فواز الأخرس.. مخلص سوريا ومنارتها؟*

فواز الأخرس قام.. حقاً قام، وفي دمشق هذه المرة، ليبيع للسوريين عظات وحكما وإرشادات، ويدلهم على الطريق القويم والحل المخلص، لكل ما كساهم خلال حرب صهره القائد بشار الأسد، على الشعب والثورة.

وليكتمل "النقل بالزعرور" كما يقول السوريون بأمثالهم، وقفت المستشارة بثينية شعبان، إلى جانب فواز الأخرس، فبديا كما قال الأخطل مرة "فسبحان من جمع النيريّن".

وليأخذ المؤتمر برعاية "شعبان والأخرس" بعداً استراتيجياً، اختارا له "الحرب في سورية وتداعياتها وآفاقها" عنواناً، وصراحة لا أعلم كيف مرر القائد الفذ هذا العنوان، أي الحرب في سوريا وليس على سوريا، لتناسب مع المقولة التي رفعها النظام الوريث، منذ انطلقت الثورة، بأن ثمة حربا كونية على سوريا، تستهدفه وربما زرقة عينيه وحكمه العلماني الديمقراطي...إذ وكما تعرفون، الرجل مستهدف ولا يتناسب والعالم بأسره، استمرار حكم هذا الشاب كي لا يعري حكم الشمال ويكشف زيف الديمقراطية.

قصارى القول: نظم فواز الأخرس، بصفته الاعتبارية، رئيس الجمعية السورية البريطانية مؤتمر "الحرب في سورية ..تداعياتها وآفاقها" ليناقش ويبحث ويجد الحلول للسوريين وواقعهم المعيشي، طبعاً في ظل الحرب الإرهابية التي يتعرض لها الشعب السوري "هكذا ورد بمبررات المؤتمر وعقده".

وجاء في الأسباب الموجبة للمؤتمر، أن الهدف إعادة بناء الاقتصاد السوري واسترجاع المستوى المعيشي لجميع السوريين ضمن عدة محاور هي الدعائم الأساسية لإعادة بناء الاقتصاد السوري ورفع القيود عنه وتقييم السياسات النقدية والمالية خلال السنوات الماضية والمتطلبات المستعجلة لإعادة النهوض بالقطاع الصناعي السوري والمعامل المنهوبة والمدمرة نتيجة الاعتداءات الإرهابية والحالة العامة للصناعة السورية.

بيد أن مالم يعلن، وهو ما نعتقده الأهم، وتم بحثه أو التنسيق له على الأقل، هو إعادة إعمار سورية، وتأمين حصص للسيد الأخرس ومن وعدهم ببريطانيا والدول الأوروبية، بحصص من كعكة خراب سوريا، ونبش الأخرس والجوقة المرافقة، بالقطاعات الأكثر تضرراً وربحاً بآن، لكنه عرف حدوده ولم يأت على حصص روسيا وإيران، إن بالنفط أو الغاز أو الاتصالات، بل مد الرجل الصالح يده على قطاعات الصناعة والتعليم والزراعة.

ولم يفت الدكتور الأخرس، أن يوجه التعليمات على شكل نصائح وتوصيات، لما يتعلق بالتضخم النقدي وسياسة المصرف المركزي لضبط سعر الليرة، وجاء بوزراء المال والصناعة والاقتصاد، كشهود زور، يصدقون للأخرس ويثنون على حلوله العبقرية التي ستنهض بالبلاد والاقتصاد، ربما قبل أن تحط طائرته بلندن.

وليأخذ المؤتمر وتوصياته صفة "الملزم" ولا يخامر الأخرس ومن يتكلم باسمهم، أو الذين أرسلوه ليمهد لاحتلال سوريا اقتصاديا ووضع الشعب ومقدراته بموقع الارتهان لعقود، قال رئيس وزراء الأسد، عماد خميس ومنذ افتتاح المؤتمر الذي اختتم بدمشق أمس "انّ ما ينجم عن المؤتمر سيكون محط اهتمام الحكومة وضمن برامج عملها".

نهاية القول: ثمة أسئلة كثيرة تتوثب على الشفاه، من قبيل، لماذا الآن يا أستاذ أخرس وبعد ست سنين لم يبق صهرك قطاعاً إلا وهدمه لتنوف تكاليف الحرب على الثورة، أكلاف الحرب العالمية الثانية.

ماهي الصفقات التي فاضت عن التكالب الروسي والإيراني على ثروات السوريين، وتريد حجزها للدول الديمقراطية والمؤسسات المانحة، لتضمن، أن تحصل على وعود ببقاء صهرك الوريث؟!.

ولعل الأهم، بأي صفة يأتي رئيس الجمعية السورية البريطانية اليوم، وهو من شركاء قتل السوريين وأملهم، ليوزع المعرفة وينثر الحلول الملصة، رغم أن ما قاله بات من البدهيات لأي سوري، بمن فيهم المهجرون في المخيمات؟

وأسئلة وأوجاع أخرى كثيرة، نكأها مؤتمر الأخرس شعبان، واللذين غاب عن خلدهما، أو حاولا القفز عليه، أن السبب والمسبب لكل ما حلّ بسوريا، هو الوريث القاصر، ولن يأتي أي حل إلا برحيله ومثوله وآله وصحبه، أمام المحاكم ليقتص السوريون من قاتلي حاضرهم ومستقبلهم..وبعد ذاك تأتي الحلول ودونما مؤتمرات يقودها الخرسان ويحضرها الطرشان.