أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إدلب.. مليونا مهجر قسرا من الحصار إلى مواجهة مصاعب الحياة الجديدة

عائلة من المهجرين - زمان الوصل

تحولت محافظة إدلب إلى قبلة للمهجرين قسرا من منازلهم في ريف دمشق وحي "الوعر" بحمص، جراء الاتفاقات الأخيرة التي تمت بين نظام الأسد وفصائل الثوار، وباتت تجمعا سكانيا هائلا من المدنيين والمعارضين لنظام الأسد، ضمن بقعة جغرافية في الشمال السوري.

وجراء الظروف الاجتماعية والمادية الصعبة، يعاني المهجرون من صعوبة تأمين المسكن والعمل، فضلا عن مشاكل التأقلم مع الوسط الاجتماعي الجديد الذي وجدوا أنفسهم فيه.

تجاوز عدد النازحين عتبة 2 مليون نسمة، معظمهم من أحياء العاصمة الجنوبية التي كان لها النسبة الأعلى في النزوح بسبب الدمار الواسع والمنهجي الذي طال تلك الأحياء، ومن مدينة "داريا" و"المعضمية" و"خان الشيح" وقرى "وادي بردى" و"الزبداني" وأحياء "القابون" و"برزة" و"تشرين" على نحو خاص، والتي تعتبر مناطق شبه خالية نتيجة محاصرتها من قبل قوات النظام واستهدافها بشكل مباشر.

في مخيم "الدرية" بريف مدينة "جسر الشغور" تجلس عشرات الأسر المهجرة من ريف دمشق مستسلمة لقدرها في ظروف معيشية قاسية، بعد أن أصبح من المستحيل البقاء في الحصار والقصف لوقت أطول، في ظل ضغط نظام الأسد وروسيا بهدف تهجيرهم نحو شمالي سوريا والسيطرة على مناطقهم ومنازلهم وأرزاقهم.

يقول "محمد ياسين" أحد الأهالي المهجرين من حي "تشرين" بدمشق إلى ريف إدلب، متحدثا عن رحلة التهجير: "خرجت وأسرتي من حي تشرين بدمشق، ولدى وصولنا إلى ريف إدلب استقبلنا المدنيون استقبالا حاراً، مع غياب أي منظمات إغاثية تقدم لنا شيئا، في حين استقبلنا أحد المدنيين في منزله لمدة يوم".

ويكمل بالقول: "بعد ذلك انتقلنا نحو بلدة "دركوش" بحثا عن منزل بالآجار، لكن أرخص منزل بغرفة ومنافعها بقيمة 200 دولار أمريكي، وأنا حالتي يرثى لها ولا أستطيع تحمل تكاليف هذا المبلغ الكبير من المال، وحتى المنزل المصنوع من اللبن أجرته بقيمة 50 دولار".

وحول فرص البحث عن عمل قال محمد: "أنا مصلحتي في الدهان والديكور، ولدى محاولتي الحصول على فرصة للعمل اكتشفت أن هذه الحرفة غير رائجة في الوقت الحالي، فالناس لم تعد تهتم بديكور المنزل بقدر اهتمامها بتأمين الطعام والشراب ومستلزمات الحياة اليومية، ما دفعني للذهاب إلى مخيمات النازحين، لأجلس في خيمة كما تراني الآن".

أما "أحمد الحسن" فهو من مهجر حي "برزة" الدمشقي، أشار إلى أنه يجلس مع ثلاثة عائلات في خيمة واحدة ضمن المخيم، مطالبا بالحصول على خيمة مستقلة لكل عائلة، مضيفا أن المنظمات الإغاثية قدمت معونات لدى وصولهم إدلب، ثم لم تعد تحضر إليهم شيئا سوى صناديق منظفات فقط.

ومع استمرار قطار التهجير بالمسير نحو الشمال السوري تزداد معاناة المهجرين يوما بعد يوم، وسط حلول إسعافية لا تقدم علاجا لهذا النزيف البشري الكبير والتغيير الديمغرافي المنظم الذي يتبعه نظام الأسد بحق السكان الأصليين للمدن السورية.

يوسف الحلبي - ادلب -زمان الوصل
(168)    هل أعجبتك المقالة (133)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي