من بين آلاف الصور التي سرّبها "قيصر" قبل سنوات، لتكون أدلة دامغة على جرائم النظام بحق المعتقلين.. تعرّف ذوو الضحية "أحمد عليان" وابن أخيه "خالد عليان" على صورتيهما، بعد أن قضيا تحت التعذيب.
وتم اعتقال "الشيخ أحمد جلال عليان" الملقب"أبو عمر" على خلفية نشاطاته الكثيرة في مدينة داريا، حيث كان مديرا لمعهد تحفيظ القرآن في مسجد "نبي الله حزقيل"، الذي درس فيه عدد من أبناء داريا، درسوا في اختصاصات عليا بالجامعات أو أصبحوا حفظة للقرآن الكريم.
وقد أنشأ "الشيخ أحمد عليان" مسبحا ومدرسة تحت اسم "الفارس"، ونظّم العديد من الفعاليات والنشاطات لطلاب مساجد المدينة، وأشرف على دورات تعليمية، وعندما اندلعت الثورة ساهم فيها بفعالية.
أما ابن شقيقه "خالد عزت عليان"، فكان يعمل في مجال التجارة، وتم اعتقاله لأول مرة في آذار/مارس عام 2012؛ ليفرج عنه بعد قرابة 5 أشهر، ثم اعتقل ثانية أوائل عام 2013؛ لتظهر صورته لاحقا بين صور ضحايا التعذيب المسربة.
قريبة الضحيتين الصحافية "صفاء عليان"، قالت إن عمها خالد عليان اعتقل من حي المزة منطقة الشيخ سعد وهو يهم بشراء بعض اللحوم لعائلته، حين داهمت المخابرات الجوية المحل واقتادته إلى الفرع، أما عمه الشيخ أحمد فاعتقل في آب/ أغسطس 2012، خلال المداهمات المكثفة المتزامنة مع أحداث مجزرة داريا الكبرى، التي ذهب ضحيتها مئات المدنيين من أهالي المدينة.
وأضافت "صفاء عليان" "أسرتا الشهيدين لم تعلما عن مصيرهما منذ اعتقال كل منهما، وطوال فترة اعتقالهما كانت ترد إلى الأسرتين أخبار تعرّض الشيخ أحمد وابن شقيقه للتعذيب الشديد، وأحيانا أنباء عن استشهادهما، لكننا كنا نكذّب تلك الأنباء أملا بخروجهما سالمين من المعتقل، إلى أن عثرنا على صورتيهما ضمن ملف ضحايا التعذيب".

وأبانت محدثتنا أن صورة عمها خالد توضح أنه استشهد في 17 كانون الثاني 2013، أي بعد اعتقاله بأيام، حيث تظهر على جسده علامات التعذيب، وكذلك تظهر صورة عم والدها الشيخ أحمد أن التعذيب والضرب تركّز على منطقة يفترض أن تلحق بها أذى كبيرا، لإصابته بفشل كلوي.
وخلّف "خالد عليان" وراءه-كما تقول ابنة شقيقه- زوجة و4 أولاد، فيما ترك عمه "أبو عمر عليان" 6 أولاد، أحدهم مفقود لا يعرف مصيره إلى الآن.
ودفعت مدينة داريا فاتورة من دم أبنائها الذين قتلهم النظام مباشرة أو تحت التعذيب، ومنهم "زاهر المبيض" الذي قضى مطلع حزيران/يونيو 2011، و"غياث مطر" الذي قضى في أيلول/سبتمبر من نفس العام، حيث قتله النظام تحت التعذيب بعد اعتقاله بعدة أيام قليلة، برفقة الشقيقين يحيى ومعن شربجي، اللذين ما زالا معتقلين إلى اليوم.
فارس الرفاعي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية