أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عارف الطويل".. فن الدفاع عن رصاصة القاتل*

الطويل

بعد كل هذا الشلال الكبير من الدم لم يعد مهماً مع من يقف هذا الفنان أو لاعب الكرة أو الصحفي، فقد حسمت هذه السنوات الدامية المواقف والخيارات، وصار طرفا الصراع على يقين بأن المعركة هي معركة كسر عظم حتى نهايتها، وبات خبراً عادياً أن يعود أحد ما إلى (حضن الوطن) أو أن ينشق أحد ما عن النظام.

معيار الوطنية بات في امتلاك النخبة التي اصطفت مع النظام بعض الاحترام لهذا الدم ولنفسها، وأن تتوقف عن عبوديتها العمياء لشخص الأسد وأدواته كالأحذية العسكرية وبيانات الانتصارات الوهمية وزيارة مناطق الاشتباك كتعبير عن مصداقية ما تبثه قنوات الكذب والتضليل التي قادت السوريين من أول أيام اندلاع ثورتهم إلى مشاهد الجثث المقطعة وعصابات التكفير.

"عارف الطويل" واحد من تلك الشخصيات العامة التي لا تترك فرصة إلا وتوغل في الدم المراق فقط من أجل الدفاع عن القاتل كان سواء كان صغيراً كشبيح تلتقط معه الصور، أو كبيراً كبشار الأسد للتعبير عن تضامنها مع يده الملوثة بالدم، ووصل التدليس بعارف الطويل أن يذهب برفقة كاميرات الإخبارية السورية إلى ساحة العباسيين فقط ليقول للسوريين المذعورين بدمشق إنهم بأمان مع جيش الأسد.

بإطلالة سريعة على صفحته الشخصية والعامة على موقع "فيسبوك" ستجد في عضو مجلس الشعب المنتخب (الطويل) تشابهاً مع أصغر مراهق مؤيد لمذبحة الأسد، فالصفحة التي تحفل بلقاءات الكوميديا "للسيد الرئيس" مع مختلف وسائل الإعلام، ومشاركات عن سقوط قذائف هاون في شوارع العاصمة، ونعوات لشبيحة في طرطوس واللاذقية، وأخبار من "سانا" و"الإخبارية السورية" عن تقدم "الجيش الباسل" في مواقع "المعارضة التكفيرية".

أما آخر إبداعاته النادرة، فهو دعوته لنصرة الجيش لأنه هو من يعيد بقية مفردات الحياة الثقافية والزراعية والصناعية والفنية (المعيشة الكريمة للمواطن السوري .. الزراعة .. الصناعة .. الفكر والفن والثقافة .. العلوم والتربية ... جميعها لن تتحسن دون أن نقتلع الإرهاب من قرانا وأحيائنا ومدننا.. لميادين القتال الأهمية الأولى فالجيش هو من يسترجع الأرض لإعادة زراعتها وهو من يعيد المدن الصناعية لتشغيل عجلة الإنتاج وهو من يحرر أبار النفط والغاز).

عام 2012 كتب "الطويل" على حسابه الشخصي ما يمكن أن يكون أحد أهم ثوابته في بث الفرقة بين السوريين، وما قاده إلى برلمان النظام، التأكيد على وقوفه مع القاتل من باب محاباة النظام في نظرته إلى ثورة السوريين: (أنا سني ولكني سأعلن: بات "العلوي" وعذرا على الفجاجة في عصر الوهابية والإخونجية شتيمة وبعبعا وكل الصفات المذمومة التي يمكن ان تخطر على بال ألصقت به وقد كان واضحا الإشتغال على تهشيم سوريا من خلال أبلسة "العلوي"! سيدرك السوريون والأحرار في العالم ولو بعد حين أن "العلوي" هو الذي حما سوريا وهو الذي تحمل بصمت الذبح والقهر لمجرد انتمائه الطائفي وسيدرك ما تبقى من مثقفين محترمين بأن الحامي الحقيقي للعلمانية بسوريا هو العلوي).

بهذه الكلمات المسمومة التي أعلنت انتماءه للتشيع السياسي، وعبثه بوحدة السوريين واللعب على أوتار فروقات المذهب والطائفة، وإعطائه البراءة لطائفة القتل من خلال التخفي وراء طائفة الدين.

*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
(455)    هل أعجبتك المقالة (457)

Safaa tlais

2019-07-19

إستوردنا من الغرب كل شيء غير أخلاقي ولم نستورد منهم الذكاء والعبقرية.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي