يبدو أن كل مناعة السوريين المكتسبة ضد تلون الأشخاص وانقلاب مواقفهم، لم تسعفهم في منع الدهشة من "تكويعة" لاعب الكرة "فراس الخطيب"، ليس لفقدانها أي مبررات –هذا إن كان للوقوف مع المجرم مبرر-، ولا لسرعتها وفجائيتها فحسب، بل أيضا لهوية "المكوع" كونه ابن مدينة غرس فيها النظام أنيابه الطائفية حتى النخاع.
فحمص هي أول مركز محافظة في عموم سوريا قص فيه النظام شريط التهجير، وهي كذلك أول مركز أتم فيه هذا التهجير مختتما إياه بـ"تغريبة الوعر" قبل أيام، لتصدق فيها نونية "الرندي" المشهورة في سقوط الأندلس، لاسيما بيت القصيدة التي يقول: "حتى المحاريب تبكي وهي جامدة/ حتى المنابر ترثي وهي عيدان.
هذا البيت الشعري الذي يتحدث عن حال المحاريب والمنابر، سقته بالمناسبة لا بكاء على الأطلال ولا استدرارا لدمع، وإنما أوحى إلي به "فراس الخطيب نفسه"!.. ابن حمص الذي نسي في زحمة "التكويع" أن يزيل صورة جامع خالد بن الوليد المدمر عن غلاف صفحته الرسمية (الموثقة بعلامة زرقاء).
صغرت في عينيّ سقطة اللعب في صفوف منتخب "سوريا الأسد" أمام هذه السقطة، وتوسعت من جديد في مخيلتي صورة "الدرك الأسفل" المحجوز لمن يقولون شيئا ويفعلون خلافه.. "الدرك" الذي كلما قلت إن حدوده توقفت عن التمدد، أخرج لي لسانه وقال: "هيهات".
أتقرأ يا فراس!.. إن كنت تقرأ فلا تبخل بـإتمام "التكويعة" وإزالة صورة جامع الوليد المدمر من على غلافك، أقلها لتثبت لمن استطبت أحضانهم أنك "ندمان والله ندمان"، وهم الذين لم يعكر "صفوهم" -ولن يعكر- في حمص أكثر من قباب ومآذن جامع "سيدي خالد" وضريح "سيدي خالد" وثبات "سيدي خالد"، الذي لم يندم على فاتورة شجاعته، ولا على مواصلته قراع "الأعداء" بل ندم على ميتة رآها دون ما كان يطمح إليه، داعيا الله أن يحرّم النوم على أعين الجبناء.. وما أكثر من أدركهم دعاؤه.
إيثارعبدالحق –زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية