أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا نشبت معارك دمشق وحماة؟*

اثار القصف على دمشق

يخطئ من يقول إن معارك الثوار في سوريا مرتهنة بالقرار الخارجي، ويخطئ من يقول إن الثوار مستقلون بقرارهم وبعيدون عن التأثر بالمتغيرات السياسية، يشنون معاركهم ويوقفونها متى يشاؤون.

من عايش الثوار في حياتهم اليومية ورافقهم إلى المعارك، يدرك تماما أنهم أكثر البشر معرفة بأهدافهم، بل بهدفهم، لأنه واحد، وهو إسقاط النظام عبر الرصاصة التي تطلقها بنادقهم إلى صدره، لا يأبهون كثيرا لغايات قاداتهم وما يضمرون.

يرغبون بحلّ سياسي يجنّبهم الحرب، ويجعلهم يعودون لممارسة شعائر حياتهم اليومية، لكنهم لن يقبلوا بأقل من إزاحة القاتل ومحاكمته على قتل أطفالهم وأهلهم وتدمير مدنهم وقراهم ومنازلهم وأحلامهم.

هؤلاء هم رجال المعارك في كل سوريا، وهم الذين ينتظرون إشارة الانطلاق للاتجاه دون مواربة إلى هدفهم، وإن لم يصلوا إليه، فليس لأنهم مقصرون بل لأن عوامل كثيرة تشترك في منعهم من ذلك.

عمالة بعض القادة والتزامهم الحرفي بالأوامر الخارجية (الداعمة)، والتطورات السياسية، وعدم التنسيق بين مختلف الجبهات للقيام بعمل متزامن، وغيرها الكثير من الأسباب، هي التي تقف بوجه الثوار الصادقين وتحرمهم بلوغ هدفهم وإنهاء المأساة رغم اقترابهم منه مرات عديدة.

معارك ريفي دمشق وحماة قامت لأن الثوار أرادوها، وهم الذين صنعوا انتصاراتها "المعنوية أولا"، وكل الظروف المحيطة توقفها وتؤطرها لتحقيق غايات هم غير معنيين بها.

يشوب الحالة السورية فوضى عارمة وضبابية كبيرة، فروسيا وإيران ومعهما الأسد يتخبطون منذ عام ونصف في حرب عبثية ضد الشعب السوري، لا يستطيعون الانتصار عليه لأنهم بحاجة لإبادته كاملا، ولا يمكنهم الاعتراف بهزيمة تودي بهم، يتصارعون خفية فيما بينهم على مصالح آنية وبعيدة، فيما تقف أوروبا متفرجة غير فاعلة في حالة انكفاء مريبة.

أما اللاعبون الإقليميون فلا يملكون أمرهم كاملا، فلا هم قادرون على اتخاذ قرار الحسم، ولن يسمحوا بهزيمة مطلقة للمعارضة، لأنها هزيمة سياسية لهم أيضا.

إن أكثر ما يستدعي التساؤلات هو موقف الإدارة الأمريكية الجديدة المبهم حتى اللحظة، رغم أنه بات واضحا بشأن الكرد، لكنه متناقض (علناً على الأقل) فالإدارة تؤكد على نيتها ضبط إيران في المنطقة، وفي الوقت ذاته تعتبر الأسد، وهو أداة إيرانية، شريكا في الحرب على الإرهاب، إضافة إلى غموض موقفها من روسيا وتركيا الدولتين الفاعلتين في سوريا.

هذا الغموض شجع فصائل المعارضة بدفع من الدول الإقليمية الداعمة لها على خوض معركتي حماة ودمشق، وقد يكون هدفها الأول استجلاء المتغيرات والمواقف الدولية من الحالة السورية، وفيما بين الدول المؤثرة فيها، وبقدر ما يسمح للفصائل بالتقدم يتم تقدير مستجدات هذه المواقف.

وحتى كتابة هذه السطور، أبرزت المعركتان أن قرار إزاحة الأسد أو إرغامه على توقيع صكوك المرحلة الانتقالية لم يتخذ بعد، وأن لعبة التفاوض وكسب النقاط لا تزال هي المحور الذي تدور حوله الرسائل المتبادلة بين مختلف الجهات، ولن تبرز متغيرات مهمة إن لم تفتح جبهات جديدة أكثر أو يحدث اختراق مؤثر بأحد الاتجاهين في هاتين الجبهتين.

إن انزياح بعض خطوط الخريطة لا يعني أن حدثا مهما سيلحق به، ويبقى الحلم السوري بالسلام والحرية مؤجلا، ولا تزال الدماء مسفوحة بين رغبة الصادقين من الثوار، وارتباط كثير من القادة باللعبة السياسية الدولية.

*عبد السلام حاج بكري - من كتاب "زمان الوصل"
(123)    هل أعجبتك المقالة (127)

سهيل حيدر

2017-03-26

ياسيد حاج بكرى امريكا واسرائيل والحكام العرب ...... والدول الاوربية وحتى الشعوب المسماة عربية الا قليل منهم وايران وروسيا اى كل العالم اجتمع على قتل السوريين والعراقيين بحجة داعش التى هى من خلق اليهود والمسيحين والمسلمين وهذه حقيقة صار يعرفها الكل والحق على حملة السلاح فهم يعرقون بخيانة قادتهم وهم صامتون.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي