ليس مفاجئاً أن تصحو قوى الممانعة متأخرة، فهي هكذا تمانع في الصفوف الأخيرة، وتقف في أول (العراضة) في الهتافات والاحتفالات، ولكن ما سر الصحوة التي بدأت من قناة "الميادين" الآن للحديث عن جدوى وجود الصواريخ الروسية "s300" التي جاءت بها روسيا لمنع أي عدوان أمريكي أولاً وتركي ثانياً على الأراضي السورية كما تقول "الميادين".
القناة الناطقة باسم محور المقاومة وتوالي إيران منهجاً وعقيدة ترى في الهجوم الأخير الأمريكي على ميليشيات إيران الحليفة للأسد المتوجهة إلى التنف مفصلاً خطيراً يتطلب السؤال عن الهدف من صواريخ روسيا الدفاعية ودورها.
تقول "الميادين": (لماذا أرسلت روسيا صواريخها إلى سوريا إذا كان سيتم التحفّظ عليها في المخازن؟ وكيف تشعر روسيا عقب كل عدوان أميركي يتحدّى دفاعها عن الأرض السورية؟ هناك خلل كبير يتميّز بتردّد روسيا في اتخاذ قرارات يمكن أن تمسّ الأميركيين).
"الميادين" تتوقف أيضاً عند ما تسميه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية وعلى القواعد العسكرية التي جاءت صواريخ روسيا لحمايتها، وأن هذه الهجمات تمت مرات خارج السماء السورية ومرات من داخلها ولم تتحرك الصواريخ الروسية التي هي تحت إمرة القوات السورية وتقصد "s 200" لوقف هذا العدوان.
أيضاً كان للأتراك ضربات خجولة على الميليشيات الكردية وعلى مواقع للجيش السوري، وسمحت روسيا (حسب الميادين) للجيش التركي بالسيطرة على أراضٍ سورية والبقاء فيها وبالوقت نفسه تطلب من السوريين ضبط النفس؟.
تستغرب "الميادين" عدم الرد على اعتداءات أمريكا على مطارات عسكرية سورية آخرها مطارا "الشعيرات" ودير الزور دون أن تتحرك الصواريخ الروسية للجم هذا العدوان.
"الميادين" ترى في أن هذا الصبر والحكمة يصلان إلى الجبن أمام العدوان الأمريكي: (لكن الأميركيين لا يتردّدون في العدوان، وسيستمرون في عدوانهم ما داموا مطمئنين أن أحداً لن يتصدّى لهم. مطلوب ألا تتحوّل الشجاعة إلى تهور، وألا تتحوّل المخاوف إلى جبن).
في نهاية مقالها يوم أمس تسأل "الميادين" بلسان محور الممانعة عن معنى الدور الروسي في المنطقة، وعن المطلوب من قوى الممانعة، وعن معنى السيادة السورية، وأن أدوراً تتقاسمها الدور التي تسيطر على المشهد السوري بما فيها روسيا تجعل من ها البلد حلبة نفوذ وتقاسم.
تسأل "الميادين" أخيراً: (هل تخضع سوريا الآن للتقاسم بين القوتين العظميين؟ روسيا سمحت لتركيا بغزو الأراضي السورية، وجيشها ما يزال موجوداً في شمال سوريا حتى الآن، وهي تطالب الجيش السوري بضبط النفس، وأميركا موجودة في الشمال والشرق السوريين من خلال الكرد، وتحول دون اندفاع الجيش السوري صوب الرقة).
محور الممانعة يسأل على لسان قناته: (نريد أن نفهم اللعبة التي تتغذّى على السيادة السورية، وتحوّل كل الأطراف السورية إلى مجرّد دمى تقبل ما يُخطّط لها).
صحوة متأخرة كالعادة لأطراف الممانعة، وأسئلة غبية عن أدوارهم في لعبة تدمير سورية التي ساهموا بها بميليشياتهم وراياتهم السوداء، أما الحقيقة فهي أنهم لاعبون صغار لأهداف حاقدة ضمن لعبة أممية كبرى.
*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية