أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ابنه يروي لـ"زمان الوصل" قصته.."أنيس الحسون" بطل تشرين الذي قتله النظام داخل "المغارة"

تؤكد الروايات أن الحسون قُتل بعد الاستدلال على مكان اختبائه - زمان الوصل

لم تشفع له مشاركته في حرب تشرين وبطولاته ووسام الشرف الذي ناله حينها من ملاحقة النظام وانتقامه بعد أن قرر "أنيس الحسون" ابن بلدة "المغارة" بريف إدلب أن ينشق عن جيشه رداً على المجازر التي ارتكبها هذا الجيش في قريته بـ"جبل الزاوية" أوائل الثمانينات.

ومنذ ذلك الوقت أصبح مصيره مجهولاً بين من يقول إنه قُتل على يد جيش الأسد الأب في أحد مغاور جبل الزاوية، وبين من يقول إنه صُفي في صحراء تدمر تاركاً أبناء لم يسلموا بدورهم من انتقام النظام وحقده المستديم، ملاحقة واعتقالاً وتشريداً. 

ولد أنيس الحسون بقرية "المغارة" بريف إدلب عام 1954 وهي القرية التي اشتهرت بكثرة أدبائها ومثقفيها، رغم أنها قرية صغيرة نسبياً وعُرفت بأنفة أبنائها واعتزازهم بكرامتهم، ونظراً لكون الحسون يتيم الأبوين لم يكمل دراسته والتحق بالجيش أول شبابه. 

مع بداية أحداث الثمانينات، ولكون قرية "المغارة" مركزاً للحراك الثوري في الثمانينيات أصبحت هدفاً لانتقام نظام الأسد، فبدأ باعتقال أبنائها وقتل الكثير منهم وفر بعضهم خارج سوريا وعلى رأسهم المربي الأول في إدلب الشيخ الأستاذ "محمود الحسون".

وروى "علاء الدين" نجل "أنيس الحسون" الأصغر الذي لم يكن قد تجاوز 3 أشهر من عمره آنذاك لـ"زمان الوصل" أن والده كان من الجنود الذين شاركوا في حرب تشرين ضمن الصفوف الأمامية، وعندما تراجع الضباط بأوامر من حافظ الأسد وبعضهم هرب استغل عدم وصول أمر الانسحاب له وقاد مجموعة ليقتحم أحد دشم العدو، موقعاً فيهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ونجا من الموت أثناء احتراق العديد من الدبابات إلى جانبه، حتى أن قصته جُسدت في عدد من المسرحيات التي قُدمت عن حرب تشرين آنذاك-كما يؤكد محدثنا- مضيفاً أن والده انشق عن الجيش بسلاحه مطلع الثمانينات بعد أن أصبح أبناء عمومته في ذاك الوقت على رأس المطلوبين، الأمر الذي جعله يتخذ قرار الانشقاق بسرعة، ولجأ إلى أحد المغاور بجبل الزاوية بين قرية "سرجة" وقرية "شنان" وبقي فاراً لشهور عدة في الجبال مع بعض المنشقين الذين ساعد عدداً منهم بالخروج من سوريا، ولكنه رفض أن يخرج هو وبقي ليواجه مصيره الذي كان يتوقعه.

وحينها -كما يقول محدثنا- تدخّل أطراف من عملاء "عدنان عاصي"- رئيس المخابرات في إدلب في ذاك الوقت- وقالوا له أنت بطل من أبطال الحرب وسيعفو عنك النظام إذا سلمت نفسك وسلاحك، ولكنه رفض ولم يثق بهم".

وأضاف محدثنا "أغلب الظن أن الأطراف التي تواصلت مع الشهيد كان لهم الدور بالكمين المحكم الذي مات على إثره يومها العديد من شباب جبل الزاوية".

وأشار محدثنا إلى ما سمعه ممن عاش تلك الفترة أن والده كان نائماً في المغارة مع عدد من الشبان عندما اقتحم الجيش المكان، وبدأ بإطلاق القنابل والرصاص فقتل من قتل وأُصيب من أصيب، مضيفاً أن "جيش النظام حمل جثث القتلى والمصابين ورماها في شارع معرة النعمان الرئيسي لإرعاب الناس وتخويفهم من مصير مشابه فيما لو فكروا في الاصطدام مع السلطة".

وأردف محدثنا، نقلا عن المصدر، إن الجثث بقيت لساعات مرمية على الأرض دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منها، حتى أن أحدهم كان يصرخ وهو يتلوى من الألم: "قتلوا رفاقنا هنيك قتلوهم هنيك بالمغارة"، ثم جاء عناصر من الأمن وأخذوهم إلى جهة غير معلومة. 

وفي حين تؤكد الروايات أن الحسون قُتل بعد الاستدلال على مكان اختبائه ثمة روايات تقول إنه صُفي في صحراء تدمر مع عدد من الضباط ممن كانوا يفكرون بانقلاب ومقرهم بكتيبة بحرية في اللاذقية، وحينها صفّت قوات الأسد كل العسكريين المنشقين وتركت المدنيين، ولكن اسمه لم يرد لدى الحديث عن معتقلي سجن تدمر أو ضحايا مجزرته الشهيرة التي ارتكبها النظام بحق معارضيه مطلع الثمانينات.


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(255)    هل أعجبتك المقالة (301)

ابو عبدو الدهمان

2017-03-27

انيس ما رافقت رجلا أشجع منك الله يرحم ترابك وينتقم من اهل.


اللهم صل وسلم علي نبينا م

2020-04-04

الله يرحمه وينتقم من كل ظالم.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي