أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

احتفالات أتباع الأسد بمناسبة الخوف من توماهوك وماذا عن الصاروخ 60*

ماذا عن التوماهوك 60، ولماذا ولمن وفّرت البارجة الأمريكية هذا الصاروخ

في اليوم التالي لضربة توماهوك كنت أتحدث إلى صديق في دمشق، قال لي: ها هي المسيرات الجوالة بالسيارات التي خبرناها منذ عام 2011 تجوب هذا المساء شوارع المزة، وتهتف بحياة القائد بشار الأسد.

تذكرت سيارات الشبيحة من طراز "همر" وهي تعربد على أتوتستراد المزة، وتذكرت هؤلاء "القُرع" حليقي الرؤوس وهم ينظمون مسيرات السيارات وفي أيديهم أعلام حزب الله، كانوا دائما ينتصرون على الضحايا بالصراخ، ويستعيدون هيبة الرئيس بإطلاق الرصاص كلّما شعروا بالخوف.

نعم هي احتفالات الخوف، ولا أشكّ أنهم اليوم يعيشون منتهى لحظات الهوان والرعب، فيما تحاول غرف استخبارات الأسد وإيران التمديد لشوط إضافي جديد، وهذا لا يتم إلا بألاعيب ودسائس منها تفجيرات داخل وخارج سوريا، وتهويل على العالم بمسألة الإرهاب وجماعاته التي تفنّنوا في صناعتها وإدارتها لتصبح جزءا من لعبة عضّ الأصابع أحياناً، والابتزاز واللعب إلى آخر لحظة كما تعودوا منذ استلم نظام الأسد الأب السلطة قبل سبعة وخمسين عاماً.

حتى ضاحي خلفان ومقتدى الصدر نصحوا الأسد بأن يتنحى، فيما الأسد مصرّ على أن يحارب الإرهاب بـ"الزعرنة"، ويعيد "تحرير" كامل مساحة سوريا، وهو ليس وحيدأ، فمعه طابور من اليسار التقدمي، واليمين الطائفي المقاوم، وبينهم قامات رفيعة مثل عبد الباري عطوان وسميح خريسات وناصر قنديل، وهؤلاء كلّهم يحملون تاريخاً من الانتصارات القومية، من لبنان إلى العراق إلى ليبيا واليمن.

يعرف المراقبون أن نظام الأسد اليوم هو عبارة عن دمية "كرتونية" تمّ خرزها من الأطراف وتكعيبها بميليشيا من كل حدب وصوب، كما يتم استخدام هيكلها لتمرير استثمارات الروس العسكرية والسياسية في المنطقة، كما يعرف الروس أنفسهم بأن استغلال غياب الأميركي هو من ساعد على الوصل إلى هذا المسخ المسمّى نظام الأسد، وأن الإسرائيلي قام بتغطية بقاء هذا النظام إلى يومنا هذا، ولكن، حانت لحظة رفع الغطاء، فالكيماوي استخدم حسب المصادر الغربية ولجان التحقيق الدولية أكثر من 160 مرّة، لكنه هذه المرّة جاء في اللحظة التي تتعاكس فيها المصالح، لذلك فليس المهم أن يدفع النظام السوري ملايين الدولارات من أجل حملة علاقات عامة، أو ليقنع العالم بضرورة فتح تحقيق كما جرى بعد هجوم 2013 بتحديد أداة الجريمة وترك المجرم يتحدث عن الديمقراطية وحبّ الشعب له، وخططه لمحاربة الإرهاب.

لا تفيد اليوم سيارات "الهمر" ولا احتفالات الساحات العامة، وحملات "الصدور العارية"، المفيد هو أن يخرج هذا الجزّار ومعه 200 من كبار مجرميه، ويترك الباقي وراءه، والمفيد أيضاً أن يعرف حزب الله كيف يخرج من سوريا، لأنه أضلّ الطريق، وعليه أن يحمل معه جثته، وحطام آلياته وصواريخه التي يتسلمها من إيران ويستخدمها بأوامر عمليات من الحرس الثوري. 

أشبعت الضربة الأمريكية تحليلاً، ولا أحد يمكنه أن يزعم بأنه كان مطلعاً على خطط سابقة بهذا الشأن، رغم أن الأميركيين يضعون على الطاولة عدة خيارات عسكرية ودبلوماسية، ويستخدمون منها ما يناسبهم في الوقت والأهداف، لكن، وهذه الـ"لكن" غير التحليلية، ماذا عن التوماهوك 60، ولماذا ولمن وفّرت البارجة الأمريكية هذا الصاروخ وأطلقت 59 صاروخا أصابت 57 هدفاً في مطار الشعيرات.

قالت التسريبات إن عملية "قطع الرأس" موجودة على طاولة غرفة عمليات "البنتاغون"، ولعلها أقلّ العمليات كلفةً، إذ يكفي التوماهوك رقم 60، إلا أن الأمريكي حصيف، وشديد الذّكاء، بل وانتهازيّ أيضاً.. لعله ينتظر من الروس أو الإيرانيين قتل الأسد في تفجير غامض، بما يشبه عملية انقلاب عسكري، يتم معها تبديل الرموز كمخرج أخير لتدارك العين الأمريكية الحمراء.. يجلس الروس والأمريكيون الآن على طاولة القمار معهم لاعبون كلهم سيخسرون، والروسي سيضع ما جمعه أيضاً في قبعة مدير البوكر .. الحاوي الأحمر .. ترامب.

*علي عيد - من كتاب "زمان الوصل"
(180)    هل أعجبتك المقالة (174)

Ahmad

2017-04-13

بعد زيارة تيلرسون لأوربا واجتماعه بوزراء خارجية غربيين وعرب ثم ذهابه إلى موسكو حيث تم عمليا فتح البازار على رأس بثار. الفيتو الروسي والعنطزة الروسية هي فقط لرفع الثمن والثأر لكرامتها التي مسحت بالأرض بعد ضربة الصواريخ الأمريكية.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي