أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الإسلام هو الحل... عدنان عبدالرزاق*

أحمق ومن الطراز الغبي، كل من يدافع عن الحركات الراديكالية التي وجدت بسورية - ارشيف


 لفت انتباهي بالأمس، وعلى "فيسبوك"، سيدة منقبة تشتم الدين الإسلامي ونبيه الكريم محمد عليه السلام، وتتهم الإسلام وما فيه، من تعاليم وفرائض وأحكام، بأنه سبب التخلف والانهيار والتبعية منذ قرن ونصف القرن، بل وتنعت النبي بأقذع الصفات والألفاظ، قبل أن تضع نسخة من القرآن الكريم ولباسها الأسود ونقابها، بسلة المهملات، وتعلن أنها تركت الإسلام ودخلت الدين المسيحي.

 وكنت قد قرأت قبل مشاهدة هذا الفيديو، عشرات المقالات والمنشورات، لمثقفين أو متثاقفين، أيضاً يحملون الدين الإسلامي وليس من ركب عليه من متأسليمن، سبب فشل الثورة السورية وتخلف الأمة وتراجع نسبة العلم والعلماء ومنسوب الحرية والديمقراطية والتحرر.

 وتابعت، بالآن نفسه، ما انهال عليه جهابذة الثقافة وأوصياء العلمانية، على "الأحكام والفتاوى" التي صدرت على كوادر مجلة "طلعنا ع الحرية " بحق كاتب مقال قيل بحسب إسلام "جيش الإسلام" ومن في حكمه، أنه تطاول على الذات الإلهية.

 ما أوقعني بدائرة لم أعرف للخروج منها سبيلا، سؤال مفادها ترى لو سورية بلد مسيحي أو دون أي معتقد ديني، فهل كان مسموحا لثورتها الانتصار، ولها مالها من جغرافيا مطلة على إسرائيل وأسرة تعهدت بما تعهدت به من ارتباطات وطمأنة وعمالة، لتكرس حكمها وتعمّق دولتها، للحد الأسدي الذي ربما لم يعرفه التاريخ.

 وتساءلت بالآن عينه، لماذا الإسلام والآن وبتنسيق لا يمكن أن يكون عفوياً، بين الأسد ومتثاقفي الثورة، بل والمبعوث الأمريكي، ومايكل راتني، الذي لم ينقص بيانه سوى التقويم الهجري.

 قصارى القول: أحمق ومن الطراز الغبي، كل من يدافع عن الحركات الراديكالية التي وجدت بسورية بعد الثورة أو قبلها، لأدوار وظيفية لم تعد خافية على متابع، بل وساعدت تلك العصابات، الأسد كما سواه من الديكتاتوريين، إن بالبقاء أو شيطنة الثورة، أكثر مما ساعدته به إيران وروسيا والولايات المتحدة، ولكن ليس هذا كل المشهد على ما أحسب.

 لأن من وظائف أؤلئك المتخلفين، إن كانوا مرتبطين على نحو مباشر، أو ينفذون تعاليم قياداتهم تحت دوافع روحية وتغييب أم حتى نفعية، أن يسيئوا للدين الإسلامي ومعتنقيه، بشكل لم يسبقهم إليه مستهدف، منذ الرسالة المحمدية حتى ثورات الربيع العربي.

 وربما من نافل القول الآن، الذهاب للبحث عن إثباتات أو ما قام به المتأسلمون حتى أجهضوا حلم الشباب العربي، بالمواطنة والتعددية والحرية، بعد كل الخدمات العلانية التي قدمها ورثة الله على الأرض ونوابه، لقتل الأمل حتى بالأفق المنظور، بل وجعل الشعوب تتشهّى العودة إلى ما قبل بوعزيزي وحمزة الخطيب.
 ولكن، أن يساهم بتتمة رسم ملامح الخطة، من يدعي الفهم وكشف المؤامرة ويلبس ثوب الثقافة والعلمانية مقلوباً، فهذا هو خلاصة القول.

 أي لا يمكن لفزاعة الإسلام أن تكتمل، إن بلع طعمها البسطاء المكمومة أفواههم منذ عقود، ولا يمكن لشماعة الإسلام أن تتحمل وزر كل الفشل الذي اقترفه اليساريون والتقدميون والعلمانيون فضلا عن المتأسلمين، إن لم تنطلِ على التقدميين المثقفين، ولا يمكن لمسرحية المؤامرة أن تسدل ستارتها، قبل أن يقدم المتحضرون مشهدها الختامي.

بمعنى آخر، الدين هو الحل ولكلا الطرفين.

 فكما كانت دعاية الدين هو الحل للمرتبطين والمغيبين، والتي قتلت تطلعات السوريين وثورتهم، عبر أوهام شجع العالم المتحضر على تكريسها وتسويقها، أيضاً الدين هو الحل للتنصل من المسؤولية بالنسبة للفاشلين الذين تم اختبارهم عبر مواقع ثورية وثقافية خلال السنوات الفائتة، وأيضاً عبر تشجيع من مرضى بالداخل أو متربصين بالخارج.

 نهاية القول: ليس أسهل وأضمن من الروحانيات لتغييب الشعوب وضمان تبعيتها واستمرار حكمها والتحكم بها، ولكن عبر مرحلتين، الأولى من خلال تحريض البسطاء والتغرير بهم ليقتلوا ويسيئوا باسم الدين بعد إيهامهم أنهم وكلاء الله الحصريون على الأرض، والمرحلة الثانية عبر الحقراء الذين يتابعون الخطة عبر تحميل الدين وزر ما جرى ويغرقون بنقد الأديان وتكريس الأحقاد عبر ما يدعونه من علمانية وحرية معتقد وفصل الدين عن الدولة.
 وبمثال أقرب للفهم، لولا العلم اليقين لمن أرسل "الماجدة" التي رمت بالقرآن بسلة المهملات، أن فعلتها ستولد تطرفا وردود أفعال واستمرارا لقتل الحلم، لما أرسلها لذلك الفعل الغبي التحريضي ...وكذا من يوحي لهؤلاء الأقزام الذين يرون بنقد الأديان ونبش رمادها، بغير مناسبة وحسن توقيت .. ببساطة، لأن الدين هو الحل الذي يبقينا أسرى الأوهام، لكنه بحاجة لأدوات ومن كلا المستويين.

*من كتاب "زمان الوصل"
(159)    هل أعجبتك المقالة (164)

محمد سعيد

2017-03-14

أرسلنا لكم تعليقاً من صميم الموضوع الذي عرضه السيد عدنان عبد الرزاق ..لم نشتم ولم نتلفظ بكلمة بذيئة ولم نهاجم أحداً ، لكننا شرحنا سبب تعثر الثورة السورية ...أستغرب كيف تحجبونه بدون أي سبب ...!!.


محمد سعيد

2017-03-14

إذا كان سبب عدم ظهور التعليق مني لسبب كمبيوتري أولسبب آخر ، فأنا أقدم اعتذاري الشديد ، وإذا كان السبب منكم فأنا عاتب عليكم ، لأنكم من الصفحات الرصينة الرزينة ذات المصداقية العالية ، والتي تتمتع بشهرة واسعة بين عشرات الصحف والصحف والنشرات ...والعتب على قدر المحبة ...! ---------------------- زمان الوصل: لو ممكن ارسال التعليق مجددا .


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي