أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إيران.. الحرب على جبهتي سورية والخليج*

أرشيف

هجمات إرهابية لأول مرة على مرقد الخميني والبرلمان الإيراني، ويا لها من رسائل تلك التي تبعثها إيران إلى العالم والعرب خصوصاً في أنها بوابة العبور إلى كل الاتفاقيات والحلول والملفات المستعصية.

ترى كيف وصل الإرهاب أخيراً إلى قلب الدولة المقدسة المنيعة، وكيف يكون الهدف رمزها الأول الديني إمام العصر والزمان، والآخر برلمانها رمز ديمقراطيتها، استهداف إرهابي سياسي وديني لدولة المذهب الديني والسياسي الواحد في المنطقة، والتي تقوم على خيارات حماية العتبات وإعلاء راية الحسين المظلوم وأبنائه الذين ينتقمون من جور الأمويين في سورية، ومن بني هاشم في اليمن.

هي مقدمات تعليق الحل السياسي، وإيحاء بالانتماء أيضا إلى الدول الضامنة في سورية، فإيران أيضاً تعاني ولها ملف مع الإرهاب ليس معه فقط بل وتعاني منه، وأن على الفصائل العسكرية السورية المعارضة أن تقبل بإيران كضامن إجباري مع الروس والأتراك، وعلى الساسة أن يفهموا أن لا حل مع الأسد إلا بالممر الإيراني أولاً، وها هي تفتحه على الأرض بالضغط على آخر الجبهات المعارضة المتماسكة عسكرياً في جنوب البلاد.

أستانة تم تأجيل موعده لنفس الأسباب حول اتفاقيات نهائية يتم التوصل إليها بين الدول الضامنة تكون نقطة انطلاق لتثبيت مناطق خفض التوتر، ونشر قوات من تلك الدول تكون الكفيل الرادع لأي خروقات محتملة من الأطراف، ولكن أستانة تم تأجيله لنفس السبب هي عدم القبول بإيران كطرف ضامن وهي التي تحارب وتدعم بشار الأسد عسكرياً وسياسياً، وتدفع بميليشياتها الطائفية نحو الذهاب إلى جبهة الجنوب لفرض معادلة جديدة.

في مقابل كل هذا التمترس الإيراني خلف محور الأسد واعتباره امتدادا لدولتها الدينية الطائفية يلتفت العرب إلى صراعات جديدة عربية -عربية يدفعون فيها أموالهم ونفطهم لإرضاء الغرور الأمريكي الذي يتضح يومياً أنه غير جاد في الوصول إلى ما يرضي الرشى العربية، وكل إغراءات المال الخليجي، وفقط ما يفعله ترامب هو التلويح بالعقوبات ضد إيران واتهامات هوائية للأسد سقفها صواريخ توما هوك الشاردة في محيط الشعيرات.

معركة قاسية جديدة يفتحها العرب في خليج المال ضد قطر لا فائدة منها سوى دعم تدخل إيران شرعياً في المنطقة العربية، وهي أحد أكبر داعمي ومنظمي الإرهاب الدولي، وبالمقابل يسعى هؤلاء إلى نيل صك براءة من الإرهاب والتطرف الإسلامي، ومنحها فرصة جديدة لاقتناص حصار قطر لتفرض معادلة اقتصادية على الأقل تدخل منها في الصراع الذي سيزيد من ضعف العرب في خاصرة جديدة قاتلة، ويرفع من أسهم إيران في الوصل إلى مراقد انتقامها الكبير.

أستانة يؤجل ريثما يتم الاتفاق على دور إيراني نهائي بالحل توافق عليه المعارضة السورية، وتستعر في الوقت نفسه حرب خليجية اقتصادية سياسية سيكون لأنف إيران مكان لم يكن يحلم به...إيران التي تصعد والعرب الذين يقتتلون على خرابهم.

*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
(171)    هل أعجبتك المقالة (172)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي