أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أكد أن الإسرائيليين والفلسطينيين توصلوا لتفاهمات جوهرية

بيلين لـ«العرب»: إسرائيل مستعدة للتنازل عن القدس والحرم الشريف

أكد الوزير الإسرائيلي السابق، النائب يوسي بيلين المستقيل من الكنيست أن عدم شجاعة القيادة الإسرائيلية والفلسطينية وحماقة الدور الأميركي قد أفشلت المسيرة السياسية وجعلت مداولات آنابوليس عقيمة.
وكشف بيلين أحد أبرز المبادرين لمذكرة جنيف في حديث لـ «العرب» أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني توصلا داخل «الغرف المغلقة» إلى تفاهمات حول قضايا جوهرية منها الحدود والقدس مشيرا لاستعداد إسرائيل الانسحاب منها بما في لك الحرم القدسي الشريف.
وأوضح بيلين أنه اعتزل السياسة بعدما فشلت تسيبي ليفني بتشكيل الحكومة، وزوال الفرصة للانضمام لها كوزير قضاء، وأكد احتفاظه بقدرته على مواصلة التأثير على مجريات الأمور السياسية من خارج البرلمان مثلما فعل بمساهمته في وضع مذكرة جنيف.
كما وجه انتقادات للساسة الإسرائيليين الذين لا يقرنون أقوالهم عن السلام والتنازلات بالأفعال على الأرض ولام السلطة الفلسطينية على قبولها بالمماطلة والدخول بمسار تفاوضي مهلهل وغير مقيد بجدول زمني، وهذا نص الحوار:


 إلى أين ذاهب يوسي بيلين؟
- أقوم هذه الأيام بتأسيس وزارة خارجية «خاصة» تستقطب دبلوماسيين سابقين تنشط في مجال الأعمال الدولية وشؤون أخرى لا تعنى بها وزارة الخارجية الإسرائيلية خارج البلاد وأرجو بذلك أن أحقق حلما طالما راودني».
 لماذا فشلت مسيرة أنابوليس على غرار أوسلو؟
- فشل أنابوليس في تحقيق أهدافه المعلنة بسبب مواقف إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي لم تستغل الوقت المتاح في العام الأخير، أما البيت الأبيض فارتكب خطأ فادحا في عدم تكريس مبعوث خاص لمتابعة قرارات المؤتمر نحو إخراجها لحيز التنفيذ.
ولماذا تضع السلطة الوطنية في خانة اللوم سوية مع إسرائيل؟
- أوجه اللوم للسلطة الفلسطينية على انتظارها الطويل وهدرها وقتا كبيرا وعدم إصرارها على عقد لقاءات ومداولات متواصلة في مكان معين حتى التوصل لنتائج.
 وكيف تقرأ موقف السلطة الوطنية الذي تشير له؟
- يعود تلكؤ السلطة الوطنية للتوترات الفلسطينية الداخلية الناجمة عن الخلاف مع حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تصعب إجراء مفاوضات على نسق مفاوضات أوسلو، كان على السلطة الوطنية الإصرار على ضبط المداولات بعد أنابوليس بدلا من إبقائها مهلهلة ومفتوحة.
 ولكن المسيرة السياسية قتلت يوم أنهت الرصاصات الثلاث حياة اسحق رابين؟
- كانت هذه ستنجز حقائق على الأرض في1999 لولا عملية الاغتيال.
 هل فاجأك خطاب رئيس الوزراء إيهود أولمرت حول ضرورة التنازل عن الأراضي المحتلة من أجل التسوية؟
- لا لم تفاجئني تصريحات أولمرت فهو يكررها بشكل مكثف بالآونة الأخيرة لكنها أغاظتني لأنها لا تتطابق مع الأفعال وإلا فلماذا يبقى الوضع بيننا وبين الفلسطينيين على حاله، تفرحني الحقيقة أن أولمرت بات يقتنع بأفكاري لكن يقلقني عدم مبادرتها لتطبيقها.
 ولماذا برأيك يصرح أولمرت بهذه المواقف فقط بعد استقالته وإبقائها أقولا لا أفعال؟
- يدلي أولمرت بهذه المواقف الآن بعدما بات متحررا من الالتزامات ويبدو أنه تطلع لترك وصية سياسية على الأقل وربما هذا هو الضعف الكبير أو إيمانه بقوة الكلمات.
 ولماذا هاجمت تسيبي ليفني تصريحات أولمرت وهما ينتميان لحزب واحد فهل هي مختلفة عنه سياسيا أم أنها تخفي مواقفها الحقيقية لاعتبارات انتخابية اليوم؟
- ربما تخفي ليفني أفكارها بهذه المرحلة لكنني لا أستحسن ذلك.
 هل يثبت هذا الوضع المقولة بأن إسرائيل تملك سياسة داخلية وتعدم سياسات خارجية بسبب الاعتبارات الانتخابية كما قال وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر؟
أنا متشكك حيال مواقف ليفني الحقيقية فهي تغيرت منذ غادرت الليكود ولكن من غير المعقول ألا تكافح من أجل تطبيق رؤيتها ولا يعقل أن تبدي هذا القدر من الحذر بدوافع سياسية انتخابية مرتبطة برغبتها المحافظة على احتمالات انتخابها لرئاسة الحكومة وبقائها في السلطة.
 وما هي احتمالات تقدم المسيرة السياسية في حال فوز كاديما في ضوء التوقعات بفوز كتل اليمين بأغلبية المقاعد؟
- في كاديما تيار يتبنى أفكارنا كالوزير مقابل تيار متشدد لكننا نرجو أن يتمكن هذا الحزب مع حزبي العمل وميرتس من تشكيل حكومة وسط يسار يدعمها النواب العرب من خارج الائتلاف.
 ولكن هناك مقولة بأن اليمين فقط هو القادر على توقيع اتفاقات مع العرب، وعلى إنجاز أفكار اليسار السلامية؟
- لا هذا ليس قانونا بل حصل فقط حينما وقعت إسرائيل ومصر اتفاقية كامب ديفد واليمين ذاته قام بعدة حروب لا حاجة لها كحرب لبنان الثانية، إن المراهنة على اليمين لعبة خطيرة وغالية الثمن ولا أرى أي تقدم بالمسيرة السياسية في حال فاز اليمين برئاسة بنيامين نتانياهو.
 كل استطلاعات الرأي المتتالية تمنح قوى اليمين أغلبية في الكنيست القادمة؟
- لا.. استطلاعات الرأي المعلنة وغير المعلنة تفيد بوجود حالة تعادل بين اليمين واليسار اليوم وحتى الانتخابات يمكن لأحداث كثيرة أن تقع.
 وكيف ترى مستقبل المسيرة السياسية في ظل التحولات الحاصلة والمتوقعة في الولايات المتحدة وإسرائيل والحلبة الفلسطينية؟
- لست متشائما جدا ولكن المهمة صعبة.
 ولكن الرئيسين أولمرت وعباس أكدا عدة مرات دنو الطرفين من الاتفاق أكثر مما كان في الماضي بكثير؟
- صحيح ولكن القيادات تعدم الشجاعة المطلوبة لتحويل تصريحاتهم المتكررة هذه لاتفاقية موقعة فوفق معلوماتي أنجز الطرفان في الغرف المغلقة تقدما قلص الهوة بين المواقف بشكل جدي جدا خاصة في قضية الأرض حيث اتفقا على إنهاء الاحتلال والانسحاب لحدود الرابع من يونيو 1967 مع تعديل بعض الحدود.
 وماذا مع القدس؟
- موضوع القدس يبدو صعبا ولكن هناك اتفاقا على تبعية الأحياء العربية للسيادة الفلسطينية والأحياء اليهودية للسيادة الإسرائيلية.
 هل يعني ذلك موافقة الطرف الإسرائيلي على الانسحاب من حوض الحرم القدسي أيضا؟
- نعم هذا يشمل الحوض المقدس.
 وكيف سوى موضوع حق العودة بين الطرفين؟
- لم أطلع على تفاصيل هذه القضية الحساسة والأصعب من بين قضايا الحل النهائي، ولكن الفارق بين مواقف الطرفين أقل مما كان عليه يوم تفاوضنا في طابا بآخر أيام حكومة براك عام 2001.
 وماذا كانت تفاهماتكم في طابا بشأن قضية اللاجئين؟
- وقتها لم نتفق على معايير بل على أرقام لكنني غير معني بالكشف عنها لحساسية وتبعات ذلك على المداولات الجارية اليوم لكن اكتفي بالقول إن الهوة بين مواقف الجانبين حينذاك كانت أكبر.
 وهل ترى السبيل لاختراق الطريق المسدود في المفاوضات؟
- لابد لإسرائيل أن تتوصل لاتفاق مع السلطة الفلسطينية دون انتظار تسوية الخلاف الفلسطيني الداخلي.
 وهل يمكن ذلك بدون حركة حماس؟
- من الممنوع إرجاء المساعي وصولا للاتفاق ريثما تسوي السلطة الوطنية خلافاتها مع حماس، فالاتفاق أولا هو المطلوب ثم على ماذا نتفاوض معها.. ولا تنسى أننا نفاوض منظمة التحرير الفلسطينية، والحل برأيي يكمن بالتوصل لتسوية حول الضفة الغربية بدون غزة وحماس حاليا.
 ولكن ربما يختار الشعب الفلسطيني قيادة بديلة للسلطة الوطنية الحالية؟
- هذا محزن فالرئيس عباس براغماتي ويمكن التوصل لتسوية معه ولابد من استغلال كل لحظة في فترة حكم الرئيس عباس لكونه معتدلا.
 وهل تقبل إسرائيل بالمبادرة العربية؟-
المبادرة العربية خطوة هامة وعلامة فارقة في تاريخ علاقاتنا مع العرب ولابد من قبولها والعمل بها دون التنازل عن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين وأعتقد أن إسرائيل ستقبلها.
 وكيف تقيم الدور الأميركي في كل ذلك؟
- كان الدور الأميركي بهذا الخصوص غير ناجع بل مضرا منذ البداية فما المعنى أن تصر واشنطن على إجراء انتخابات بمشاركة حماس دون قبولها اتفاقات أوسلو، واشنطن لم تقم بأي شيء نافع يغير في المسيرة السياسية العاقر، بل إن مدة حكم الرئيس جورج بوش شكلت مصيبة واحدة كبيرة للمنطقة.

العرب القطرية
(92)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي