أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عبر الداعية "النابلسي" وتحقيقات "زمان الوصل".. سوريا تحضر في المناظرة الرئاسية الفرنسية الكبرى

استهلكت المناظرة الرئاسية نحو ساعتين ونصف من الزمن - جيتي

كادت المناظرة الفرنسية الحاسمة بين المرشحين الرئاسيين "إيمانويل مكرون" و"مارين لوبن".. كادت أن تكون في بعض مفاصلها مناظرة حول الشأن السوري، أو هكذا بدت لوهلات عندما أتى الأمر إلى مناقشة ملف "الأمن والإرهاب" بوصفه الملف الأكثر حرجا وعزفا على أوتار الناخب الفرنسي.

فبعد انقضاء الحديث عن الملف الاقتصادي الذي لا يتقدمه أي شيء بالنسبة للفرنسيين، تم الانتقال مباشرة إلى عرض "ماكرون" و"لوبان" برنامجهما فيما يخص "الأمن ومكافحة الإرهاب"، حيث دافعت "لوبان" بشراستها المعهودة عن أهدافها المتمثلة بمحاربة ما تسميه "الأصولية الإسلامية"، مركزة على اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF)، وهو المؤسسة الإسلامية الجامعة.

"لوبين" وصفت "UOIF" بأنه جمعية متطرفة تدعم من يعبرون عن كراهيتهم لليهود والمثليين، داعية إلى إقفال "المساجد الأصولية" وطرد "الأصوليين الإسلاميين" بالذات (لم تسم غيرهم من الأصوليين)، 
وذهبت "لوبين" إلى حد القول بأن "UOIF" هو جمعية إسلامية متطرفة تدعم "ماكرون"، وتتولى استضافة ودعم جميع الشخصيات التي "تدعو إلى كراهية اليهود والمثليين والكفار"، مخاطبة "ماكرون": "أنت تخادعنا أنت بين أيديهم (الأصوليين)".

من جهته رد "ماكرون" مذكرة مناظرته بأنها تدعي محاربة التطرف لكنها لم تصوت على التشريعات الأوروبية التي تهدف لذلك عندما حل موعد التصويت عليها في البرلمان الأوروبي، متعهدا في نفس الوقت بأن تكون محاربة الإرهاب على رأس أولوياته، وبحظر "UOIF" إذا ما صدر عنه نشاط أو تصريح أو دعا أشخاصا تعارض طروحاتهم "قوانين الجمهورية" الفرنسية.

ووجه "ماكرون" الدعوة إلى مناظرته إن كان لديها شيء ضد "UOIF" أن تتقدم بشكوى رسمية ضدهم، ليتم اتخاذ الإجراء المناسب بحقهم، لكن "لوبين" قاطعت مناظرها متحدثة عن الداعية السوري "راتب النابلسي" الذي كان حاضرا إحدى مؤتمرات " UOIF" في 2016، وطالب بـ"إعدام المثليين" حسب تعبير المرشحة الفرنسية.

ولكن الحديث عن الأمور المرتبطة بسوريا لم ينته هذا الحد، إذ تطرق "ماكرون" في صلب نقاشه المحتدم مع منافسته إلى ارتباطات تنظيم "الدولة" بكبرى الشركات الفرنسية وعملاق إنتاج الإسمنت في العالم "لافارج"، وهو انفراد وسبق حققته جريدة "زمان الوصل"، وضجت به صحف العالم لاحقا، كما ضج به الرأي العام الفرنسي إلى درجة دفعت "لافارج" لفتح تحقيق داخلي أفضى إلى الاعتراف بحقيقة جاء في تحقيقات "زمان الوصل"، وتنحي رئيس المجموعة العملاقة عن منصبه مؤخرا.

واستهلكت المناظرة الرئاسية نحو ساعتين ونصف من الزمن، تم تخصيص نصف ساعة تقريبا منها للخوض في ملف "الأمن والإرهاب"، حيث يحاول كلا المرشحين أن الفوز بكرسي الرئاسة الفرنسية صعودا على سلم كل "درجاته" تعد ثانوية، باستثناء "درجتي" الاقتصاد والإرهاب، علما أن "لوبين" حلت ثانية خلف "ماكرون" في الجولة الأولى بفارق بسيط، لتصعد معه إلى الجولة الحاسمة يوم الأحد القادم.


إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي