خاطبت مذيعة إسرائيلية العربَ والمسلمين بلهجة حادة واصفة إياهم بـ"الخونة"، وظهرت المذيعة لوسي هريش التي تنحدر من مدينة الناصرة على القناة الإسرائيلية الثانية وهي تتحدث بالعبرية عن أحداث سوريا ومجزرة "خان شيخون" الكيماوية وقصة الطفل إيلان الكردي، ثم فجأة ترطن بنبرة انفعال وبعامية عربية "وينكو يا عرب وينكو يا اسلام وينكم يا خونة".
وأثار هذا الموقف استهجان الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لما يعكسه هذا الموقف من متاجرة بدماء السوريين وازدواجية واضحة في التعامل مع ما يجري في كل من سوريا وفلسطين المحتلة، وتناسٍ لحقيقة أن ما يحدث في سوريا لم يكن ليجري لولا مباركة الكيان الصهيوني وتلقي الضوء الأخضر منه.
رئيس تحرير موقع "عرب 48" الفلسطيني ومقره حيفا، رامي منصور، وصف هريش بـ"العربية المتصهّينة والشعبوية التي تتاجر بدم السوريين"، وهي كما قال لـ"زمان الوصل" معادية للعرب والفلسطينيين ومتنكرة لأصولها، وغالباً ما تتجنب الحديث باللغة العربية وتعادي المواقف والحقوق الوطنية والقومية العربية. هي حالة شعبوية تعكس احتقارا للذات الذي يتبنى خطابا عنصريا يريد إرضاء السيد.
وأشار منصور إلى أنها "متصهينة وتحاول أن تثبت للإسرائيليين أنها "كاثوليكية أكثر من البابا"، فيما تحمل في داخلها احتقاراً لأصولها العربية الفلسطينية، كونها عاشت وترعرعت في بلدة يهودية فقيرة في الجنوب، وأردف محدثنا أن المذيعة الإسرائيلية "تحاول أن تظهر نفسها على أنها إنسانية ومع حقوق الإنسان ولكنها تتجاهل الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد وجرائمه في غزة والضفة ولبنان وفي سوريا حتى"، مشيراً إلى أنها "تخاطب الإجماع الإسرائيلي أو التيار المركزي في الرأي العام الإسرائيلي، وفي خطاباتها ضد النظام السوري أو ضد ما تصفه بـ"قمع حماس للمواطنين" في غزة تستخدمه إسرائيل دعائياً في العالم. ولكن بعض العرب-كما يقول-ينخدعون للأسف بخطابها لأنهم لا يعرفون السياق الحقيقي وخلفيتها".
وتابع الصحفي الفلسطيني أن لوسي هريش معادية للحقوق العربية، والفلسطينية تحديدا وهي "تعمل في خدمة تجميل وجه الاحتلال"، وعلى العرب -كما يقول- عدم الانخداع بهذه الشخصيات، لأن آخر ما يهمها دماء الشعب السوري.
وقال منصور إن المناضل الأميركي الأسود ملكلوم إكس وصف أمثال لوسي هريش بـ"عبيد المنزل، ولفت منصور إلى أن موقع "عرب 48 يطلق بدوره على هريش لقب "عبدة المنزل".
وكان ملكلوم إكس قد كتب عن أمثال هريش: "زنوج المنازل كانوا يعيشون في منازل الأسياد، وكانوا يلبسون ملابس جيدة ويأكلون طعاماً جيداً لأنهم كانوا يأكلون طعام السيد، أي ما يتبقي منه. كانوا يعيشون في علية البيت أو الطابق التحتاني، ولكنهم كانوا يعيشون مع ذلك بالقرب من السيد؛ وأضاف إكس أن هؤلاء :"أحبوا السيد أكثر مما كان السيد يحب نفسه. وكانوا على استعداد للتضحية بحياتهم لأنقاذ منزل السيد بل كانوا في ذلك أسرع من السيد نفسه".
وتوجه منصور إلى السوريين بأن الأحرار في العالم يقفون إلى صفهم وأن النصر على الطاغية آتٍ لا محالة مهما طالت الحرب، وأردف أن "كل الشعب الفلسطيني سواء في أراضي ٤٨ أو الضفة وغرة والشتات بات يدرك أن النظام استغل القضية الفلسطينية من أجل البقاء في الحكم، وهذه الشعوب تقف إلى جانب الشعب السوري". وأكد منصور أن "الحرب من أجل الحرية في سورية هي ذاتها في فلسطين والعراق واليمن وفي كل الوطن العربي. ولن تتحرر الأوطان العربية من الاحتلال والطغاة إلا بهزيمة الطواغيت والصهيونية لأنهما وجهان لواقع واحد".
يذكر أن ناقداً تلفزيونياً من اليسار الإسرائيلي هاجم في صحيفة "هآرتس" نفاق هريش في ما يتعلق بمواقفها من سورية وتجاهلها جرائم إسرائيل، وكتب: نتنياهو دوما يتهم الأمم المتحدة بالنفاق. تماما مثل نتنياهو، هريش تستنكر نفاق مجلس الأمن. بمقدورها كتابة خطابات نتنياهو... هي وقحة وملونة... صحافية جبانة... هي عربية جيدة"، وهي تسمية للعرب الذين ترضى عنهم إسرائيل ويخدمونها.
ولوسي هريش مواليد ديمونا 18 سبتمبر 1981 صحفية إسرائيلية من أصول فلسطينية، مقدمة النشرة الرئيسيَّة في القناة الدولية آي24 نيوز الإنكليزية سابقاً، وهي قناة ترويجية صهيوينية، وكانت المديرة المسؤولة عن النشرات الإخبارية في القناة باللغتين الإنكليزية والعربية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية