فقط في سوريا الأسد وبالأرقام الرسمية.. "لوبين" اكتسحت "ماكرون"

في كشف أشبه بالمفاجأة وما هو بمفاجأة، أظهرت أرقام رسمية أن البلد الوحيد الذي تفوقت فيه مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف "مارين لوبين على منافسها "إيمانويل ماكرون".. كان "سوريا الأسد"، وبنسبة معاكسة تماما للنسبة العامة (65% لماكرون و35% للوبين)، حيث حصلت "لوبين" في سوريا على قرابة 65% من مجمل الأصوات، بينما حصد "ماكرون" نحو 35%.

الأرقام التي نشرتها الخارجية الفرنسية، واطلعت عليها "زمان الوصل"، بيّنت أن مجمل من صوتوا في الانتخابات الفرنسية من المقيمين في سوريا هم 14 شخص فقط، من أصل 807 أشخاص تم قيدهم ضمن لوائح من يحق لهم الانتخاب، وبنسبة تمثل 1.8%.

ولعل انخفاض عدد المصوتين يعود إلى أن غالبية حملة الجنسية الفرنسية، من ذوي الأصول السورية أو الفرنسية قد هجروا سوريا، واتجهوا إلى فرنسا خلال سنوات القمع الأخيرة، وهو أمر ملموس هنا حيث عاد بعض السوريين (حاملي الجنسية الفرنسية) إلى فرنسا بعد غيابهم عنها عقودا وبرفقة عائلاتهم، هربا من الأوضاع المزرية في سوريا.

تفوق "لوبين" المتطرفة على "ماكرون" في سوريا الأسد، جعلها البلد الوحيد في العالم من بين 148 بلدا تم فيها افتتاح مراكز اقتراع، وهو ما أعطى النتيجة بعدا إضافيا رغم ضآلة عدد المنتخبين، وجعله يرسخ في الأذهان قضية التشابه وربما التطابق بين "لوبين" و"بشار الأسد"، في طروحاتهما الإقصائية والاجتثاثية، تارة بدعوى محاربة "الأصولية" وفق "لوبين" وأخرى بدعوى مكافحة "الإرهاب" لدى "بشار".

اللافت أن النسبة التي حصدتها "لوبين" لمن انتخبوها في حضن بشار لم تدانها أي نسبة أخرى في العالم، حيث إن ثاني أعلى نسبة تقل عنها بـ21% ( جيبوتي 43.2%)، لكن اللافت أكثر أن بلدا مثل لبنان الذي زارته "لوبين" مؤخرا وسوقت فيها لأطروحاتها لم يعطها الناخبون فيها سوى 31 % من أصواتهم، فيما أعطى كل من صوتوا في ليبيا أصواتهم لـ"ماكرون" وبنسبة 100%، رغم أن عدد المصوتين هو 16 فقط (يقارب عدد المصوتين في سوريا).

وتقول الأرقام الرسمية أن عدد حملة الجنسية الفرنسية المسجلين على قوائم الاقتراع خارج فرنسا قارب 1.3 مليون شخص، حصل "ماكرون" على 89.3% من أصواتهم مقابل 10.7 لـ"لوبين"، ما جعل الحالة التي سجلتها الأخيرة في "سوريا الأسد" تزداد استثنائية على استثنائيتها.

تفاصيل نسبة التصويت