أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل يفعلها ترامب هذه المرة؟*

هل يفعلها دونالد ترامب أما أن سجالاً جديداً سيشهده العالم لن يفضي إلا لمزيد من الدم

هل أعطى الموت القاسي لأطفال خان شيخون جرعة شجاعة للعالم كي يصرخ في وجه نظام القتل في دمشق وحلفائه، أن كفى استخفافاً بدماء السوريين وأرواحهم، وبكل القيم الإنسانية التي تُصفع كل يوم على شاشات التلفزة، وسيل الكذب والوقاحة التي يبديها نظام يحكمه قتلة تفننوا في ذبح الشعب السوري وتهجيره.

جلسة مجلس الأمن بالأمس وما أعقبها من تصريحات أعادت الأمل لكثيرين كانوا قد فقدوه بعد سلسلة الفشل المتكررة أمام الفيتو الروسي التي استحكمت بأعلى سلطة سياسية وعسكرية على هذا الكوكب، وبدأت ترسم سيناريوهات جديدة لمرحلة ما بعد كيماوي خان شيخون القاتل.

ما زاد من جرعة الأمل تلك التي غمرت وسائل التواصل، واحتكرت حوارات الصحف وبعض الفضائيات العربية كانت العبارة الأولى التي مررتها بنعومة المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي عندما أعلنت أن فشل مجلس الأمن قد يضطر بعض الدول للتصرف بمفردها، وكانت إشارة واضحة إلى ما يبدو أنه تغير في لغة الإدارة الأمريكية الجديدة.

ارتفع سقف الأمل إلى ذروته في المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الذي يزور الولايات المتحدة، عندما أعلن دونالد ترامب عن صدمته بما حصل في خان شيخون من قتل وحشي للأطفال لا يمكن السكوت عنه، واتهم خطوط أوباما الحمراء بما وصلت إليه الأوضاع في سورية، وتحدث صراحة عن تغير موقفه من الأسد، وأنه لا يريد أن يكشف عن خياراته، واعترف أيضاُ بمسؤوليته كأوباما عما حصل في مجزرة خان شيخون.

مساء جاء تصريح وزير الخارجية تيلرسون ليرفع من حدة اللهجة الأمريكية تجاه الأسد وحلفائه حينما قال: إن الوقت قد حان لتعيد روسيا التفكير في دعمها للأسد.

الروس بدورهم لم يتوقفوا عن تعزيز روايات كذب النظام وأبواقه، وزعيم الدبلوماسية الروسية صرح أن موقف بلاده لم يتغير من الأسد، وذهبت الناطقة باسم الخارجية إلى وصف ما جرى بالفبركة، وفيما ذهب أغلب العرب إلى النوم في سبات عميق، فحتى الاستنكار غاب هذه المرة، وكأنهم ينتظرون أن يسمح لهم الأسد رؤية أطفال سورية الغارقين في موت صامت ومبللين بمياه تحاول نجدتهم.

في ظل كل ما جرى بالأمس والتحركات السياسية في المنطقة، وتطمينات أمريكا لبعض العرب أنها ما زالت حليفتهم، وتصاعد اللهجة القاسية الأمريكية ضد إيران، وموقف إسرائيل الذي صدم العرب...كل هذه المعطيات الجديدة دفعت للشعور بموقف جديد من القضية السورية المستعصية، وببعض الأمل بأن ترامب هذه المرة قد يمسك بقوة على خطوط العالم الحمراء في وجه صلف القوة والقهر الذي يمارس على شعب يذبح منذ سبع سنوات.

هل يفعلها دونالد ترامب أم أن سجالاً جديداً سيشهده العالم لن يفضي إلا لمزيد من الدم، وأن وهماً جديداً سيعيشه السوريون في طريقهم الشائكة للخلاص من الطاغية.

*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
(199)    هل أعجبتك المقالة (165)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي