تسلم الرئيس السوري بشار الأسد أمس رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير حول آفاق العلاقات بين البلدين الشقيقين والتطورات السودانية وخاصة في إقليم دارفور، نقلها جلال يوسف الدقير وزير الصناعة ـ المبعوث الخاص للرئيس السوداني عمر حسن البشير، واستقبل كذلك السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية.
وجدد الرئيس الأسد خلال استقباله مبعوث الرئيس البشير موقف سورية الداعم للحكومة السودانية فيما يتعلق بقضية اقليم دارفور واستعدادها لبذل كافة الجهود الممكنة لايجاد الحل الامثل لهذه القضية.
واكد كذلك حرص سورية على وحدة واستقرار السودان الشقيق في وجه محاولات التقسيم التي يتعرض لها.
من جهته، أعرب الوزير الدقير عن تقدير بلاده لمواقف سورية المناصرة للشعب السوداني وثقة الحكومة السودانية بجدوى تحركات سورية بصفتها رئيسة القمة العربية لحل مشكلة دارفور.
وحضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والسفير السوداني بدمشق.
ووصف الوزير السوداني في تصريح لوكالة «سانا» عقب اللقاء مباحثاته مع الرئيس الأسد بأنها كانت ايجابية ومفيدة. وقال: نقلت للرئيس الأسد رسالة من أخيه الرئيس عمر حسن البشير، تتعلق بآخر تطورات الموقف على الساحة السودانية عموما وفي منطقة دارفور خصوصا، وملخصا لما دار في ملتقى أهل السودان وما وصل اليه من حلول وتوصيات الى جانب تطور الموقف بين السودان وتشاد والتطبيع بينهما. وأضاف: إن الرئيس الأسد أكد دعم سورية للموقف السوداني ازاء قضية دارفور واستعدادها من موقعها كرئيس للقمة العربية للقيام بدور حاسم مع دولة قطر التي تتبنى المبادرة العربية الافريقية والتي نأمل في ان تبدأ قوة اندفاعها باتجاه الحل النهائي لمشكلة دارفور.
وقال الوزير الدقير: كلنا أمل في أن يكون هناك اتفاق ترعاه قطر والاتحاد الافريقي والجامعة العربية التي ترأس سورية قمتها ونحن مستبشرون خيراً بأن يحدث ذلك خلال الاشهر القليلة القادمة.
وكان الرئيس الأسد أكد في كلمة أمام البرلمان العربي الانتقالي وقوف سورية الى جانب السودان وتأييدها لما تقوم به الحكومة السودانية لإيجاد حل للمعاناة الانسانية في اقليم دارفور في اطار وحدة السودان الوطني.
وكان الرئيس الأسد تسلم رسالة من الرئيس البشير في تموز الماضي خلال استقباله للسيد غازي صلاح الدين عتباني مستشار الرئيس السوداني تناولت آخر التطورات المتعلقة باتهامات المحكمة الجنائية الدولية للسودان وقيادته.
وقد تناول لقاء الرئيس الأسد وموسى التطورات العربية والإقليمية والدولية، وتم التركيز على ما يجري في الأراضي الفلسطينية والعراق.
كما تناول اللقاء الاجتماع الوزاري العربي المقرر أواخر تشرين الثاني الجاري في القاهرة.
وفي هذا الإطار أعرب الرئيس الأسد عن قلق سورية العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة من جراء الحصار والممارسات الإسرائيلية، وأكد ضرورة تحمل الجامعة العربية مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، من خلال الخروج من الاجتماع المرتقب بقرارات ناجعة تضمن كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني.
وشدد الرئيس الأسد كذلك على أن يعمل وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع المرتقب على وضع آلية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي من شأنها ضمان وحدة الشعب الفلسطيني.
وخلصت المحادثات إلى أن تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني تتطلب وحدة الصف الفلسطيني، وهذا بدوره يستدعي من كل الفصائل البحث عما يجمعها وليس الانشغال بما يفرقها، وفي هذا الصدد جدد الرئيس الأسد استعداد سورية لبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق اللحمة الوطنية الفلسطينية.
وفي تصريح للصحفيين قال موسى: إن اللقاء مع الرئيس الأسد تركز حول الوضع العربي بصفة عامة والوضع الفلسطيني بصفة خاصة ومايتعلق بالتطورات الجارية والمستقبلية في المنطقة.
وأضاف: إن المحادثات شملت أيضاً موضوع الاجتماع القادم لمجلس وزراء الجامعة العربية والذي سيبحث الشؤون الفلسطينية والدور الذي تقوم به سورية على هذا الصعيد بصفتها رئيسة القمة العربية.
وأكد موسى التزام الجامعة العربية باستمرار العمل لتحقيق المصالحة الوطنية والوفاق بين الفلسطينيين بما يخدم القضية الفلسطينية، ويضع حداً للخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني قبل فوات الأوان.
وفي معرض رده على سؤال حول العلاقات السورية ـ اللبنانية اكد الامين العام للجامعة العربية ان لهذه العلاقات وشائج خاصة تتعدى العلاقة بين دولتين الى العلاقة بين مجتمعين.
وأعرب عن الامل بأن يدفع انتخاب باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة الى التغيير الذي كان شعارا مهما لحملته وجمع الكثير من الناخبين حوله، ما يدفع نحو الامل بانتهاج سياسة جديدة لهذه الادارة في المنطقة.
وقال: إن الدور الاميركي في موضوع الصراع العربي ـ الاسرائيلي يجب ان يكون من منطلق الوسيط النزيه لأن الانحياز لاسرائيل سيؤدي الى الكثير من التداعيات في عملية السلام.
ويشارك موسى في اجتماعات وزراء الثقافة ومجلسي وزراء الاعلام والاتصالات العرب التي تأتي في اطار العمل العربي المشترك وتعزيز التعاون بين الدول العربية، وتنسيق المواقف لمواكبة التطورات التي يشهدها العالم في هذه المجالات.
وكان الرئيس الأسد قد التقى الامين العام للجامعة في 26 ايار الماضي وتم البحث في العلاقات العربية وسبل استعادة التضامن العربي.
كما تناول اللقاء الوضع في لبنان بعد اتفاق الدوحة، وضرورة التركيز على وحدة الصف الفلسطيني.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية