كل من نزل إلى ملجأ "القزازين" بدمشق ليتابع عرض" المهاجران" للمرة الأولى ظن بأن الرجل الجالس على سرير قديم( يقرأ غير أبه بأحد) هو أحد المستشرقين الأجانب ليكتشف بغضون ثواني أن الرجل هو "سامر عمران" مخرج وأحد بطلي عرض "المهاجران" إلى جانب محمد أل رشي.
هذا العرض الذي أصر القائمون عليه أن يُقدم في ملجأ لحساسيته من جهة والحميمية الجمهور الذي التف حول الممثلان في صورة نادرة مسرحياً ليس في "سورية" فحسب بل في العالم أيضا.
المهاجران بنصه المكثف للكاتب البولوني "سوافومير مروجيك"، في ملجأ حي القزازين، ما بين دمشق القديمة والحديثة، في نسخة بالعامية ذات مقاس واحد بحيث تشعر أن "عمران" لم يستطع حذف كلمة واحدة منهافي هذا الإطار يقول معد النص "سامر عمران": «نحن قدمنا النص كما هو.. لم نغير فيه شيء.. أنا شخصياً ضد المونتاج في المسرح لا يمكنني حذف أي مشهد من أجل تقصير مدة المسرحية، لأن هناك شخصيات يجب أن تتطور أمام المتلقي لكي يتمكن من فهما ويصل إلى نتيجة..»
في نص "المهرجان" يقول الممثلان مدينتهما، ألامهما وبمغامرة محفوفة بالمخاطر ينفصل آل رشي وعمران عن الحالة المحيطة بهما ليطلقا العنان لقدرتهما على التماهي مع الشخصية.
نص عمران المترجم إلى اللهجة السورية لشخصيتين شديدتي التناقض بزمان يحدد بأنه أخر يوم بالسنة ومكان هو قبو صغير
هو نص مدمج بمصطلحات شتائم سوريّة بامتياز استطاع أن يخلق كمية كبيرة من الضحك وإن كانت الشتائم المتبادلة بين الطرفين ( البطلين ) تكررت في بعض الأحيان لغرض واحد هو الإضحاك طبعا دون أن يفقد ذلك قيمة النص وفرادته
حالة متفردة بالمسرح السوري وربما العالمي أيضا تلك التي قدمها عمران وأل رشي بملجأ يستخدم فقط في حالات الحروب والكوارث، أعد بشكل ممتاز من قبل فريق ديكور خاص حتى الأصوات والموسيقى دخلت العرض بسلاسة قل نظيرها لكن التركيز الشديد الذي منحه جمهور عرض المهاجران خصوصا عند الحوار الطويل على ضوء الشمعة نفذ قبل نهاية العرض بدقائق حيث لم يعتد جمهورنا على هذا النوع من التركيز ومن العرض عن هذه النقطة يتحدث عمران فيقول: «النص ذهني للغاية ويتناول الكثير من الإشكاليات في حياتنا، وتحويله إلى نص من لحم ودم كان من المسائل المعقدة..نحن حاولنا تكثيف نموذج للحياة الإنسانية على مدى الساعتين والنصف، وهذا النوع من الأداء لا يمكن تقديمه على خشبة المسرح لذلك استفدنا من خصائص المكان إلى الحد الأقصى..»
ويضيف «نحن قدمنا النص كما هو.. لم نغير فيه شيء.. أنا شخصياً ضد المونتاج في المسرح لا يمكنني حذف أي مشهد من أجل تقصير مدة المسرحية، لأن هناك شخصيات يجب أن تتطور أمام المتلقي لكي يتمكن من فهما ويصل إلى نتيجة..»
عن الكاتب" سوافومير مروجيك" كاتب بولوني ولد في ثلاثينيات القرن الماضي
ونشأ في مدينة "كراكوف" عاصمة الثقافة البولونية، هرب من بلاده في فترة الحرب الباردة و كتب نص "المهاجران" في تلك المرحلة.. "مروجيك" تأثر في مرحلة من حياته بكتاب مسرح العبث ويشتهر لدى البولونيين بتقديم الكوميديا السوداء.
مسرحية المهاجران تمثيل سامر عمران ومحمد أل رشي
النص: سوافومير مروجيك
إخراج: سامر عمران
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية