الأمم المتحدة: نظام الأسد ارتكب جريمة حرب بقصف نبع "عين الفيجة"

قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا الثلاثاء إن القوات الجوية التابعة للنظام قصفت عن عمد مصادر للمياه في كانون الأول ديسمبر في جريمة حرب أدت لقطع المياه عن 5.5 مليون شخص في العاصمة دمشق ومحيطها.
وأضافت أنها لم تعثر على أدلة على تعمد الجماعات المسلحة تلويث أو تدمير إمدادات المياه مثلما زعمت حكومة النظام في ذلك الوقت.
وسيطرت فصائل المقاومة على ينابيع المياه في وادي بردى شمال غربي دمشق منذ العام 2012 وتعرضوا لهجوم كبير من قوات النظام وحلفائها على الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار. وانسحب مقاتلو الفصائل في نهاية كانون الثاني يناير.
وقالت اللجنة التي يقودها المحقق البرازيلي "باولو بينيرو" إنه لا توجد تقارير عن معاناة أشخاص من تلوث للمياه في أو قبل 23 كانون الأول ديسمبر عندما استهدفت طائرات النظام "عين الفيجة" بضربتين جويتين على الأقل.
وجاء في تقرير اللجنة "على الرغم من أن وجود مقاتلي الجماعات المسلحة عند النبع يمثل هدفا عسكريا فإن الضرر الشديد الذي لحق بالنبع كان له تأثير مدمر على أكثر من خمسة ملايين مدني في مناطق تسيطر عليها الحكومة أو المعارضة والذين حُرموا من المياه الصالحة للشرب بصفة منتظمة لأكثر من شهر".
ولم يعقب سفير النظام "حسام علاء" بشكل مباشر على الهجوم أثناء مناقشة في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، لكنه قال إن حكومته ترفض الاتهامات بأنها هاجمت مدنيين أو مرافق للبنية التحتية المدنية.
وقال التقرير إن الهجوم كان إحدى بضع جرائم حرب ارتكبتها قوات النظام.
وفي واقعة منفصلة قال التقرير إن طائرة "سوخوي-22" أسقطت أربع قنابل على مجمع للمدارس في منطقة تسيطر عليها قوات المعارضة في تشرين الأول أكتوبر.
وأضاف أنه مع وصول موظفي الإغاثة أسقطت طائرة "سوخوي" أخرى أربع قنابل أيضا. وفي المجمل قتل 21 طفلا و15 شخصا وأصيب 114 آخرون.
وذكر التقرير أن روسيا، حليفة سوريا، أنكرت وقوع الهجوم، لكن أدلة من شهود وصورا فوتوغرافية وصورا التقطتها أقمار صناعية وشظايا قنابل أكدت تورط النظام.
وقال التقرير "توجد أسباب معقولة للاعتقاد بأن سلاح الجو السوري استهدف عن عمد مجمع المدارس في حاس."
وقال التقرير أيضا إنه في أول شباط فبراير قصفت طائرات، على الأغلب سورية أو روسية، مركز الهلال الأحمر العربي السوري في بلدة إدلب الموجود منذ وقت طويل والمعروف بعلاماته المميزة.
وأضاف أنه في سلسلة جرائم حرب فإن أنماط الهجمات تشير أيضا بقوة إلى أن قوات مؤيدة للنظام استهدفت بطريقة ممنهجة منشآت طبية. ويغطي التقرير الفترة من 21 تموز يوليو/2016 إلى 28 شباط فبراير هذا العام.
وجاء نشر التقرير بعد أقل من أسبوعين من قول اللجنة إن طائرات النظام قصفت عن عمد قافلة إنسانية فقتلت 14 موظفا إغاثة في أيلول سبتمبر من العام الماضي.
ووثقت اللجنة أيضا استخدام قوات النظام وقوات موالية لها غاز الكلور القاتل في مناسبات عدة في ضواحي دمشق وفي محافظة إدلب.
وذكر تقرير اللجنة أنه لا يوجد دليل على تورط روسي في هجمات الكلور.
وأورد التقرير أيضا قائمة بـ"فظائع ارتكبها تنظيم الدولة والجماعة المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة وهما جماعتان مدرجتان في قائمة الأمم المتحدة للجماعات الإرهابية".
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية