أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بوط العسكر تاجا.. عبد السلام حاج بكري*

الكاتب: لقد تربى أطفال هؤلاء وهم يرون البوط على رأس آبائهم وإخوتهم الكبار

ليس تعليقا على الصور المتداولة على شبكات إعلام موالية للنظام، والتي منها انتشرت في كل العالم، بل تعليقا على من ارتضوا على أنفسهم أن يكون البوط العسكري هدفا وغاية وتاجا لهم، وإن لم يلتقطوا لأنفسهم صورة تحته.

إنهم كل من حمل السلاح إلى جانب نظام الأسد وقتل من السوريين ما قتل فداء لهذا التاج، فالواقع ينقل، لمن يريد أن يرى ببصيرته، الصورة واضحة منذ أول أيام الثورة حتى اللحظة، وكلها تؤشر على أن النظام أطلق الرصاص ودفع الجميع لإطلاقه، وقتل وأرغم الآخرين على الاشتراك في القتل.

إنها الطريقة الوحيدة التي وجد أنها تطيل عمر بقائه على الكرسي المنخور بالسوس، والذي لا يحتاج إلا ركلة صغيرة ليهوي، ولن يكون للبوط أي دور في حمايته حينها.

أما أن يضع النظام أنصاره من كل الطوائف والقوميات أمام خيار واحد هو الانتماء للبوط العسكري كسبيل للبقاء، فهنا الكارثة التي أودت بالكثيرين من هؤلاء وهددت مستقبل من تبقى.

لقد تربى أطفال هؤلاء وهم يرون البوط على رأس آبائهم وإخوتهم الكبار، فقلدوهم وانتموا لهذا الرمز، وليست قليلة الصور التي نشرتها وسائل إعلام النظام لأطفال صنعوا تيجان الانتصار والفرح على شكل بوط عسكري.

الأسد "الحيوان" أكثر الناس سعادة، يشعر بنشوة الانتصار عند رؤية قطيعه متوجا ببوط عسكري تعب كثيرا من أجل الوصول بهم إلى هذا، وهو يفرح لأنه نجح في مهمته المكلّف بها على أفضل وجه، دمر سورية، هجّر وقتل واعتقل، بنى (داخل حاضنته على الأقل) جيلا لا يؤمن إلا بالبوط سيّدا وقائدا، يضمن له الاستمرار طالما يغضّ الغرب الطرف عنه.

لقد انتصر على السوريين وحوّلهم فرقا متخمة بنار الحقد، جعل من كل منهم قاتلا هناك على الطرف المقابل من يريد الثأر منه، وتأكد الأسد أن الحرب لن تنتهي بنهايته، ولأنه حقق هذا الهدف الكبير يكون دوره قد انتهى، ومن المرجح أن يتخلى عنه داعموه مقابل صفقات يعقدونها تضمن مكاسب ساعدهم على التهيئة لها خلال سنوات الثورة وما قبلها.

الفتنة القادمة التي زرعها لا يختلف طرفاها من حيث التبعية للأقذر، طرف ينتمي للبوط، وآخر يدّعي زورا إسلاما هو براء منه، ويبقى في المنتصف (وهو دافع الضريبة الأكبر) السوري المعتدل المؤمن بالحرية والعدالة طريقا لنيل الحقوق.

*من كتاب "زمان الوصل"
(298)    هل أعجبتك المقالة (242)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي