أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"حميميم" تضحك علينا.. تبيع دبابات للعرب وترسل جنودها إلى درعا*

أرشيف

تابعت شيئاً من مما تنشره الصفحة الرسمية لقاعدة "حميميم" الجوية التي يديرها ويسيطر عليها الروس، إذ يتبين أن موسكو وضعت خلاصات واضحة لسياستها في سوريا عبر ما تقدمه من بيانات رسمية، ففي الوقت الذي تقدم نفسها على أنها أحد رعاة اتفاق وقف إطلاق النار بالاشتراك مع الإيراني والتركي، فإنها تتحدث عن الوضع في سوريا تماماً كما لو أن شريف شحادة هو المسؤول المباشر عن كتابة البيانات والمطالعات أو التلخيصات اليومية.

آخر ما تقوله "حميميم" على صفحتها الرسمية أنه "يتم بحث إمكانية إرسال قوات خاصة روسية إلى مدينة درعا جنوب سوريا لتقديم الدعم البري للقوات الحكومية الصديقة للتصدي للهجمات الإرهابية"، ويأتي هذا الإجراء بعد تكبد قوات الأسد والميليشيا المقاتلة إلى جانبها عددا كبيراً من القتلى، إضافة إلى حصول انهيارات في دفاعات تلك القوات في حي "المنشية" حيث تدور رحى معركة "الموت ولا المذلة" منذ أسابيع.

"حميميم" تصف في جميع بياناتها فصائل الجيش الحرّ بأنها مجموعات إرهابية، وهي بناء على هذا التوصيف تنفذ طلعات جوّية دمويّة تستهدف المدنيين في المدن والقرى الخارجة عن سيطرة النظام ودون أن تكن هناك خطوط تماس مباشرة أو معارك طرفاها النظام وفصائل المعارضة المسلحة.

ويظهر بوضوح أن روسيا "ترقص في العرسين"، عرس المفاوضات السياسية حيث تقدم نفسها كراعٍ بالإكراه، وعرس الميدان، حيث تقصف المدنيين الأبرياء بصواريخ فراغية تأتي على أحياء بأكملها. 

أمّا ثالثة الأثافي، فهي قصة "الماركيتينغ" التي تقوم بها "حميميم" إذ تبشّرنا بأنها تبحث مع الجانب السعودي تزويده بدبابات "T90" بعد أن أثبتت قدرة قتالية عالية خلال تجريبها على الأراضي السورية، وتزيد في ذلك أن الكويتيين راغبون أيضاً بالتزوّد بتلك الدبابات، ولعل التأكيد على اعتبار سوريا والسوريين حقل تجارب، هو جريمة حرب موصوفة، إلا أنّ المجرم هو صاحب "الفيتويات" الشهيرة في مجلس الأمن الدولي ضد وقف المقتلة السوريّة.

يتفاخر الروس بإنجازهم اتفاق تهجير سكان حيّ "الوعر" في حمص، ويتعهّدون بنشر 100 من شرطتهم في الحي بعد إخراج 20 ألف من سكانه، وكأن تجارب وادي بردى ليست حاضرة في أذهان السوريين، حيث انتهت المسألة كما يشتهي نظام الأسد.

يقول البعض إن روسيا سحبت البساط من تحت الإيرانيين في حمص، لكن الوقائع تقول بأنه لا بساط في سوريا هذه الأيام، لقد مزّقت الحرب كامل الرقعة، وعند أول تفجير يستهدف تجمعاً للجنود الروس، وإيران وحزب الله خبراء في مثل تلك الألاعيب، سيجد بوتين نفسه مضطراً لسحب جنوده، وترك ما تبقى من "الحماصنة" نهباً لميليشيات طائفية لا تعرف ذمّة، ولا تنتمي ولا تحمل ولاءً إلا للمشروع الإيراني.

ذهب أوباما.. جاء ترامب ولا جديد إلا الحديث عن أولويات قتال الإرهاب.. اشتعلت بين الروس والأتراك.. عاد الروس والأتراك "سمنة على عسل"، تلك حكاية تشبه – بصورة معكوسة – قصة "لعبة الطباشير القوقازية"، كلّ طرف يرسم حدوداً ويريد أن يقدّم نفسه على أنه أبو معركة الإرهاب، والكل يرسم، والكل يقضم، من الشمال والشرق والوسط والجنوب، وربما قريباً سيؤدي الخلاف على أبوّة الحرب على تنظيم "الدولة" إلى معركة استخبارات يضطر فيها التنظيم إلى تغيير الأب كل حين، فالحقيقة هي أن استمرار الصراع هو الوسيلة للقوى الدولية والإقليمية المتصارعة لتحقيق الغايات، في سوريا يتصارع هذه الأيام أباطرة الغاز، وتجار السلاح، ووكلاء الله المزعومون، والرّاغبون بشرق أوسط جديد مع الخائفين من ذلك الجديد.

نهاية المطاف.. هناك خمس أجهزة استخبارات لاعبة رئيسية إن اجتمع رؤساؤها انقضت الحاجة إلى كل الخطب والصراعات على الشاشات وفي أروقة الأمم المتحدة وداخل قاعات المؤتمرات.. قد تعرفون هوية تلك الأجهزة.. وتعرفون أن العرب خارج تلك الخماسية... يبدو أن من يضحك علينا ليس الروس فحسب، بل كلّ من يتحدث عن الحرب على الإرهاب.

*علي عيد - من كتاب "زمان الوصل"
(164)    هل أعجبتك المقالة (167)

محمد علي

2017-03-16

في زمان الوصل بتاريخ 7/11/2015 مقال مترجم عن جريدة المانيه كتب المقال ايثار عبد الحق نقلا عن كاتب الماني بعنوان " استراتيجية ابناء العاهرات " ، هذا المقال يلخص " سياسة الغرب و التي سماها ب" سياسة ابناء العاهرات " التي لم تجلب سوى الفقر و الحرب و الارهاب ،،،،.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي