبابنا مفتوح للجميع، وفي هذا الإطار تضيف رئيس قسم الامتحانات: نحن نعترف أن الأخطاء قد تقع أحياناً، ولكننا نطلب دائماً من موظفينا إعادة ما ينجزونه بقصد التأكد، وأنا لا أسمح بالتهاون مع الطلبات التي يقدمها الطلاب سواء بالنسبة لعلاماتهم أم حتى الأخطاء التي ترتكب بحقهم ولا أرضى أبداً بتأخير أوراق الطلاب لدينا في كلية الآداب 13 قسماً ولكل قسم مشرفة، يوقع البريد لديها ثم يسلم إلي وأنا أقوم بما هو مطلوب مني فوراً ثم تسلم الأوراق بعدها إلى الوكيل الإداري ثم إلى الديوان حيث توزع على الطلاب، ووفقاً لهذه الآلية فإن هناك تنظيماً للعمل واحتمال وقوع الخطأ قليل جداً، حتى فيما يتعلق بأمور الامتحانات نحن نبدأ بالتحضير مبكراً للفترة الامتحانية وبالنسبة للمواد المؤتمتة تجرى صيانة لأجهزة الكمبيوتر مسبقاً، وتحدد مواعيد تنظم أوقات تصحيح المواد، تفادياً للضغط الذي يحصل أحياناً على أجهزة التصحيح ولاسيما أن بعض الأقسام تكثر فيها المواد المؤتمتة مثل قسم اللغة الانكليزية كل مواده مؤتمتة، ونحن نملك في كلية الآداب ثلاثة أجهزة تصحيح لا يعمل منها سوى اثنين بسبب قلة الموظفين.
قلة الموظفين علة العلل
يتفق مدير الدائرة الأستاذ بشار علي مع رئيس قسم الامتحانات على أن السبب الرئيسي لبطء العمل أحياناً أو الأخطاء التي قد تحصل هو قلة عدد الموظفين في كلية الآداب، فضغط العمل كبير جداً، حيث يصل عدد الطلاب في الكلية إلى 50 ألفاً تقريباً، ولا يوجد سوى 160 موظفاً منهم 26 في قسم الامتحانات وهؤلاء يتحملون الضغط الأكبر ولاسيما في فترة الامتحانات التي تستغرق خمسة شهور من كامل السنة الدراسية ما بين التعليم الأساسي ثم المفتوح ثم الدورة التكميلية ثم الدراسات العليا، من هنا فإن قلة الموظفين تشكل عائقاً كبيراً أمام إنجاز العمل بالصورة المثلى في كلية الآداب، ورغم أنه يتم إمداد الكلية بموظفين موسميين أحياناً ( موظف لمدة ثلاثة شهور) إلا أن هؤلاء غير مسموح لهم الدخول إلى قسم الامتحانات بعد الأخطاء التي اكتشفت بسببهم، لذلك يؤكد الأستاذ بشار علي أن كلية الآداب بحاجة إلى 100 موظف على الأقل للنهوض بالأعباء كاملة من ناحية وللتخفيف عن الموظفين الحاليين الذين يضطرون أحياناً إلى الحرمان من إجازاتهم السنوية بسبب ضغط العمل المستمر (امتحانات، قرار الدورة التكميلية، أرقام طلاب السنة الجديدة....). أمام هذه العوائق التي تعترض موظفي كلية الآداب فإن احتمال الخطأ والتباطؤ في العمل يبقى وارداً، ولذلك لابد من أن نطالب جامعة دمشق باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين الأوضاع لمساعدة كلا الطرفين، الموظفين والطلاب، لضمان استمرار العمل بدقة وسرعة، ويبقى الطلب في عهدة الجهات المعنية.

الوطن
(126)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي