أنا المواطن الغير مدعوم ..؟ .... خليل صارم

أنا الرقم في التعداد .. كلهم يتحدثون باسمي ولكن وعند الحاجة لايعرفونني .. تصدر القرارات باسمي .. الأحكام باسمي باعتباري فردا ً من الشعب .. وباسم الشعب تستباح حقوقي .
أنا مطلوب .. في الانتخابات .. مطلوب في الضرائب .. مطلوب في المظاهرات والمسيرات . مطلوب في الأزمات والحروب .
أما في الحالات العادية وظروف الازدهار والطمأنينة والراحة .. هم ينظرون الي شزرا ً وكأنني عالة على اللي خلفوهم . مع أنني أنا من يوفر لهم كل الظروف الجيدة والازدهار والطمأنينة .
أنا المسروق دائما ً والسارق يفرض علي منطقه باسم القانون وباسم الشعب الذي أنا فرد منه .
أنا المضطهد ( بفتح الهاء ) دائما ً.. والمضطهد (بكسر الهاء ) .. يمارس ظلمه واضطهاده بحكم الموقع والسلطة والصلاحيات . والمصيبة أنه كان مثلي يتعرض لما أتعرض له ولكنه وعندما وصل انقلب وصار ضدي يفرض بحقي كل ماورثه عن مستر قراقوش . .
هو أو هم بيدهم كل شيء يقلبون الأبيض أسودا ً والأسود أبيضا ً .. كما يشاؤون ووفق مصالحهم وأهوائهم .
اذا رفعت صوتي بالشكوى .. تنقلب الأمور ضدي ويصبحون هم الضحايا وأنا الظالم والمفتري والمطلوب مني أن أعترف بذلك ..وإلا..؟ .. هم يؤكدون لي دائما ً بأنهم الأقوى .. والأفضل .. والأصلح أما أنا فمتخلف .. غبي .. لاأدري أين تكمن مصلحتي الحقيقية ..وأنه يتوجب علي أن أصبر .. لغاية استرداد فلسطين كلها .. وكافة الأراضي العربية السليبة .. واندحار الاستعمار والامبريالية .. وتتحقق الوحدة العربية كلها حتى الصومال وموريتانيا .. ويتم القضاء على الرجعية العربية وعملاء الاستعمار محليا ً وعالميا ً . وأنا صابر شئت أم أبيت .. وهل أملك غير ذلك . ؟ .. لأن الـ ..إلا .. تطاردني أينما حللت وحيثما رحلت ..وحتى في منامي .
اذا ازداد الظلم وجأرت بالشكوى .. أكتشف أنني كنت كاذبا ً .. مبالغا ً .. اعاني من عقد نفسية شتى يتوجب معها أن أقبع في إحدى المصحات النفسية حتى يعالجونني ويرتاحون . هذا اذا لم أكن معارضا ً حاقدا ً ..متآمرا ً .. عدوا ً للوطن .. ملحدا ً ..زنديقا ً ..مرتدا ً ..كما كانوا يسمونني عبر العصور .. حتى حفل التاريخ بكل الصفات السيئة الموجهة لي لأنني أخطأت وثرت على الظلم في عصر بعيد مضى .. وأقلقت منام أولئك الذين يعتلون ظهري .. بمدد الهي ..وتفويض من رب العالمين . كما قالوا لي وحشروه فيما زعموا أنه ثقافتي ومفاخر الماضي العريق ..؟؟.
أنا المواطن الغير مدعوم .. أنا الرقم السهل .. أقر واعترف وأنا بكامل الأهلية والقانونية المعتبرة شرعا ً .. أن الفساد أقوى مني .. والفاسدين هم من يمسكون بالفرشاة والألوان فيلونون ماشاء لهم الخيال وحيثما أرادوا ومن يختارون .. وعندما أصدق نفسي وأعتقد أن صوتي سيكون مسموعا ً .. أفاجأ بكل كواتم الصوت .. تنسل الى حلقي .. فتشل حنجرتي .. وترتجف أصابعي .. ويحنى ظهري .
أنا المواطن الغير مدعوم .. أعترف انني أحلم مع أنه لايحق لي ذلك وهذا يعتبر تعديا ً على أصحاب العصمة والسيادة والسعادة والفضيلة والأمراء والدعاة والفقهاء وكافة الألقاب التي لاأعرفها ولم أتعرف عليها بعد .
أنا أعترف بأنني قد تجاوزت حدودي واقتربت من الألهة وهذا كثير جدا ً وخرق للمقدسات وانني قد افتريت كثيرا ً من حدود الكفر .
مع ذلك كله .. فأنا لاأحب ذوي القرون والدشات والأنتينات .. لاأحب الانحناء والتوسل ورسم الابتسامة المزيفة .. لاأحب الركوع والسجود والانحناء لغير الله . لاأحب أولئك ماسحي الجوخ ولاعقي الأحذية حتى ولو أصبحت قرونهم حديدية .. أكره وأحتقر كل من يظلمني ويمارس الظلم ضد أي انسان .. لاأحب الذين يتظاهرون بالقوة والبطولة في أيام السلم .. أحب المقاومة والمقاومين وأكره دعاة السلم الأمريكي الصهيوني الأعرابي . لأنهم هم بالذات حلفاء الفاسدين وذوي القرون والذين يزعمون أنهم مدعومين ويمارسون بطولاتهم ضد المواطن الغير مدعوم . أولئك الذين يستعملون كل الألوان ويتماهون مع الرمادي . ..أنا المواطن الغير مدعوم .
البصمة والتوقيع

(143)    هل أعجبتك المقالة (139)

عربي

2007-08-08

يا استاذ من غير المقبول ان تخطأ هذا الخطأ للمرة الثانية وانت كاتب جيد ومحترم خطأك املائي بحت عفوا منك وهو بالعنوان لأن كلمة غير لا تعرف فلا تكتب الغير واشكرك على افكارك الجميلة.


خليل صارم

2007-08-09

شكرا ً على ملاحظتك .. ولكنني ياعزيزي في الغالب أخلط مابين الدارج والفصحى .. مع ذلك أعدك بمحاولة ألا أخطيء هذا الخطأ ..


أمل

2007-08-09

ليس خطأ واحداً بل عشرات الأخطاء اللغوية. مع ذلك المقالة رائعة. ربما من أجمل ماكتبتَ. أقبلها كأميرٍ متنكّرٍ بثيابٍ ممزقة..


1

2007-08-09

أيها السادة أشكركم جزيل الشكر على ملاحظاتكم ولكنني وحسب معلوماتي المتواضعة لم أجد أية أخطاء وأنا استعمل اللغة العربية الحالية ..كماإنني أتكلم بلسان هذا الشارع وأخاطبه .. ولست في منتدى ثقافي أو مسابقة لغوية .. إلا اذا كنتم تقصدون لغة عربية أصيلة وقديمة جدا ً لم تعد تستعمل الا في مجالات محدودة جدا ً .. أشكركم على الاعتراف بأن موضوع المقالة جيد . وهذا هو المهم وهناك قول عن القرآن الكريم .. ( لاتنشغلوا بإقامة حروفه وإضاعة حدوده ) وشكرا ً ثانية ..


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي