بدأ شهر رمضان اليوم السبت في معظم الدول العربية والإسلامية وسط دوامة عنف مازالت مستمرة، لاسيما في سوريا، حيث يندر أن يمر يوم دون ضحايا في بلد صار مسرحا دمويا تحت ضربات قوات الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، فضلا عن قوات التحالف الدولي التي قتلت، حسب اعترافها نحو 3500 مدني في سوريا والعراق.
كما شهدت بلدان إسلامية أخرى أحداث عنف مع بداية الشهر الفضيل، وسط مصاعب اقتصادية خصوصا في منطقة الشرق الأوسط.
ففي أفغانستان، بدا رمضان بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة أعلنت طالبان المسؤولية عنه واستهدف ميليشيا تمولها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) على ما يبدو ما أوقع 13 قتيلا مدنيا وعسكريا في خوست، شرق البلاد.
في ليبيا، تزامنت بداية رمضان مع تجدد المعارك في طرابلس، حيث حاولت جماعات متنافسة الجمعة التمركز في وسط المدينة.
وقد أشارت السلطات إلى مقتل 28 شخصا في حين أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا سقوط 52 قتيلا.
واعتبرت حكومة الوفاق الوطني ان المعارك وسقوط قتلى "هدية الجماعات المسلحة للمواطنين خلال شهر رمضان".
وبالنسبة لسكان غرب الموصل، لا يشكل رمضان فترة استراحة بعيدا عن المعارك مع إعلان القوات العراقية أنها بدأت السبت تزامنا مع أول أيام الصوم هجوما واسع النطاق على أحياء لا يزال يسيطر عليها الجهاديون من تنظيم الدولة الإسلامية.
في اليمن، لم يتمكن مبعوث الامم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد من إقناع المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية بفكرة فرض هدنة في المعارك خلال رمضان.
ويدفع المدنيون ثمنا باهظا بحيث يعيش 19 مليون نسمة، أو 60% من السكان في حالة من انعدام الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة.
*عنف في مصر
وفي بداية شهر رمضان أيضا، ضرب العنف الأقباط في مصر حيث أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن قتل 29 من الأقباط المسيحيين في المنيا.
وألغى مفتي مصر، شوقي علام، الجمعة مراسم الاحتفال المرافقة للمراقبة السنوية للقمر للإعلان عن بداية شهر رمضان.
وكتب نبيل حكيم، وهو قبطي مصري يعيش في الولايات المتحدة على صفحته في فيسبوك "رغم الحزن والدموع في عيني، ما زلت أتمنى لجميع أصدقائي المسلمين رمضانا سعيدا".
من جهته، أعرب الممثل عباس أبو الحسن عن الأسف لأن الدولة "لم توقف احتراما للضحايا" المسلسلات التي تغزو الشاشات خلال شهر رمضان.
وفي السودان، يستقبل المسلمون رمضان هذا العام في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية ما يؤثر على عاداتهم المرتبطة بالشهر.
وقال إيهاب عمر وهو محام إن "ارتفاع درجة الحرارة مع الصوم يؤدي إلى قلة الحركة إلا عند الضرورة القصوى.
وتشهد المواد الغذائية ارتفاعا غير مسبوق مقارنة بأسعارها قبل رمضان.
من جهته، تمنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب "رمضانا سعيدا لجميع المسلمين" داعيا إلى نبذ العنف الذي تروج له قوى التطرف والعمل من أجل السلام، في بيان صدر الجمعة.
في خطاب وجهه إلى السعوديين والمسلمين بشكل عام ونشرته السبت وسائل الإعلام قال الملك سلمان بن عبد العزيز إن الإسلام "دين الرحمة والاعتدال والتعايش السلمي".
وفي تونس، قال الرئيس الباجي قائد السبسي ليلة الجمعة على شاشة التلفزيون إن السلطات تبذل "جهودا خاصة" للحد من ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية خلال رمضان، مشيرا إلى أن "القوة الشرائية منخفضة قليلا".
وفي وسط مدينة تونس، كما في كل رمضان، غطت بعض المقاهي واجهاتها الزجاجية بالصحف للسماح لغير الصائمين بتناول القهوة والتدخين بعيدا عن الأنظار.
في إندونيسيا، البلد الذي يسكنه أكبر عدد من المسلمين في العالم، دمرت السلطات الآلاف من زجاجات المشروبات الروحية تذكيرا بأن استهلاك الكحول يعارض مبادئ الإسلام.
ويتصادف رمضان الحالي مع فترة من أطول الأيام مع درجات حرارة مرتفعة جدا في معظم الدول الإسلامية.
وينتهي في 25 أو 26 حزيران/يونيو، تبعا للبلد المعني.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية