أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"حوقلة" للسمعيات والبصريات.. حسين الزعبي*

صورة تعبيرية - جيتي

أحد الأصدقاء السوريين وهو مقدم برامج في فضائية عربية، ونتيجة لخلافه مع إدارتها، تقدم للعمل في فضائية سورية معارضة، أمتنع عن ذكر اسمها، ولكنه اسم من وحي "الزوايا الصوفية" "وإيدك شيخي"، ولازمة "جزيت خيرا" قبل البرنامج وبعده وفي منتصفه وكذلك خلال الفواصل الإعلانية.

الصديق له من الكفاءة والخبرة ما يفوق بها أمهر الكفاءات المتوفرة في هذه القناة التي لا يراها سوى الممولين وبعض مريديهم ومحبيهم في الله وزوجاتهم وصديقات زوجاتهم، وربما بعض جيرانهم.

تقدم صاحبنا بسيرته الذاتية –مضطراً- إلى هذه القناة عن طريق صديق له يعمل بها، ووعده بأن يوصلها للإدارة المسؤولة عن التعيين وأنه سيبذل قصارى جهده في دعم ملفه، خصوصا وأن هذه القناة برأي الصديق –الواسطة- بحاجة للكفاءات.

عندما تأخر الرد عرف الرجل بأن ملفه لم يقبل، معتقداً أن السبب في ذلك هو أزمات التمويل، أو ربما لأن الدورة البرامجية مكتملة وبانتظار الدورة المقبلة. 

جاء الرد أخيراً من الصديق الواسطة مبدياً اعتذاره لعدم قدرته على إنجاز المهمة، فبادره صاحبنا بأن هون عليك يا رجل هذا أمر اعتيادي وسوق العمل يتم فيه القبول والرفض، ولكنه سأله عن السبب غير المعلن للرفض، فكان الجواب أنهم يريدون مقدم برامج يخرج من "رحم القناة"، فوجئ صاحبنا بالجواب فهذه لم يسبق له أن سمعها، خصوصا وأن رحم هذه القناة لم يبلغ سن الرشد بعد ناهيك عن "ولادة الإبداع".

الحقيقة التي أدركها صاحبنا وواسطته هي أن هذه المؤسسة تعتمد مسألة الولاءات قبل الكفاءات، والولاء هنا ليس بمفهومه العام الذي قد تشترطه ضمنيا أي مؤسسة لقبول العاملين لديها، بل يذهب لما هو أضيق من ذلك بكثير، ولعله أضيق من قدرة المؤسسات الإسلاموية على فهم ما يجري من حولها والتعاطي معه بشكل يمكنها من وقف الخراب الذي أحدثته مع نظام الأسد في الساحة السورية برمتها.

وحتى لا يداهمنا أحد المريدين أؤكد أن للوريث القاصر ولأبيه من قبله الحصة الأكبر في الدمار الشامل الذي نعيشه أما باقي الحصص فتتوزع على الجميع.

أخيرا.. مفهوم الولاءات على حساب الكفاءات، قد ينجح نسبيا في مهنة السمان والخضري والمحاسبة مع فائق الاحترام لكل المهن، لكنه حتما سيفشل في الإعلام وسيكون الفشل ذريعا إذا كان هذا الإعلام تلفزيونيا.. فالخبر لا يبدأ ببسملة ولا ينتهي بحوقلة والتقرير لا يختتم بأواخر سورة الكهف.

*من كتاب "زمان الوصل"
(196)    هل أعجبتك المقالة (182)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي