أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الطنبور السوري وأنغام الظواهري.. حسين الزعبي*

الظواهري - جيتي

لم يكن ينقص الطنبور السوري سوى مزيد من نغمات الظواهري القادمة -والله أعلم- من أحد كهوفه في أفغانستان أو من مكتب لجهاز استخبارات دولي ما.

تبشرنا –نحن معشر السوريين- نغمات وتنغيمات زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري التي أطلقها مؤخراً بالاستعداد لحرب طويلة الأمد ضد من يسميهم "الصليبيين والروافض والنصيرية"، وكأن الثورة التي أحالتها إيران إلى حرب عبر الوريث القاصر وغيره من أبنائها وقد يكون الظواهري أحدهم –والله أعلم- لا يتجاوز عمرها الاسابيع القليلة.

يؤكد تنظيم القاعدة مرة أخرى الفشل الذريع لمشروعه، هذا على افتراض جدلي أن له مشروعا، بل يمكن القول إنه جاء لساحات وأد فيها ما كان يمكن أن يسمى بذرة لمشروع.

ويكفي للتدليل على ذلك فشله في عقر داره، أفغانستان حتى وصل الأمر بأن لفظته حركة طالبان نفسها، ومن ثم تدميره لمشاريع المقاومة العراقية عقب الاحتلال الأمريكي والمساهمة مع إيران وميليشياتها في تمزيق النسيج العراقي الذي حافظ على تماسكه خلال أكثر من 1400 عام.

ومن ثم وأد الحراك الثوري العراقي في مرحلة الربيع العربي ومساهمته إلى جانب إيران وميليشياتها وعبر منتجه تنظيم الدولة وقائده البغدادي، الذي خاطبه الظواهري يوما "يا ابن الحسن" والحسن وأبيه منه براء، بتهجير شبه كامل لمحافظات عراقية "سنية".

نغمات وتنغيمات الظواهري توحي بأنه ومعه اتباعه لم يستوعبوا بعد أن الساحة السورية ستذيب ما تبقى من مشروعه الفاشل وأن الأبواب التي فتحت له في سوريا في لحظة ما، إنما كانت بشروط المجتمع، أو الساحة الشامية كما يسمونها، وهي شروط غير معلنة وغير مكتوبة وإن تم تجاهل تلك الشروط في مناطق سورية، فإن مناطق أخرى تؤكد بأن ما يريده المجتمع سيحدث وإن بدا مستكينا تحت لعنة قوة السلاح.

حاولت البحث في أنغام وتنغيمات الظواهري عن جانب واحد في كلمته يفيد سوريا أو الإسلام أو حتى أتباعه فلم أجد، بل على العكس تماما ما جاءنا به يفيد من يفترض أنهم الأعداء، بدءا من نظام الوريث القاصر وصولا إلى اليمين المتطرف في أوروبا الذي بدأ يصعد على أكتاف من خرجوا من "رحم الظواهري".

ولأن المزاودين كثر، لابد من التوضيح أن في التشكيلات المحسوبة على أتباع الظواهري وفكره في سوريا أناسا أنقياء أتقياء منهم من قضى نحبه في مواجهة النظام المتوحش وميليشياته ومنهم من ينتظر، وعلى من ينتظر وبقي لديه قدرة على مقاومة "الآلة العقائدية" لمسح الأدمغة وفق مقتضيات الظواهري المختبئ ان يعيد النظر بحقيقة المشروع الذي ينغم له، وبمآلاته، وبأثمانه، بل ربما عليه فقط أن ينظر بعين العقل إلى وقائع الأرض ليس أكثر ليدرك أن مراجعة فورية لا بد من البدء قبل أن يصح بهم "سبق السيف العذل".

* من كتاب "زمان الوصل"
(197)    هل أعجبتك المقالة (192)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي