عهدُنا في "زمان الوصل" سوريا وكل ما يتعلق بها، ولا يمكن أن يكون الوضع الخليجي خارج هذا العهد، فهم الأشقاء الداعمون، وكم يحزنني ما وصل إليه الأمر اليوم، خصوصا سقوط مفهوم "الدفاع الخليجي المشترك" ضد كل الأخطار، إذ انقسم هذا الدفاع ليتحول إلى حصار وهجمات غريبة عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال تغريدات لشخصيات كنا نحسبها ميزانا في التوجيه والفهم والقدوة.
ما يهمني الآن أن أضع شهادتي أمام الرأي العام، فيما يخص اتهام قطر "بدعم الإرهاب".
من خلال عملي في "زمان الوصل" واطلاعي على "شحنات" من الوثائق، ومن خضم عمل خرج من سوريا وتناقله العالم ووسائل إعلامه العريقة، أقول: في نهاية العام 2015، كان لنا فرصة للحصول على آلاف الوثائق الخاصة بتنظيم "الدولة" وهو الإرهابي الاستراتيجي لكل العالم، عبر مصدر منشق عن التنظيم، وفعلا تم الأمر وتمكنا من الحصول من سوريا على هويات ووثائق مقاتلين من كل الجنسيات، بينهم "انتحاريون" مستعدون لتفجير أنفسهم بأي وقت وفي أي مكان.
والشهادة هنا أنه لولا الدعم والغطاء القطري لما كنا استطعنا فعل شيء، خصوصا من ناحية الوصول إلى الوثائق وتخفيض حجم المخاطرة.
وتبع ذلك عمل شاق أفضى إلى تناقل مئات وسائل الإعلام والجهات البحثية عن "زمان الوصل"، وما كان ذلك ليحدث لولا وقوف قطر مع "زمان الوصل".
ومن ثم تبع ذلك الكشف عن عشرات الخلايا النائمة في العالم، وتوجيه الرأي العام وتصحيح مفاهيمه عن الإرهاب والخطر الأصولي، حيث تعاونا وأرسلنا آلاف الوثائق للصحافة الغربية والأمريكية والشرق أوسطية، وكان لذلك أثر بالغ ومساهمة في مواجهة "الإرهاب" الذي تتهم به قطر اليوم، هذا فضلا عن دعم عشرات الكتب المهمة عن مكافحة الإرهاب عالميا من خلال الوثائق، صدرت عن جهات ذات مصداقية عالية مثل جامعة "أكسفورد" وجامعة "كاليفورنيا".
شهادتي هذه هي لله وللتاريخ، ولم تطلب مني أي جهة أو شخصية قطرية الإدلاء بها.
وهنا أشير إلى أن الدعم من قطر لم يقتصر على الحصول على "استمارات مقاتلي تنظيم الدولة" بل وصل لجمع آلاف الوثائق الخاصة بالتنظيم الذي أرعب العالم، منها ما نشر، ومنها ما نعمل لإنجازه مع مؤسسات عالمية.
راجع #خرق_النواة
*إرهاب بشار الأسد
الشهادة الثانية التي أود أن أضعها أمام الرأي العام، ولعلها تهم مواطني الخليج العربي أكثر من غيرهم، وتتعلق بملف "#على_قوائم_الأسد"، وهي ملفات رسمية تتضمن قوائم بأسماء أكثر1.7 مليون شخص من 150 دولة، من بينهم 7 آلاف مواطن خليجي مطلوبين لمخابرات بشار الأسد (اعتقال -مراجعة مخابرات -منع دخول سوريا) من بينهم 5749 سعوديا، و188 إماراتيا، و123 بحرينيا. بالإضافة لعمانيين وكويتيين وقطريين، وقد تمكنا من الحصول على هذه القوائم بفضل الغطاء القطري، ونشر أهم الأسماء عبر الإعلام، ومن بينهم أمراء وسياسيون ودعاة إسلاميون وشخصيات عامة.. وكان هذا النشر بمثابة إخطار لهم بأن هناك خطرا يتربص بهم من قبل مخابرات الأسد وخصوصا من قبل جهاز المخابرات العسكرية، وسنعمل على نشر مادة خاصة جامعة بالأسماء قريبا.
لن أتحدث أكثر من ذلك عن محاربة الإرهاب بشقيه "تنظيم الدولة" و"بشار الأسد" فالحديث يطول.. لكن بحكم موقعي كرئيس تحرير الموقع الذي أصبح عالميا بفضل "فضح الإرهاب" كان يجب أن أدلي بشهادتي لتفنيد تهمة دعم الإرهاب عن دولة حاربته قدما دون أن "تمنن" العالم... على الأقل من خلال تجربتي.
بالنهاية أتمنى أن يعاد لمّ الشمل الخليجي.. لمحاربة الإرهاب الفعلي المتمثل بالأسد والبغدادي.
فتحي ابراهيم بيوض - رئيس التحرير
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية