صاحب زاوية صحفية شهيرة بعنوان (الله سورية بشار وبس) قبل الثورة بسنتين فقط، وواحد من أهم مندوبي الإعلانات الحكومية، وهذه تقع في خانة لقاء المسؤولين الفاسدين ومن أهم زبائنه اللواء علي منصورة محافظ حلب الذي لم يترك مناسبة إلا والتقى به، والتقط معه صورة تذكارية يبتز بها رؤساء البلديات والفاسدين الصغار.
عبد الله ش العمر، وش هذه اختصار لاسم والده شعبان، وكان هذا الاسم اختصاراً لكروت (الفيزيت) التي كان يوزعها في مكاتب المسؤولين الصغار عندما كان يعمل في أحد الأقبية بحي "الشيخ سعد" بدمشق بصفته مندوب إعلانات، وكرت "الفيزيت" هو مجموعة المؤسسات الإعلامية التي كان يرأسها ومن ضمنها أيضاً صفته مراسلاً لصحيفة "اللواء اللبنانية" التي منحته بطاقة مراسل صحفي خولته حمل مهمة لدخول القصر الجمهوري وبعض مؤسسات الدولة في العاصمة.
الصفة الأخيرة هي التي انشق منها عن النظام في بيان انشقاقه الكبير، والذي حمل عنوان (انشقاق عبد الله العمر مدير عدة قنوات فضائية وعضو المكتب الصحفي في رئاسة الجمهورية)، أي صفة يحملها صحفي سوري سواء في حقبة النظام أو في حقبة الثورة إن صحت التسمية، وفي أي نظام إعلامي يمكن أن يترأس شخص واحد كل هذه المؤسسات الإعلامية دفعة واحدة، فهو رئيس تحرير لقناة "حلب" الفضائية، والشهباء، والحلبية، والتجارية، وأخيراً وليس آخراً قناة "بلدنا".
كرت "الفيزيت" الذي وزعه في دمشق كان يضم رئاسة تحرير ست مؤسسات إعلامية بينها موقع إلكتروني، وهو لم يكتب مادة صحفية حقيقية ولم يدرس الإعلام ولا ما يقاربه باستثناء زاويته الشهيرة في صحيفة فنية اسمها "الوردة" والتي يطري فيها على "السيد الرئيس" ويقول فيها إن الشعب السوري على استعداد لأكل الخبر اليابس كرمى للسيد الرئيس، وهذا الكلام يستحق أن يسجنه من أجله النظام فكيف بالشعب السوري الذي تهينه بالتأكيد أمنيات المذكور؟.
كل ما تقدم ليس الغاية منه تناول شخص العمر ولا شؤونه الخاصة بالرغم من كل تاريخه المتعلق بالنساء اللواتي عملن معه في قبوه بـ"الشيخ سعد" وبحلب المدينة، واستخدامه لفتيات جميلات في جمع الإعلانات وإغراء صغار فاسدي النظام في جمع الإعلانات، ولكن الغاية هي التحذير من وقوع الثورة في مطبات الانتهازيين وهي ليس بحاجة لمزيد من هؤلاء، فالدكاكين الممولة بأيدٍ ملوثة بمال الأوصياء تكفي لتلويث مائة ثورة نقية، وصغار الإعلاميين والناشطين الذين ركبوها أساؤوا لها وانتفعوا منها وباتوا رموزاً لثورة عظيمة، وشوهوا تضحيات السوريين واستثمروها فوق ما تحتمل.
اليوم وبعد كل هذا التزوير والتشبيه الكبيرين اللذين ينالان من نبل الثورة لا بد من عودة مخلصيها ومحترفيها من إعلاميين تم اقصاؤهم لصالح ثلة أقل ما يقال عنها إنها مجموعة مرتزقة اعتاشت بما يكفي على دماء السوريين، وجمعت ما يكفي من مال مشبوه، لكي تتنحى جانباً، وتترك لأبناء الإعلام الحقيقيين مجالاً لأن يأخذوا دورهم في إيصال صورة ثورتهم على حقيقتها.
عبد الله ليس وحده في قائمة الزيف التي التصقت في الثورة ووجدت ضالتها في التيه الذي تعانيه مؤسساتها، وما تم ذكره ليست موبقاته فقط فقد تركنا ما يمكن أن يكتب لاحقاً عن هذا الشخص، ولكن يجب على مؤسسات وإعلاميي الثورة أن يقفوا مرة واحدة أمام هذا الكم الكبير من الدخلاء وانتهازيين وليقولوا كلمة حق طال انتظارها...وللحديث بقية.
*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية