أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لا تخرجوا الناس عن دينهم.. حسين الزعبي*

أرشيف

تؤكد الأحداث الجارية في الغوطة الشرقية، وغيرها الكثير من الأحداث التي سبقتها على امتداد الجغرافية السورية أن لا أحدا يسيء لمشاريع وتشكيلات وفصائل الإسلام السياسي أكثر من أصحاب هذه المشاريع والتشكيلات أنفسهم.

وإن كان لليسار السياسي العربي ميوعة التنظير والموقف فللمشاريع "الإسلاموية" التي ابتليت بها المنطقة وسوريا تحديدا في سنين ثورتها ميزة الجرأة على سفك الدم والقسوة المضاعفة والتمترس خلف القناعات والمصالح عندما يكون الصراع بينها وبين تشكيلات من الطينة نفسها. 

وفي هذه المعمعة وبين طرفي الصراع تُهدر وتضيع دماء الأبرياء وبطبيعة الحال يطول عمر الطاغية.

ستة اعوام مرت على ثورة السوريين، ومنذ أن دخلت طورها المسلح والناس الذين دفعوا ثمن بطش وإجرام النظام موتا واعتقالا وتهجيرا يتضرعون إلى الله أن يوجد تشكيل عسكري يجمع شتات البندقية التي يفترض أنها في مواجهة النظام علها تنهي وجود الوريث القاصر وتبنى دولة القانون والعدل التي حُرم السوريون منها، وليس لـ"إعلاء كلمة الله" فإعلاء كلمة الله ليس بحاجة لأبي شعيب المصري وكعكعة، وشمير والعمار، والفاتح أبو محمد الجولاني، ولا ندري أي فتوحات تلك التي قادها أبو محمد، لعلها فتوحات أصحاب نظرية "الدار" التي يبشرنا بها أتباع الظواهري على موقع "تويتر".

نظرية "الدار" تقوم على تسوية المسألة الداخلية ومن ثم الالتفات للعدو، وبشكل مبسط تعني ضرب ونسف وقتل من يخالف منهجهم وتحقيق "التمكين" في منطقة معينة ومن ثم الانتقال لمقاتلة النظام كعدو، وفي هذا الطريق سيشاهد السوريون المفخخات وهي تضرب التشكيلات العسكرية الأخرى، لأنها تخالف المنهج، ووفق رؤيتهم كل التشكيلات تخالف "المنهج.

أما الشخصيات المدنية التي قد تعارضهم فلن يعدموا الحيلة في تثبيت تهم الردة عليهم وبالتالي إقامة "شرع الظواهري".

في زحمة الألم القادم من غوطة دمشق يُهمس عن مشروع تسوية لم تتضح معالمه بعد، مشروع يحذر منه البعض من دون الإفصاح عنه، قد يكون من ضمنه إنهاء ملف "التشدد" وتفكيك "التشكيلات القاعدية"، وهي مسألة لاشك محل ترحيب من كثر، إلا أن على من يدخل مخاضها أن يضع دريئة الإسلام جانبا ويتعاطى كتشكيل سياسي وألا يرفع راية الإسلام، فما أبقت الأفعال مساحة ليقين بحملة هذه الرايات، مثلما ستُفقد المواقف الرمادية لتشكيلات كبرى، وأنصاف خطواتها باتجاه التشدد مرة وباتجاه المشروع الوطني مرة، ما تبقى لدى الناس من ثقة قبل أن يكفروا بكافة تشكيلات "الإسلام السياسي العسكري".

* من كتاب "زمان الوصل"
(177)    هل أعجبتك المقالة (179)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي