كشف نائب رئيس تحرير زمان الوصل "إيثار عبد الحق" أن 88% من مذكرات الاعتقال التي أصدرتها مخابرات الأسد بحق صحافيين أجانب جاءت إبان اندلاع الثورة السورية، وأن النظام عهد إلى "شعبة المخابرات العسكرية" بإصدار هذه المذكرات، التي تمثل في حقيقتها أوامر تصفية وقتل، أكثر منها مذكرات ملاحقة، عطفا على السجل الإجرامي البشع والصيت المرعب للمخابرات العسكرية فيما يخص قتل عشرات آلاف المعتقلين تحت التعذيب.
كلام "عبد الحق" جاء خلال مداخلة له في برنامج "مسائية DW" على شاشة التلفزيون الألماني، مساء يوم الخميس، حيث أكد أن "زمان الوصل" لم تدخر جهدا طوال السنوات الماضية من أجل تمهيد الطريق أمام الوصول للعدالة، وإماطة اللثام عن الصورة الحقيقية للنظام الشمولي القمعي في سوريا، وأن الملف المخابراتي الضخم الحاوي على 1.7 مليون مذكرة، والذي ضجت به وسائل إعلام ألمانية وأوربية مؤخرا، إنما هو أحد الملفات التي انفردت بها "زمان الوصل" ونشرت أولى تقاريرها منذ 29 أيلول/سبتمبر 2015، بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس الجريدة.

ولفت إلى أن أبواب الجريدة مفتوحة أمام جميع وسائل الإعلام التي ترغب في التعاون والحصول على معلومات تخص الأرشيف المخابراتي لنظام الأسد، ما دام ذلك سيسهم في تعريف العالم بطبيعة نظام الأسد المتغول.
وأوضح "عبدالحق" للتلفزيون الألماني (DW) أن "زمان الوصل" -ومنذ إطلاق الملف- نشرت عشرات التقارير الحصرية المعتمدة على الأرشيف المخابراتي ووضعتها بين يدي الجميع من قراء ووسائل إعلام ومنظمات، ولا أحد يملك تفسيرا لتأخر اهتمام وسائل الإعلام الغربية بالملف وبياناته، علما أن الجريدة نشرت تقاريرها المفصلة في نسختيها العربية والإنجليزية.
وذكّر "عبد الحق" ببعض الإحصاءات التي سبق للجريدة نشرها، ومن بينها أن عدد المذكرات الصادرة بحق غير السوريين تصل إلى نحو 210 آلاف مذكرة، وأن الألمان يحتلون المرتبة الثامنة في عدد المذكرات المخابراتية الصادرة بحقهم قياسا إلى غيرهم من الجنسيات الأجنبية (غير السورية وغير العربية).
وقال إن عدد المذكرات الصادرة بحق الألمان يعادل 697 مذكرة، إلى جانب مذكرات بحق أشخاص من 153 جنسية من مختلف أنحاء العالم، من بينهم أمريكيون وروس وبريطانيون وفرنسيون و...، حتى إن هناك مذكرة بحق شخص يحمل جنسية "الفاتيكان" التي تعد أصغر دولة في العالم (مساحة وسكانا)، ولها رمزية دينية لاجدال فيها.
وبخصوص ما تعينه المذكرات المسطرة باسم الصحافيين من قبل مخابرات الأسد، أبان "عبدالحق" أن عدد هذه المذكرات هو 197 مذكرة، 88% منها تقريبا أصدرت بعد اندلاع الثورة، وتم إصدارها تحديدا عبر شعبة المخابرات العسكرية، الجهاز الأعلى تسجيلا للانتهاكات، ومنها القتل تحت التعذيب الذي وثقته 55 ألف لقطة للمصور العسكري المنشق "قيصر".
وخلص "عبد الحق" إلى أن المذكرات المسطرة بحق الصحافيين من قبل نظام الأسد، هي مذكرات قتل وتصفية وليست مذكرات ملاحقة أو اعتقال، وهي موجهة لأي صحافي حاول أو دخل في يوم الأيام إلى سوريا؛ لنقل صورة ما يجري فيها.
واستند "عبدالحق" في حديثه إلى سلسلة طويلة من الإحصاءات والبيانات، سبق لـ"زمان الوصل" نشرها، حيث تستحوذ المخابرات العسكرية على 578 ألف مذكرة، من أصل 1.7 مليون مذكرة.
ويبلغ تعداد مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المنظومة القمعية الأسدية قرابة 524 ألف مذكرة، نصيب المخابرات العسكرية منها 276 ألف مذكرة، بمعدل 53%، أي إنها تقوم بنصف نشاط كل الأجهزة القمعية مجتمعة، بما فيها أجهزة المخابرات الجوية والسياسية والمخابرات العامة ووزارات الداخلية والدفاع والعدل، وغيرها من "المؤسسات" المسخرة لترهيب السوريين.
روابط بعض التقارير التي نشرتها زمان الوصل فيما يخص ملف #على_قوائم_الأسد
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية