أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دريد لحام.. الوجه الكوميدي لحافظ الأسد*

دريد لحام - أرشيف

إلى أي حدٍ تشبه حياة دريد لحام الفنية مسيرة حافظ الأسد السياسية في تطورها وعلاقاتها ونتائجها، وهل كان لحام صورة الأسد الكوميدية التي اجتاحت عوالم السوريين، واستبدت بهم كأنها المخلّص لهم من ظلمات الفقر والاستبداد ثم اكتشفوا أنهم ارتكبوا أفظع خطيئة دفعوا ثمنها دماً وسجوناً على يد الأسد وعائلته، وخذلاناً وخيبة مع لحام.

كل رفاق الأسد الأب في بداية مسيرته إما اعتقلهم أو قتلهم، ومنهم من خرج جثة هامدة من سجنه، ومن طارده في منفاه، والبعض شوّه سيرته ليصير في عيون الآخرين خائناً أو ملعوناَ، وكذلك فعل دريد لحام برفاق بداياته فشوّه من رسم صورته الشعبية (نهاد قلعي)، وانتهز موهبة الماغوط وكان اسمه ملازماً لاسمه ككاتب ومعارض، وامتهن ياسين بقوش وناجي جبر وصارا كومبارساً يكمل صورته النقية.

في لقاء صحفي تحت عنوان "مونولوج مع محمد الماغوط" أجراه معه كل من الشاعرين اللبنانيين يحيى جابر ويوسف بزي لمجلة "الناقد" قال الماغوط: (دريد لحام انتهزني... استغلني كشاعر كجواز سفر ليعبر) ...اختصر الماغوط بهذه الكلمات السريعة حكاية لحام مع كل الآخرين الذين عمل معهم، عمل معهم لأنه أقلهم خبرة وموهبة لكنه استطاع أن ينتهزهم جميعاً وهنا تحضرني مقولة سورية لا أعلم قائلها: "دريد لحام صنع من الدبيكة ممثلين ومن الممثلين دبيكة"...والأمثلة على ذلك كثيرة حسام تحسين بيك الراقص صار ممثلاً، وكذلك صباح جزائري.

أما القصة الأكثر ألماً فهي الحكاية التي قصّها لي دريد لحام عندما سألته عن الراحل الكبير نهاد قلعي فقال لي لا خلاف بيني وبينه، ولكنه كان يبذر ماله على القمار والويسكي...وما أدراكم نهاد قلعي الصانع والراسم لحكاية غوار الطوشة الذي استلب فيها لحام قلوب السوريين فأضحكهم وأبكاهم بينما بقيت شخصية حسني البورظان خلفها بائسة مسكينة.

ما صنعه دريد لحام بكل من رافقوه في سيرته الفنية لا يمكن إلا ان يكون سيرة عن ديكتاتور باطني كحافظ الأسد، والفارق بينهما في أداة القتل والقدرة عليه، والقتل ليس بالضرورة أن تكون نتيجته الموت فقط فالتهميش موت، وانتهاز الحاجة موت، وسرقة جهد الآخرين قتل لهم.

الصورة الفاجرة للحام جاءت واضحة سافرة عندما أعلن الشعب، الذي كان يدافع عن استحقاقاته، الثورة على الجلاد والقاتل، والمستبد، فأخرج وجهه الحقيقي الإيراني الباطني الأسدي، وأعلنها جهاراً نهاراً التصاقه بعلي خامنئي وبشار الأسد كمرجعية كانت نائمة في عمقه القذر.

دريد لحام الصورة المثلى لحافظ الأسد وإن ابتسم وهرّج وهتف باسم الشعب فكل خطابات الأسد العروبية والمحلية كانت دفاعاً عن الشعوب، ولما صدقته صرخ في وجهها سليله بالبراميل والطائرات.
دريد لحام صورة المجرم في ثوب الفنان.

*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
(342)    هل أعجبتك المقالة (387)

مواطن

2017-03-23

كم أنتم حمقى! كنتم تضحكون على قفشات غوار الذي عمل من الذل وفقدان الكرامة نكتة نتلهى بها. كنت في الإعدادية عندما رأيت دريد لحام في برنامج تلفزيوني وهو يقول "معقولة شوفير الباص يشوف حاله"! وأتاه الرد من أحد المشاهدين متسائلا لماذا لا يحق لشوفير الباص أن يتباهى بنفسه؟ غوار الذي كان ينقد الامبريالية وفي الوقت نفسه يدرس ابناءه في أمريكا... غوار الذي كان يجول في عروض في سورية والناس محبوسة في قهر حرب حافظ الوحش على الشعب السوري في بداية الثمانينيات... الآن استفقتم على غوار وغيره... عيشوا الكوابيس إذن !.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي