كشف المعتقل السابق "حسن" بعض ما يحدث من تعذيب وحشي للمعتقلين في فرع الأمن العسكري بحمص (261)، الذي تعرض لأحد هجومين الأسبوع الماضي قتل إثره رئيس الفرع "حسن دعبول" إضافة إلى عشرات الضباط وصف الضباط والعناصر بين قتيل وجريح.
وروى الشاهد الذي اعتقل في الفرع المذكور عام في آب أغسطس/2013 لـ"زمان الوصل" قائلا إن أقسى ما مر به وشاهده هو فصول التحقيق والعذاب في الفرع الذي وصفه بأنه من أكثر الأفرع الأمنية إجراما ووحشية بحق السوريين.
وعن اعتقاله في (261) قال "حسن"، الذي رفض الكشف عن هويته كاملة، مع استعداده للإدلاء بشهادته مستقبلا أمام أي جهة قضائية، قال "بعد اعتقالي تم نقلي مع عدد من المعتقلين إلى فرع الأمن العسكري في حمص وهناك كان بانتظارنا (أبو جوني) وهو أحد السجانين من عناصر أمن الفرع الذي كانت مهمته تفتيش المعتقلين والذي انهال علينا ضربا مبرحا أدى إلى وفاة عدد من المعتقلين بيننا كما علمت لاحقا".
وأضاف "تم نقلنا إلى (مهجع العساكر)، وبقيت فيه يومين تقريبا، وبعدها نقلونا إلى المنفردات، حيث كان السجانون يخرجون المعتقلين صباحا إلى التحقيق بمعدل يتراوح بين 15 إلى 20 معتقلا يوميا ولا يعود إلا منهم 3 أو 4 معتقلين أحياء بينما يموت الباقون نتيجة التعذيب والضرب بقضبان الحديد المعدنية والشبح لأيام متواصلة.
وذكر "حسن" أن المحقق في فرع (261) يبدأ التحقيق بكلمة (علقوه) التي يعطي بها الأمر للعناصر لتعليق وشبح المعتقلين في الهواء وضربهم بالقضبان الحديدية والقارص الحديدي الذي يستعمله العمال في أعمال البناء والنجارة.
إضافة إلى التعذيب بنزع الأظافر وسكب الماء المغلي على الوجه، وهو ما أدى إلى وفاة الكثير من المعتقلين داخله، قبل نقل من تبقى منهم أحياء الى فرع "215" أو "فرع الموت" كما يسمى في دمشق، حيث تم نقلي مع حوالي 10 معتقلين إليه فيما قضى الباقي ممن كان معي داخل (261).
ويتابع حسن شهادته كاشفا أن فرع الامن العسكري بحمص مسؤول عن قتل الكثير من أهالي مدينة "القصير" بعد سقوط المدينة بيد ميليشيا حزب الله اللبناني في 5 حزيران يونيو/2013، حيث كان يتم اعتقال وقتل المدنيين الفارين من المدينة على حواجز النظام المنتشرة على طريق القصير وأبرزها (حاجز الدمينة) الذي اعتقل فيه الكثير من كبار السن والأطفال وتم نقلهم بالباصات إلى فرع "261".
ونقل "حسن" عن قريب له اعتقل بعد سقوط مدينة القصير واقتيد إلى الفرع سيئ الصيت مع عدد من سكان المدينة أن عناصر الفرع قتلوا الكثير من المعتقلين من سكان القصير داخل المنفردات دون التحقيق معهم، حيث كان يدخل عناصر الأمن إلى المنفردات ليلا ويقومون بخنق المعتقلين لقتلهم بهدف التخلص من أعدادهم الكبيرة وفق ما نقل حسن عن قريبه الذي التقاه في فرع (215) واستشهد فيما بعد فيه.
ويتبع الـ(261) لشعبة المخابرات العسكرية في دمشق، ويقع في محافظة حمص، منذ سنة 1981، ويحتوي مكانين للاحتجاز، المهجع الأول: للتجمع الأولي للمعتقلين وهو المحطة الأولى للمعتقلين عند جلبهم إلى الفرع، تبلغ مساحته حوالي 10-15 مترا، ويحتوي على أكثر من 10 منفردات، ضاقت بأعداد المعتقلين أيام الثورة، ليوزعهم عناصر المخابرات على الممر أو حتى على أسقف المنفردات، وفي المبنى الآخر هنالك مهجع التحقيق، وهو أصغر من مهجع التجمع، ويتألف من طابقين أرضيين، وبحسب شهود، فإنّ كمية التعذيب والضرب شديدة في قسم التحقيق -وطابق آخر عبارة عن قبو، يوجد فيه غرفة لضابطين –وصف ضباط - برتبة مساعد، ويحتوي على 14 زنزانة مفردة، كل منفردة كانت تحوي 8 معتقلين وتبلغ مساحة كل واحدة منها (100×1.70) سم، وكان هنالك أيضاً غرفة تبلغ مساحتها (2.50×2.50) متر وفق رواية بعض المعتقلين المفرج عنهم في تقرير خاص حول فرع (261) نشره مركز توثيق الانتهاكات في آذار مارس/2014.
وتمكنت "هيئة تحرير الشام" يوم السبت الماضي من استهداف الفرع (261)، إضافة الى فرع "أمن الدولة" وسط مدينة حمص، وقتل رئيسه العميد "حسن دعبول" الذي جاء إلى الفرع المذكور من "فرع الموت"، إضافة إلى مقتل وإصابة عشرات ضباط وعناصر المخابرات في الفرعين المذكورين.
عروة السوسي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية