أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الغرافيتي"..سوريون يرممون حجارة دمرها النظام بألوان الثورة

كان سقفا واصبح اليوم لوحة في جنوب دمشق - زمان الوصل

يحسب للثورة السورية أنها بدأت بنشاط غرافيتي خطه أطفال في مدينة درعا في عام 2011 طالبوا بعفوية بإسقاط نظام الأسد متأثرين بما رأوه من ثورات الربيع العربي السابقة.

وواكب فن الغرافيتي تحولات الثورة السورية منذ انطلاقها وملازما لها عبر سنواتها الست مجسدا هموم السوريين وأمالهم، ولجنوب العاصمة دمشق حكاية خاصة مع الغرافيتي، فالهدنة المبرمة مع قوات النظام منذ عام 2013 أدت مع الوقت لإضعاف روح الثورة لدى الأهالي لعدة أسباب لعل أهمها الخوف من تكرار تجربة الحصار وانشغالهم بتأمين عيشهم، لذلك اعتبر الرسم على الجدران من أهم وسائل الناشطين لإحياء روح الثورة. 

تجمع "ربيع الثورة" وهو تجمع ثوري يعمل على إحياء روح الثورة في جنوب دمشق حيث بدأ فريق الغرافيتي المكون من تسعة أعضاء عمله أواخر عام 2013 بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مخيم "اليرموك" ونزوح عدد كبير من أهالي المخيم للبلدات المجاورة وكانت أول لوحاتهم جداريه (نحنا واليرموك واحد خيا)، ثم تلاها إنجاز العديد من اللوحات الجدارية تحض على نشر الوعي وزرع الأمل وتوجيه رسائل ثورية سياسية تتعلق بواقع المنطقة بشكل خاص وسوريا بشكل عام كاستنكار عمليات القصف الوحشية وعمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي.

سامي دركشلي مصمم غرافيتي في تجمع ربيع الثورة يقول لـ"زمان الوصل" إنه بطريقة فنية وبسيطة يستطيع من خلال الرسم على الجدران إيصال أي فكرة ونشرها بين الناس رسائل ثورية أو لوحات تعزز الأمل لدى الأهالي أو رسائل تضامنية مع مناطق أخرى مثل حلب.

ويضيف "الرسم على الجدران هو أسهل طريقة للوصول إلى الناس بعيدا عن تعقيدات مواقع التواصل الاجتماعي أو التحليلات على الشاشات الإخبارية".

ويتابع دركشلي "لدينا في الفريق عدة تصاميم نطرحها في وقتها المناسب أما الرسومات التي تأتي كتفاعل مع مستجدات الأحداث في المناطق الأخرى، فيكون العمل عليها بشكل فوري ويتم اختيار مكان رسم اللوحات بحسب نوع اللوحة، فالرسومات التي تهدف لزرع الأمل في قلوب الناس نقوم برسمها في الأماكن والأبنية المدمرة، أما إذا كانت تهدف لإيصال رسالة ثورية سياسية، فنختار الأماكن المزدحمة كالشوارع الرئيسية والأسواق".


ويؤكد أنه "وجدنا تفاعلا كبيرة من الناس مع لوحاتنا حيث طلب الكثير منهم أن نقوم برسم هذه اللوحات بقرب أماكن سكنهم". 

يعتبر فن الغرافيتي من أهم الأشكال الفنية للثورة السورية فبساطته تجعله مفهوما لكافة الفئات العمرية الكبار منهم والصغار، والرسومات في الشوارع تجعلها أقرب للناس وأكثر شمولية في توجيه رسالتها ولا تحتاج في كثير من الأحيان لاستخدام عبارات، بل تقتصر على الصور لإيصال رسالتها إلى الجميع مهما كان مستواهم الثقافي.

يقول "محمد أبو قاسم" أحد أعضاء فريق الغرافيتي في تجمع "ربيع الثورة" الغرافيتي نشاط سلمي مثل المظاهرات والمناشير الورقية وهو إتمام للحالة الثورية الأولى.

ويردف بأن "الرجل البخاخ" الذي كان يخط عباراته على الجدران خلسة عن أعين الأجهزة الأمنية، يهدف من خلال اللوحات الجدارية لإحياء روح الثورة ويتم التنفيذ باستخدام مواد أولية بسيطة نوعا ما، حيث نعتمد على طباعة الرسومات على الورق ثم نقوم بتفريغها على الكرتون ومن ثم تفريغها على الجدران ويتم إضافة التفاصيل الإضافية برسمها يدويا.

ست سنوات يحارب نظام الأسد فيها السوريين بكل وسائله الهمجية من قصف وحصار وتهجير فيما يرد عليه السوريون بكل حضارة عبر لوحات فنية تحول ما خلفه القصف لجداريات فنية تنبض بألوان الأمل والحياة.

دمشق - زمان الوصل
(183)    هل أعجبتك المقالة (152)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي