حوار مع صديقي الكردي... فؤاد عبدالعزيز*

الكاتب: الأزمة السورية دخلت مرحلة تقاسم الحصص

من أكثر المواضيع صعوبة وحساسية في الوضع السوري، هو نقاش المسألة الكردية مع أحد أطرافها، ليس لأن الموضوع معقد وشائك، ولكن لأن هناك من مجموعة من الناشطين الأكراد على صفحات التواصل الاجتماعي، لا يقرؤون إلا عبارة "ويل للمصلين"، وبعدها ويل لمن يفع تحت سهام نقدهم، إنهم يشتغلون بتناغم غريب يشبه الاوركسترا، أو كأن هناك تنسيقا عالي المستوى فيما بينهم، بحيث أن جميعهم يعزفون على نفس النغمة مع صولوهات متقنة في السب والشتيمة.

في البداية دعوني ألخص موقفي الشخصي من المسألة الكردية وبعدها نأتي على موضوعنا الأساسي، فأنا على قناعة تامة أنك لا تسطيع أن تجبر شعبا أن يعيش معك رغما عنه، وعندما نتفق على هذه النقطة، نستطيع التباحث حول المكان الذي يريد هذا الشعب أن يعيش فيه لوحده .. وهذا موضوع يجب أن يتوافق عليه الشعب السوري بالحوار وليس بالقوة العسكرية. 

هذا كان موضوع نقاشي مع صديقي الكردي، تعليقا على ما تقوم به "قوات سوريا الديمقراطية" بقيادة صالح مسلم، من فرضها للنظام الفيدرالي بالقوة العسكرية، وبالاستفادة من موقع الشيخ "رياض درار" في المعارضة السورية. 

النقطة الثانية التي اختلفنا حولها، أن الإخوة الأكراد، هم مع حزب الاتحاد الديمقراطي إذا ما تبين أنه يستطيع تحقيق حلمهم في دولتهم المستقلة، وعدا ذلك يتعاملون معه على أنه عصابة أو ميليشيا، تسعى لاضطهادهم قبل غيرهم، وذلك من خلال إجبارهم على التطوع في قواته وفرض الإتاوات عليهم. 

صديقي من جهته، أخذ الموضع باتجاه منحى آخر، واتهمني واتهم العرب بأننا نحقد على الكرد، وأننا "مغيوظون" منهم، لأنهم على قلب رجل واحد بينما نحن مبعثرون وتتلاعب بنا الدول والداعمين.

فقلت له وحلفت له يمينا، أنه أول كردي ألتقي به بحياتي وأتعامل معه، وليس عندي أي موقف مسبق تجاه الأكراد، وإنما اتحدث من وجهة نظر سياسية بحتة وبكوني مراقبا للمشهد لا أكثر. 

لكنه زاد من جرعة اتهاماته، وأغلق النقاش عند فكرة واحدة، رافضا مغادرتها، وهي أن العرب يكرهون الكرد ويبنون جميع مواقفهم وآرائهم بناء على هذا الكره ..!!

طبيعي أن تتوقف عن الاستمرار بالنقاش، عندما تكون هذه وجهته، وهو ما حصل بالضبط، لكن ذلك دفعني للمزيد من التأمل في المسألة السورية، وتعقيداتها، فكأنما أتيت على عش الدبابير وأثرته دفعة واحدة، فإلى أي حد ينطبق هذا التشبيه على الوضع السوري..؟ 

في هذه الأثناء كنت أحضر مقابلة لهيثم مناع على التلفزيون الأردني مع عريب الرنتاوي، وأفضل ما قاله فيها، إن الاستثمار في الأزمة السورية، بات خاسرا بالمفهوم التجاري لجميع الأطراف المتدخلة فيها باستثناء إسرائيل .. فالكل بات يدفع أكثر مما يأخذ، بينما إسرائيل لا تدفع شيئا وتحصل على أفضل حصة، لهذا رأى هيثم أن جميع الأطراف المتدخلة أصبح من مصلحتها الآن إيجاد حل للأزمة السورية، ليس حبا بالسوريين، ولكن من أجل أن توقف خسائرها. 

من وجهة نظري، وهي مخالفة لهذا التوصيف تماما، فإن الأزمة السورية دخلت مرحلة تقاسم الحصص، وعندما تتدخل الدول بنفسها على الأرض وليس عبر وسطاء، يعني ذلك أنها تريد حصتها.

ولعل التدخل الأمريكي المباشر في "منبج"، بالإضافة إلى التدخل الروسي والإيراني والتركي والحديث عن قوات عربية مدعومة خليجيا سوف تدخل الأراضي السورية، هو تطبيق فعلي لمفهومة المحاصصة باليد أو بالقوة. 

أما موقع المسألة الكردية وسط هذا الزحام الدولي على تقاسم الحصص، فهو برأيي أداة على الأرض لا أكثر، تلعب فيه "قوات سوريا الديمقراطية" دورا بارزا في المرحلة الراهنة، لكن على المستوى البعيد، لا أظن أن الأمريكان يمكن اعتبارهم ضامنا صادقا للطموحات الكردية في تنفيذ مشروعهم الفيدرالي على الأرض السورية.. لأن أمريكا تخطط لنفسها ولمصالحها وليس لغيرها، وهي تستخدم الآخرين وتبتزهم لهذا الغرض وبجدارة.. !!

وبالعودة إلى النقطة الأساس في هذا الموضوع، وهي الإخوة الأكراد وحقهم في تقرير مصيرهم أيا كان هذا المصير الذي يريدون، أقول لصديقي الكردي وليس لجميع الأكراد: لو كنت أستطيع تقرير مصير سوريا، لوضعت منكم رئيسا عليها وليس على منطقة بعينها، ولكن للأسف يا صديقي، أنا وأنت مجرد لاجئين، وهيهات أن ندخل إلى سوريا. 

نرجو ألا يتحول هذا إلى حلم لا نستطيع تحقيقه مستقبلا.. !

*من كتاب زمان الوصل
(223)    هل أعجبتك المقالة (210)

محمد علي

2017-03-14

كلام الشخ كيلو مضحك للغاية من مكون بقايا ايران عطفنا عليهم و اويناهم ،،،، ليتكم سكتم و خرستم يا لعنة البشر.


محمد علي

2017-03-15

استاذ فؤاد ، اضافة الى ما كتبت ، منذ بداية الثورة و بات لنا جلينا خيانة و كذب الارهابيين الاكراد و على راسهم صالح مسلم ، كنت و مازلت اتحدى عصابات الكرد الاجراميه ان يثبت لنا تاريخ الكرد و احقيتهم التاريخية او الجغرافية او الاجتماعية على الاراضي السوريه او العراقية او النركيةكتجمعات او مدن او قرى ل اكثر من مائة عام مضت ، ما حدث لاغتصاب اراضي في العراق و محاولة اغتصاب للمزيد في سوريا و تركيا سيكون نهاية الاكراد في المنطقه و نصيحة ان تعودوا الى ايران من حيث اتيتم حيث الاولوية لتحرير ارضكم هناك بدلا من اللعب دور العبيد للغرب و استخدامكم ك كرداسرائيل ..


لقمان

2017-03-16

كم أتمنى أن يجرؤ المدعو محمد علي بأن يكتب اسمه واضحا مثل ما يكتبه غيره..لكن عميل مستر مثله ليس عنده إلا الفتنة ..نحن أحفاد صلاح الدين و ابن تيمية و هنانو ...والحمد لله.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي