أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من يريد إشعال السويداء؟.. عبد السلام حاج بكري*

أرشيف

يكره النظام في السويداء إباءها وعزّها، يكره ذكرى سلطان باشا الأطرش، وتعمد لسنوات طويلة إهمال هذا الرمز العروبي السوري، يكره رجال المدينة وشبابها، يخاف روح الثورة التي تعتمر صدورهم، يكره من برز منهم، ويعتبر من شارك من أبناء المدينة في الثورة بصورة ما، مثل فيصل القاسم وماهر شرف الدين ويحيى العريضي مجرمين يطلبهم للإعدام.

النظام بقيادة الأب ومن ثم الابن منح للسويداء من الوطن حصة تساوي وزيرا من الدرجة الثالثة، وكان هذا الأمر يثير سخرية أبنائها وغضبهم الذي بقي مكبوتا، حيث يتساءلون عند كل تشكيل حكومي "من هو الشخص الذي سيختاره الرئيس لوزارة المجارير".

يحاول النظام اليوم مدعوما بالميليشيات الطائفية من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان، وكل شذاذ الآفاق، أن يُخضع المحافظة لسطوته المباشرة، وهو الذي تراجعت هيمنته عليها لمصلحة وجهائها وشبابها ولجانها الشعبية منذ بداية الثورة.

ارتكبت عناصر أمن النظام عددا من الجرائم ونسبتها لنازحين قادمين من محافظات حاربها وهجّر أهلها، وذلك بهدف إحداث فتنة بين الطرفين، وفشل بمسعاه بسبب وقفة عقلاء المدينة وتصرفهم بحكمة.

عشرات المرات، حاول النظام فاشلا أن يثير الفتنة بين أبناء المدينة وثوار مدينة درعا ساعيا لأن يظهر بأنه يقف في صفّ الموحدين الدروز لتثبيت ادعائه الكاذب بحماية الأقليات، ولكي يبقى بنظر سكانها المدافع عنهم والحامي لهم، لكن عقلاء المدينتين فهموا ألاعيبه وتجاوزوها، وبقي وجوده في المدينة أقرب إلى الرمزي.

يدرك النظام أنه عاجز عن فرض سيطرته الفعلية على المدينة، وهو في الوقت نفسه لا يريد أن يتنازل عن وجوده بشكل كلي، ولأجل ذلك اعتدى مرات عدة على شخصيات في المدينة، ولا تزال قصة الشيخ البلعوس ماثلة في الأذهان، ويأتي اعتقال الناشط السلمي "جبران مراد" في هذا الإطار، لكنه سيرضخ في النهاية، لأنه لا يستطيع دفع فاتورة مجابهة السويداء لاعتبارات كثيرة ليس منها حرصه على تجنب مواجهة أبنائها.

ناشط معارض في المدينة أخبرنا أن النظام مسؤول عن الفلتان الأمني في المحافظة، وأن عناصر أمنه يرتكبون غالبية التجاوزات والجرائم، وقال في اتصال هاتفي مع "زمان الوصل" "لولا حكمة أبناء المدينة في التعامل مع هؤلاء لوصلنا إلى المجهول"، وأكد أن لصبر أبناء المدينة حدودا، تمنى أن لا يدفعهم النظام لتجاوزها.

وروجت وسائل إعلام النظام أنباء كاذبة عن تحضير الجيش وفروع الأمن لاقتحام "القريا"، حيث احتجز أقرباء المعتقل مراد عناصر أمن من أجل الضغط على النظام للإفراج عن قريبهم، وشاركت شبكات إعلام ساحلية في حملة تحريض ضد ما أسمته "تمرد على السلطة"، وهذا ما دفع شبكات إعلامية في المدينة لتحذير المواطنين من خطورة تصديق الإشاعات والابتعاد عن ردود الأفعال السلبية.

* من كتاب "زمان الوصل"
(118)    هل أعجبتك المقالة (117)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي